ميلادي محمد وعيسى عليهما السلام ما هما إلا بارقة امل - تمارا حداد
كان ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم اهم حدث في تاريخ البشرية على الاطلاق ، فميلاده هو سراجا منيرا للناس ، يشرق بنوره على الكون ، يرشد بهداه الحائرين ، فمنذ 12 من ربيع الاول من عام الفيل وحتى اليوم ما زالت ذكراه خالدة في قلوبنا وعقولنا لما له تأثير على المسيرة البشرية وحياة الامة جميعها ، فصفاته الحميدة وأمانته وصدقه وكرمه وصبره وجوده تحتم على كل ضمير حي تبني تلك الصفات ،والاقتداء به ما هو إلا قارب نجاة من عذاب الله المولى .
فبعد 457 عاما يصادف المولد النبوي الشريف بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام في يوما واحد ، وحدثت تلك المصادفة عام 1558 لتعود وتتكرر عام 2015 . فميلاد عيسى عليه السلام ما هو إلا معجزة من امرأة طاهرة نقية وصديقة ليأتي نبي كريم وزاهد ليصنع من تراب الارض طيور السلام ويجعل الأعمى يبصر بنور الحق ليمشي على طريق الخير والأمان . اصطفته ملائكة الرحمن ليكون منهجا قويما في الدنيا والآخرة ورسول من رسل الله وعبد من عباد الله المخلصين .
فتزامن ميلاد محمد عليه الصلاة والسلام بعيد ميلاد السيد المسيح ما هي إلا فسحة امل وبشرى خير لإنهاء النزاعات بين الامم وفرصة لإفشاء السلام والتسامح بين الشعوب وإنها رسالة للحد من المناكفات والتجاذبات بين مكونات المجتمعات وتلك المصادفة ما هي إلا نموذج جميل للتعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين في المجتمع وذلك يدعم اواصر المحبة والتسامح والأخوة .
وتلك المصادفة تعزز من صمود الشعب الفلسطيني وتبلغ رسالة قوية بان هذا العام هو عام من اجل التوحد وإنهاء الانقسام من اجل الوصول الى الهدف المنشود وهو انجاز المشروع الوطني الفلسطيني وحق تقرير مصيره بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، فلسطين تستحق من الجميع التوقف عن تلك المناكفات الحزبية للوصول الى الامن والأمان ، ونشر ثقافة المحبة والوئام سيقلل من تلك الصراعات بتضافر الجهود وتعاضد الايدي والألسن ضد الاعداء الظالمين فشعبنا يستحق الفرح والعيش بسلام على ارض السلام ..