زَمَنُ الحياةِ ...!!! د. عبد الرحيم جاموس
كَأَنهُ غَزَالةٌ ... تَبْحثُ عن رَضِيعِهاَ ... أو فرسٌ شَموصٌ ... تَتَقدمُ نَحوَناَ ... مُسرعَةً ... نُحاوِلُ تَرويضَها ... أَو تَركِيعَهاَ ... دُونَ جَدوى ... **** دُونَ أن نَدريِ ... تَلتَفُ حِبالهُ ... حولَّ العالمِ ... حولَّ الطبيعةِ ... كمَا تَلتفُ ... حَولَ الأعناقِ ... **** إنهُ الزَمنُ ... المُسرِعُ نَحوناَ ... ونَحنُ أَيضاً ... نَسْتَحِثُهُ الخُطَى ... دُونَ أنْ نَظفرَّ مِنهُ ... إلاَ القَليلْ ... **** نُحبُ الطَبيعةَ ... لِأَنها تُخفيِ عَناَ ... بَعضَ أَسرارهاَ ... لاَ تُفصِحُ إلاَ عَنْ القَليلِ ... نَبحثُ فِيهاَ عَنْ ذَاتِناَ ... لأنناَ نَرىَ فيها البرَاءةَ ... حِينَ تَستسلمُ ... لِبعضِ رَغبَاتِناَ ... **** لَكِنناَ نَستَحِثُها ... على العَبثِ ... لأنَناَ عَابِثين ... مُحَمَلينَ بأثقالِ المَاضيِ ... البَعيدِ أو القَريبِ ... نُحَاكيهاَ ... كي تَبوحَ ... بِأسرَارهاَ ... ونُطَوِعُهَا ... لِفضُولِناَ ... **** البراءةُ ... قد إستوطنتْ فيها ... أَماَ نَحنُ فَقَد شُيعت فِيناَ ... مُنذُ غَادَرتناَ الطُفولةْ ... واكتَمَلتْ فيناَ الشَهوَةْ ... واستحكَمَتْ فِيناَ النَزْوَةْ ... واستَهوَتناَ لُعبَة العبثِ المُستدَامِ ... وتَطَاوَلنا فِيها على الطَبيعةِ ... وعلى الذاتِ في آن ... فَتَحوَلنَا إلى مَا يُشبِهُ الآلاتِ ... في زمنِ الصنَاعةِ والأدَواتِ ... **** قَدْ يَصدُقُ القولُ فِيناَ ... أن الحياةَ ما هيَ ... إلا الصِراعُ وليس الصراخُ ... فكُن بها أسداً ... يصارعُ فيها أذؤباً وأسوداً ... وهي أيضاً لِمن فازَ أو غَلَبْ ... **** أَو أن الحياةَ ... هِيَّ جِهادٌ أو كِفاحٌ ... فَكُنْ بهاَ خَيرُ ... مُجاهدٍ وَمُكافحْ ... **** إِنَ الحياةَ ... هِيَّ صِناعةٌ ... وهي لِمن أتقَنَّ صُنعَ الحياةِ ... فكُن بِهاَ صَانِعاً مَاهِراً مُتميزاً ... **** أو أَنَ الحياةَ ... هيَ مَحضُ تُراثٍ أَو هُراءٍ ... قَد مَضَى وَولى زَمَانُه ... وأنتَ ما زلتَ تَستَنْطِقَهُ ... **** أو هِي تمثيلٌ ... سينماَ أو مسرحٌ ... آدَابٌ وفنونٌ ... وعُلومٌ شَتىَ ... وهِيَ لِمن إِستطَاع ... التعَايشَ ... والتَعرُّفَ والتَعارُفَ ... والتوافُقَ والبناءَ ... **** تَبْقَى الحَياةُ ... تَناقضٌ وتَناكرٌ ... توافقٌ، وتَعارفٌ، وبِناءٌ ... والفُوزُ فِيهاَ ... لمنْ إِلتَزمَ التُقَى ... وشَيَدَ بناءهُ ... للرُشدِ وللهُدىَ ...!!!