غزة.. عندما يصبح الحصول على فرصة العمل حلما
تخرجت رضى أبو شبات، الفلسطينية اللاجئة والبالغة من العمر (38 عاما)، عام 1997 من مركز تدريب غزة التابع لـ'الأونروا'، من تخصص الأعمال والتطبيقات المكتبية. ومنذ 18 عاما تعمل رضى كاتبة في مركز صحي تابع لـ'الأونروا' في خان يونس جنوب قطاع غزة.
تعتبر رضى المعيل الرئيسي لعائلتها، ومن خلال راتبها تعيل زوجها وسبعة أطفال، ثلاثة منهم من ذوي الإعاقات، وفق تقرير لـ'الأونروا'، اليوم تحت عنوان 'الوضع الطارئ في قطاع غزة – الإصدار رقم 119' الذي أشار إلى أن تربية عائلة وتوفير مستقبل مستقر وآمن للأطفال هو حلم بعيد التحقق على الأغلب، خصوصا في ظل السياق الاجتماعي والاقتصادي سريع التقلب، والذي تفاقم مع العنف المسلح وتدمير البنى التحتية وانقطاع الخدمات.
وتقول رضى، 'أحب عملي لأنه يشعرني أنني شخص منتج في المجتمع'، و'أطفالي الثلاثة من ذوي الإعاقة يحتاجون إلى مزيد من العناية والوقت والمصادر أكثر من باقي أبنائي، وهذه الوظيفة منحتني الفرصة لدعمهم وتقديم حياة كريمة لهم'.
تشعر رضى بالفخر لحصولها على فرصة لكسب الدخل من أجل إعالة أسرتها، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية المأساوية في غزة منذ فرض الحصار الإسرائيلي في عام 2007، يورد التقرير الأممي.
تعتبر رضى واحدة من النساء المحظوظات، حيث تقول 'هذه الوظيفة أعطتني الفرصة أن أكون مسؤولة عن عائلتي، وساعدتني أيضا على تقديم الخدمة للاجئين الفلسطينيين من خلال أحد المراكز الصحية للأونروا، وهذه فرصة عظيمة أحظى بها'.
إن الحصول على وظيفة والمحافظة عليها في غزة ليست بالمهمة السهلة، وهي بمثابة حلم لآلاف العاطلين عن العمل، بحسب المركز الفلسطيني للإحصاء، بعد إشارات التعافي الخفيفة في أول ستة أشهر من عام 2015، فإن حجم البطالة في الربع الثالث من عام 2015 وصل إلى 42.7%، حيث سجلت زيادة 1.2% عن الربع السابق.
ووفق التقرير يعتبر، الوضع أسوأ للنساء، حيث تصل نسبة البطالة بين النساء اللاجئات الفلسطينيات في قطاع غزة إلى 58.4% في الربع الثالث من 2015، والنسبة بين النساء اللاجئات من فئة الشباب تصل إلى حوالي 80%. كما أن التوظيف في غزة ليس في الأغلب نزيها من ناحية شروط وظروف العمل، حيث إن معلومات المركز تشير إلى أن 72% من موظفي وعاملي القطاع الخاص في غزة يتلقون أجور شهرية أقل من نسبة الحد الأدنى من الأجور في فلسطين والمقدر بـ(1450 شيقلا= 370 دولارا أميركيا تقريبا)، وإن قوة العمل بشكل عام تصنّف بعدم التقيّد بالطابع الرسمي وكذلك بمستوى عال من عدم الاستقرار.
وبالنسبة للنساء والرجال في غزة، جاء في التقرير الأممي، أن تربية عائلة وتوفير مستقبل مستقر وآمن للأطفال هو حلم بعيد التحقق على الأغلب، خصوصا في ظل السياق الاجتماعي والاقتصادي سريع التقلب، والذي تفاقم مع العنف المسلح وتدمير البنى التحتية وانقطاع الخدمات.