في ذكرى الرحيل.... نجدد العهد- زاهر صراوي
في تشرين خرجت الكواكب عن مدارها.... والنجوم عن مسلكها... والشمس غابت بغير عادتها... الأرض فرحت للقاء ... فقد حان تلاقي الأحبة....
أبا عمار... ماذا نقول في ذكراك فكلماتنا ميتة عن حي ما زال فينا وبيننا... نحاول القول ولا تسعفنا الكلمات عن رجل قد البطولة من صوان جبالنا وبسط صدره الواسع كسهل مرج بن عامر . بسيطا كان قويا كان جامحا كان كجواد لم يتعبه السفر في الآفاق.
أبا عمار ذكراك محفورة في قلوبنا سطورا لا بل كتبا ومجلدات من العطاء اللامحدود.... فصولا من الفداء عز مثيله.
مسيرتك يا أبانا وقائدنا ومعلمنا في نفوسنا خالدة لا تزول، واسمك حفرناه في أنفاسنا المكافحة ليبقى ينعم بالخلود الأبدي ولتبقى حاضرا فينا طالما سرنا على دربك وعلى وحي مبادئك وقيمك التي زرعتها فينا.
ماذا نقول عنك وأنت سيد الكلمات؟ ما أصعب الكلام بحضرتك سيدي، كلماتنا عنك تحمل كل معاني التكريم والافتخار بالقائد والأب الذي فجر في قلوبنا نهرا خالدا من الفرح وصنع لنا ابتسامتنا في أكثر لحظات الموت دموية.
في ذكراك يا أيها الكاسر الياسر نقول عزاؤنا لفراقك إن شعبنا المعطاء لم ولن يقبل المساومة يوما على حقوقه وأحلامه، عزاؤنا إن أشبالك وزهراتك ما زالوا يحملون راية النضال على درب الكفاح الطويل حتى يتحقق حلمك وحلم أبناء شعبك بالدولة وتقرير المصير.
فليس غريبا يا قائدنا إن تأتي ذكراك السابعة وتتزامن مع محطة تاريخية يعيشها أبناؤك اليوم، ففي ذكراك أيها القائد عيوننا كلها شاخصة تجاه الأمم المتحدة التي دوت فيها صرختك منذ عشرات السنين مطالبا بدولة فلسطين، دخلت أروقتها في زيك العسكري، وها هي جدرانها تستذكرك مع أبناء شعبك وصرختك التي دوت سابقا وجلجلت الدنيا تنتظر اليوم قرارا من الأمم المتحدة للاعتراف بعضوية دولتنا التي أعلنتها في الجزائر في الثمانينات وأقسمت باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني على إعلان قيامها.
أبانا الغالي شلال الدم الفلسطيني لم يتوقف يوما وارض فلسطين ما زالت مضرجة بدماء أبنائها الذي يسيل ويمتزج بدمك وتتعانق أرواح الشهداء مع روحك في سماء فلسطين وتبقى تردد لحن الحرية ليخترق الأذان الصماء وجدار الصمت الدولي المتخاذل.
هذا قدرنا الفلسطيني الذي لا يصل فيه الحبيب إلى الحبيب إلا شهيدا أو شريد.... وما ألمنا ومصابنا إلا استحقاق ندفعه في طريق الحياة فماذا لدينا اعز منك ومن شهداءنا القادة والأطفال والنساء والرجال لنقدمه قربانا لحرية فلسطين.
أبا عمار ستبقى عملاقا في قلوبنا ومتراسا وأغنية نغنيها ونبراسا ومدرسة ... لك الرايات نعليها... لك الهامات نحنيها... لك الكلمات نلقيها رصاصا في بنادقنا ... لك الصرخة نعليها بان العهد هو العهد والقسم هو القسم ... ففي ذكراك ليس لدينا سوى العهد عهد الوفاء لدمك الطاهر وعهد التمسك بالحق وعهد الثبات والإقدام عند الشدائد لكي نعيد لفلسطين خضرتها وللأطفال بسمتهم ونحرر أشيائنا من غربتها...
يا صانع المجد لك المجد ولك العهد فلا عشنا ولا كنا إن حدنا عن دربك ودرب الشهداء
عاشت الذكرى.... البقية في عمر الثورة