مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

هنيئاً للجزائر الشقيقة .. - عبد الناصر فروانة

يصادف الأول من نوفمبر الذكرى السابعة والخمسين لاندلاع الثورة الجزائرية بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية التي اندلعت في الأول من نوفمبر عام 1954 ضد المستعمر الفرنسي الذي استمر قرابة 130 عاماً ، وانتهت باستقلال الجزائر.
ذكرى تتعدد أبعادها ، وتتنوع دروسها وعبرها، ذكرى لثورة أشعلها بضعة مئات من الثوار وإلتف حولها شعب يعشق المقاومة ، ويرفض الظلم والاضطهاد ، شعب ناضل ضد الاستعمار فصنع الانتصار ، ولا يزال مستمرا في مسيرة العطاء والبناء لتشييد دولته العصرية .
 
ثورة مسلحة بدأت بمشاركة 1200 مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضعة قنابل تقليدية فقط ، وتركزت هجماتهم على مراكز الشرطة والجيش والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ، فاستولوا على مزيداً من الأسلحة وتزايدت أعدادهم وحجم التأييد الشعبي لهم واتسعت رقعة المواجهات ،  ودامت قرابة ثمانية أعوام ، وكانت تتويجاً لثورات أخرى سبقتها ، ولكن هذه الثورة كانت الأقوى من بين تلك الثورات ، جسد خلالها الشعب الجزائري العظيم أروع صور الصمود والبطولة والفداء ، ورسم صفحات من المجد في سجلات الانتصارات العالمية ضد الاستعمار ..
ثورة عظيمة بعظمة ثوارها وشهدائها ، فأضحت رمزاً للثورة والحرية وحاملة شعلة الاستقلال والسيادة الوطنية ، ثورة استشهد فيها أكثر من مليون ونصف المليون جزائري ، توجت بالانتصار العظيم وإعلان الاستقلال على الرغم من تباين موازين القوى والإمكانيات ، بين فرنسا وجيشها المدجج بالسلاح وبين أحد شعوب العالم الثالث المتسلح بالإرادة والعزيمة وإصرار الثوار ورصيد معنوي لا يضاهى ، لتضيف تاريخاً جديداً وهاماً في قاموس تواريخ مقاومة الشعوب ضد مستعمريها ... فهنيئاً للجزائر الشقيقة ، رئيساً وحكومة وشعباً .
وبالتأكيد نحن كفلسطينيين نَحِنُ لجزائر الثورة ، نعشق ترابها ، ونفخر بشعبها ونتعلم من دروسها وتجربتها الرائدة بشقيها السياسي والعسكري ، وعلى أرضها جرت أول عملية تبادل للأسرى ، وهي من احتضنت الثورة وقياداتها بعد الخروج من بيروت ، ومن داخل قاعة قصر الأمم بنادي الصنوبر أطلق الشهيد الراحل " أبو عمار " إعلان الاستقلال " والدولة الفلسطينية المستقلة ،.
 ونحن شعب نقدر عالياً الاهتمام الجزائري الرسمي والشعبي بالقضية الفلسطينية ودعمها ومساندتها التاريخية للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني عامة.. وستبقى صرخة رئيسها السابق" هواري بومدين ( نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ) تصدح في آذاننا ، لأنها ليست مجرد صرخة من رئيس غادر سدة الحكم وفارق الحياة ، بل لأنها صرخة توارثتها الأجيال ، ورددها الرؤساء المتعاقبين للجزائر الشقيقة وشعبها العظيم ، ليؤكدوا بأن فلسطين حاضرة ولم تغبْ عن أذهان وعقول وقلوب الجزائريين كل الجزائريين ، لهذا لم ولن ننسى الجزائر التي حُفر اسمها في سفر تاريخنا وثورتنا ، وهي دائمة الحضور في قلوبنا وعقولنا .
وللجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد مساحة واسعة في ذاكرتنا ، وتجربة شكَّلت نموذجاً لنا ، بعظمة ثورتها  وعنفوان ثوارها وبطولة صناع أمجادها وإخلاص بناة حاضرها ومستقبلها بعد استقلالها.
فالجزائر عظيمة برؤسائها وأبنائها ، رائعة في جمالها وطبيعتها وشواطئها، هائلة بآثارها ، فاتنة بكسوتها الخضراء ، متميزة بمتحفها " مقام الشهيد " ، شامخة كجبالها ، وستظل كذلك بإذن الله .
ونختتم بما قاله الرئيس الجزائري الراحل بومدين ( ان استقلال الجزائر ناقص بدون استقلال فلسطين ) هذه الجملة التاريخية التي تعكس عمق العلاقة ما بين الجزائر وفلسطين ، وصدق من قال : من الاوراس الى الكرمل ... الثورة مستمرة.


 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024