خسرنا المعركة الاعلامية وكسبتها اسرائيل- رائد الاطرش
كان للإعلام الفلسطيني الدور الكبير ان لم يكن الرئيس في فضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني في الحرب الأخيرة على شعبنا في المحافظات الجنوبية عام 2014 ، وقد استطعنا كسب المعركة الإعلامية من خلال المهنية العالية في نقل الحدث بالإضافة لتثبيت الجبهة الداخلية و رفع معنويات ابناء شعبنا المناضل.
ومنذ مطلع اكتوبر الماضي انطلقت الهبة الشعبية في الضفة الغربية و القدس المحتلة، وبدأ الاعلام الفلسطيني بتخصيص ساعات البث لنقل جرائم الإعدامات الاسرائيلية لشبابنا و أطفالنا بحجج واهية ونقل ارهاب المستوطنين العنصريين بحق شعبنا تحت حماية جيش الاحتلال.
هذه المرة وقع الإعلام الفلسطيني في الفخ ، فكان اعلاما ً ناقلا ً فقط للرواية الإسرائيلية و دحض رواية الاحتلال من اعلامنا كانت ضعيفة.
لم يكن الاعلام الفلسطيني يملك الرؤية لمحاربة روايات الاحتلال ولا حتى المصطلحات المناسبة ولم يتمكن من حماية الجبهة الداخلية بل اثار الخوف في نفوس الكثيرين من المواطنين عدا عن الارباك الذي خلقه إعلامنا في الساحة المحلية.
اعلامنا للأسف، اهتم في السبق الصحفي بذكر اسماء الشهداء وتسجيل فيديوهات مع عائلاتهم في اللحظة الاولى واعتمد نوعا ً ما على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ولم يكلف نفسه ( اغلبية وسائل الاعلام ) من التأكد من صحة الخبر مما اوقع اخطاء واضحة.
اعتقد أن المطلوب من الاعلام الفلسطيني ليس الاعتماد على الرواية الاسرائيلية بل خلق رواية فلسطينية تتحدى رواية الاحتلال بالمنطق، بالإضافة لأهمية ان لا يخلق اعلامنا الارباك و التوتر في صفوف المواطنين والحفاظ على الجبهة الداخلية.
كان من المفروض على إعلامنا ان لا يخجل ان يقول أن هذا الحدث هو "عملية طعن" او "عملية دهس" لو كان فعلا قد حدث ذلك ، ويأتي برواية منطقية لتكذيب رواية الاحتلال بعيدا ً عن " الاحتلال يدعي " في بداية الخبر.
لم يكن مطلوبا ً من الاعلام تسمية الحراك الشعبي بالهبة او الانتفاضة ، فهذا يخص السياسيين ، مما اظهر انقساماً واضحا بين السياسيين و الاعلام ولعل سبب ذلك يعود لحزبية بعض وسائل الاعلام و الانقسام الفلسطيني الذي من المفترض انه انتهى في هذه الظروف.
بالنهاية اقول ان الاعلام الفلسطيني لم يكن صانع للخبر ولا محررا ً له بل كان ناقلا ً عن اعلام العدو بالإضافة لترويج فيديوهات العمليات مما يبرر اعدام الاحتلال لأبنائنا.
اعلام الاحتلال نجح في رفع معنويات "شعبه" رغم حالة الخوف الغير معهوده في تاريخ هذا الكيان كما نحج في بث سمومه لإعلامنا الذي روج رواية الاحتلال.