تحذيرات " بتسيلم".. نتنياهو يحرض على القتل- عزت درا غمة
تعتبر الرسالة الأخيرة التي بعثت بها المنظمة الإسرائيلية لحقوق الإنسان "بتسيلم" لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكثر من مجرد تحذير، حول تصريحاته وأوامره العسكرية والمسلحة لأجهزة حكومته الأمنية وللمتطرفين الإسرائيليين، حتى أن ما تضمنته هذه الرسالة يكشف النقاب بما لا يدع مجالا للشك أن نتنياهو يحرض على الإعدامات والقتل دون أن يكون هناك مبرر أو خطر على حياة الإسرائيليين، ما يعني تنفيذ "إعدامات مرعبة ميدانية ومتتالية" بمجرد الشبهة، وهو أمر اعتبرته المنظمة الإسرائيلية أوامر واضحة من رئيس حكومة الاحتلال تنص على "وجوب إطلاق النار بقصد القتل حتى لو لم يعد المشتبه به– من الفلسطينيين– يشكل أي خطر".
إن التحذيرات لا بل الاتهامات الدامغة التي بينتها رسالة "بتسيلم" تشكل إدانة واضحة بارتكاب جرائم إنسانية، وهو ما حاولت نفس الرسالة أن تظهره بشكل تحذيرات لرئيس الوزراء الإسرائيلي وكأنها تدق ناقوس الخطر خشية تقديمه في وقت لاحق إلى محكمة لاهاي للجرائم الإنسانية، بعدما قالت المنظمة إن نتنياهو في كل الأوقات والظروف هو المسؤول عن كافة عمليات الإعدام التي تنفذ بحق الفلسطينيين، حتى لو نفذ الإعدام أي مستوطن أو متطرف أو جندي إسرائيلي، كون نتنياهو هو المسؤول الاول عن التحريض على "القتل بقصد القتل" سواء بصمته على هذه التصفيات أو بأوامره المعلنة وباعتباره رئيس الائتلاف الحكومي، وفي هذا أشارت الرسالة إلى بعض حالات الإعدام ومنها إعدام الطفلة الشهيدة هديل ابنة الرابعة عشرة والطفلة أشرقت ابنة السادسة عشرة والشهداء باسل سدر وفادي علون، حيث قالت المنظمة إن هؤلاء وبعد إصابتهم لم يعودوا يشكلون خطرا وكان من الممكن التوقف عن تصفيتهم بشكل كلي بعد إصابتهم مما يعني أن "عملية الإعدام تمت بالشارع" وبدم بارد.
الجانب الآخر الذي يستحق التوقف عنده في الرسالة التحذيرية هذه كونه يشكل إدانة وأدلة وحيثيات قانونية وشهادة حية على جرائم الاحتلال، هو أن التصفيات الجسدية تتم بعيدا عن القانون رأت فيه "بتسيلم" أن جنود ومستوطني الاحتلال يقومون بدور الحاكم والجلاد بلا مصوغات قانونية، أي على مبدأ العصابات الخارجة عن القانون حيث ينفذون "الإعدامات الفورية بشكل ارتجالي وعشوائي ودون أن تحرك حكومة نتنياهو ساكنا أو توقف هذه الإعدامات لا بل أعطت مزيدا من الأوامر بسرعة الضغط على الزناد في إشارة إلى تحريض وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان التي دعا فيها إلى الإجهاز كليا على حياة أي فلسطيني يشارك في الهبة الشعبية ومقاومة الاحتلال".