إسرائيل تهدد أوروبا
- فايز عباس
بعد اقرار وضع لاصقات على منتجات المستوطنات في دول الاتحاد الاوروبي من قبل 16 دولة، اعربت اسرائيل عن قلقها وغضبها من هذه الخطوة التي من شأنها ان تمس باقتصاد المستوطنات، واليوم الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تهدد الدول ال 16 التي اقرت ابراز منتجات المستوطنات.
مسؤول كبير في الحكومة الاسرائيلية، سرب لصحيفة 'يديعوت احرونوت' الإسرائيلية، الخطوات العقابية لقادة هذه الدول، ومن سيدفع الثمن ليس الاروبيين وانما الفلسطينيين، كما هدد نتنياهو ووزرائه في السابق عندما حاولوا منع اتخاذ القرار لان 'العامل الفلسطيني سيدفع الثمن'، لكن اليوم من سيدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني وليس العامل فقط، وكأن الشعب الفلسطيني يقف وراء القرار الاوروبي.
المسؤول الاسرائيلي الذي لم يذكر اسمه، قال ان من يتخذ قرارات معادية لاسرائيل سيدفع الثمن غاليا والثمن كما جاء في الصحيفة، يستند الى خمس عقوبات ستفرض على الدول التي اصرت على وضع علامات تمييز منتجات المستوطنات، وهي بريطانيا، فرنسا، اسبانيا، الدنمارك، ايرلندا، كرواتيا، مالطا، هولندا، لوكسمبورغ، النمسا، بلجيكا وفنلندا، ببحث من جديد مدى تدخل هذه الدول في العملية السلمية،وسيتم استدعاء السفراء لتوبيخهم في الخارجية الاسرائيلية، وااللقاءات مع المسؤولين الاسرائيلين ستقتصر على مدراء الاقسام في الوزارة ويمنع لقائهم مع رئيس الحكومة او الوزراء وبذلك يتم تحديد عملهم وتقليص تأثيرهم كسفراء، وايضا خلال زيارات مسؤولين كبار من هذه الدول لاسرائيل لن يلتقوا مع رئيس الحكومة او رئيس اسرائيل .
واضافت الصحيفة، ان اسرائيل ستدرس بعناية فائقة السماح للوفود من الدول الدخول الى غزة والضفة الغربية وفي حالات سيتم منعهم كليا من دخول الضفة وغزة، وستمنع اسرائيل اقامة مشاريع من هذه الدول في الضفة وغزة، التي تمولها هذه الدول 'وتعتبرها مصدرا للتاثير في المنطقة'.
واكد مسؤول اسرائيل ان الحكومة الاسرائيلية ستوقف الحوار مع الاتحاد الاوروبي في قضايا كثيرة، منها الاستراتيجية ومكافحة الارهاب والهجرة.
كشف النقاب عن العقوبات الاسرائيلية، دليل على ان اسرائيل تتخبط ولا تعرف كيف سيتم معالجة الوضع الجديد الذي نتج عن القرار الاوروبي، لان قضية مقاطعة الاحتلال الاسرائيلي، يغضب اسرائيل التي كانت الابن المدلل للغرب، واليوم عندما بدأ الغرب بمحاسبتها ولو بالامور البسيطة جن جنون قادتها، خاصة رئيس حكومتها الذي يعتقد ان العالم يجب ان يدار كما تريد الحركة الصهيونية المتمثلة بحكومة اسرائيل.
قرارات حكومة اسرائيل سيتم 'لحسها' من قبل نتنياهو نفسه، لانه لا يمكن لاسرائيل ان تنفذها لأن تنفيذها سيكون له ابعاد خطيرة عليها. بالمناسبة فرنسا هي من الدول التي ستعاقب لكن بنيامين نتنياهو نفسه ابلغ الفرنسيين عن استعداده تقديم معلومات والتحقيق ايضا في العملية الارهابية في باريس، هذا يعني انه لحس قراره على الاقل بما يتعلق بفرنسا.