المجلس التربوي لأبناء فلسطين يحذر من تداعيات حصار غزة على خدمات 'الأونروا'
اختتم مجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين والمسؤولين عن شؤون التربية والتعليم بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى 'الأونروا' اجتماع دورته الثالثة والسبعين اليوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وحذر المجلس في ختام أعماله من خطورة مواصلة بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وتداعيات الحصار الخانق على قطاع غزة على الخدمات المقدمة من قبل الأونروا، وما يشهده القطاع من تداعيات نتيجة للعدوان الوحشي الإسرائيلي خلال شهري يوليو وأغسطس 2014م وتأثيرها على تقديم الخدمات التعليمية اللازمة للطلبة اللاجئين الفلسطينيين.
وطالب المجتمعون، وكالة الغوث الدولية بدعوة المجتمع الدولي لتقديم الدعم المالي اللازم لإعادة إعمار قطاع غزة وتأهيل المدارس والمؤسسات التعليمية، ومنها مدارس الاونروا التي استهدفت بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وألحقت بها أضرارا ودمارا كليا وجزئيا، والضغط على إسرائيل لرفع الحصار الخانق عن القطاع، والسماح للأونروا بإدخال المواد اللازمة لإعادة ترميم المدارس المتضررة، وبناء مدارس ومؤسسات تربوية جديدة، وتوفير المواد والتجهيزات التعليمية اللازمة للطلبة في قطاع غزة المحاصر.
وأكد الاجتماع، في توصياته الختامية، على الاستمرار في مناشدة المجتمع الدولي المساعدة في إزالة تلك المعوقات التي سببها جدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية التي تقطع أوصال الضفة الغربية، واستمرار الوكالة بذل الجهود الرامية للحصول على تصاريح تسمح بانتقال طلبة قطاع غزة إلى مؤسساتها التعليمية في الضفة الغربية.
وحول مشكلة استمرار العجز المالي الخطير الذي تعاني منه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والذي يهدد تهديداً كبيراً استمرارها في تقديم خدماتها الأساسية للاجئين، وعلى رأسها برنامج التعليم، عبر المجتمعون عن قلقهم البالغ إزاء خطورة العجز المالي المتزايد، مطالبين في الوقت ذاته وكالة الغوث الدولية لتكثيف جهودها في حث الدول المانحة على تسديد التزاماتها في المواعيد المحددة، وإمكانية التمويل طويل الأمد لبرامج الوكالة وزيادة مساهماتها بما يتناسب مع الزيادة في حجم الخدمات المطلوبة، ومواصلة العمل على توسيع قاعدة المتبرعين من الدول والمنظمات المختلفة وزيادة موازنة البرامج التعليمية في الدول العربية المضيفة، وعدم إلقاء أية أعباء إضافية على مجتمع اللاجئين والدول العربية المضيفة حتى تتمكن الوكالة من تأدية خدماتها على أفضل وجه، وتنفيذ خطتها، خاصة البنية التحتية للخدمات التربوية والتعليمية، وفي مقدمتها بناء المدارس.
كما أكدت التوصيات على أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين مجلس الشؤون التربوية وإدارة الوكالة لتحسين الخدمات التعليمية وتذليل الصعوبات التي تعرقل هذه الخدمات، وكذا التأكيد على أهمية الاستمرار في عقد الاجتماع المشترك في أوقاته المحددة، وضرورة حضور المسؤولين عن شؤون التربية والتعليم في الأونروا في مناطق عمليات الأونروا الخمس، وتمثيل عالي المستوى لدائرة التربية والتعليم في الرئاسة العامة لما يحققه ذلك من فوائد جمة على صعيد عمل الأونروا وعلى صعيد العملية التربوية لأبناء اللاجئين الفلسطينيين.
وعبر المجتمعون عن قلقهم لعدم كفاية الأبنية المدرسية للأعداد المتزايدة للطلاب في بعض الدول المضيفة، وعدم مناسبة بعضها في دول أخرى، وطالبوا الأونروا أن تضع على سلم أولوياتها خطة لإنشاء أبنية مدرسية بدل الأبنية المستأجرة والقديمة غير الصالحة للعملية التربوية والتخلص من نظام الفترتين لما في ذلك من أهمية قصوى في انجاح خطة الاصلاح التربوي.
وأكد المجتمعون على ضرورة تأمين الأموال اللازمة لتوفير الكتب المدرسية للطلبة في كافة مناطق عمليات الوكالة الخمس، وعدم اتخاذ أي إجراء بإلغاء أو تقليص هذا البند.
وناشدوا وكالة الغوث الاستمرار في بذل كل ما تستطيع لتوفير المال اللازم لاستبدال الأثاث غير الصالح وإكمال النقص في الأثاث في مناطق عملياتها الخمس، كما عبر المجتمعون عن قلقهم البالغ حول احتمال عدم قدرة الأونروا على توفير الأثاث اللازم نتيجة للأزمة المالية في بعض الميادين، وعدم سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدخول بعض المواد وقطع الغيار التبديلية للأثاث المدرسي إلى قطاع غزة.
وطالب المجتمعون وكالة الغوث الدولية الاستمرار في بذل كافة الجهود في تطوير مجال تكنولوجيا المعلومات والتواصل في ذلك وتعميمها على كافة مدارسها في مناطق عملياتها.
ودعا المجتمعون الوكالة للاستمرار إلى توفير مصادر لتمويل مزيد من المنح الجامعية الأخرى لأبناء اللاجئين الفلسطينيين، ودعوة الأونروا أيضا إلى استحداث بند منح دراسية في موازنة البرنامج التعليمي للطلبة المتفوقين من أبناء اللاجئين الفلسطينيين والأشد فقرا.
كما شددوا على أهمية استئناف ودعم برنامج التغذية في مدارس الأونروا وخاصة في منطقتي عمليات قطاع غزة وسوريا، لما فيه من فائدة كبيرة تعود على الطلبة من الناحيتين الصحية والتعليمية.
وعبر المجتمعون عن القلق الشديد من استمرار تردي الأوضاع التعليمية في مدينة القدس الشرقية المحتلة، وما يتضمنه من مخاطر جسيمة وعملية تدمير ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية، ويحثون جميع المؤسسات العربية والاسلامية والدولية لتقديم الدعم اللازم للمؤسسات التربوية في القدس المحتلة، وحث الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف أن يتحملوا مسؤولياتهم والضغط على دولة الاحتلال لوقف كافة الانتهاكات تجاه العملية التعليمية في القدس، لاسيما بعد الإجراءات الجديدة التي قامت بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي من عزل للأحياء العربية عن بعضها البعض مما يعيق حركة الطلبة والمعلمين والموظفين.
رأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع : مدير عام المتابعة بوزارة التربية والتعليم العالي محمد القبج، وسكرتير أول جمانة الغول من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.