رسائل مؤتمر الشهيد الرمز ياسر عرفات/ تاريخ، وذاكرة .. بقلم د. مازن صافي
إنه مؤتمر الشهيد الرمز ياسر عرفات تاريخ ... وذاكرة ، أبدعت في باكورة أعماله الافتتاحية كوادر جامعة الأزهر متمثلة في اللجنة التحضيرية والعلمية والإعلامية والمالية ونخبة من لجنة الاستقبال .. نعم لقد جمعت بالأمس جامعتنا الأزهر كافة ألوان الطيب الفلسطيني في ذكرى استشهاد الرمز أبو عمار وذكرى إعلان الاستقلال الــ23 .. وحقيقة لقد تأثرت جدا بكلمات الأخ الصديق الفاضل الأستاذ الدكتور/ عبد الخالق عبد الرحمن الفرا رئيس المؤتمر رئيس جامعة الأزهر – غزة ، حيث قال في كلمته المعبرة " إن هذا المؤتمر يشكل فرصة تاريخية عظيمة ... وصفحة مضيئة من صفحات تاريخنا الفلسطيني المشرق، ويعتبر نقطة انطلاق تتلاقى فيها القلوب والكلمات وتتوحد الجهود تشريفاً لمن أمضى حياته من أجل شعبه ووطنه ... وتخليداً لذكراه التي لا تغيب ... إنه مؤتمر الشهيد ياسر عرفات ... رمز المحبة والسلام ...رمز العطاء ... شهيد الكرامة والحرية ... رمز القضية والهوية ... رمز فلسطين ... حاضرنا ومستقبلنا ودولتنا الحرة المستقلة .. إنه يوم الوفاء ... في جامعة الوفاء ... لكل الأوفياء، وستبقى جامعة الأزهر منارة للفكر وملتقى للإبداع ... ستبقى إن شاء الله شجرة خضراء وارفة الظلال في أرض طيبة خضراء ..
وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الشهيد الرمز ياسر عرفات والتي عقدت في قاعة رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة ، قمت بالاتصال بالأخ أ.د. عبد الخالق الفرا " أبويزن " وحاورته حول رسائل المؤتمر فصرح بما يلي :
( يحمل المؤتمر الكثير من الرسائل في كافة النواحي وعلى كافة المستويات ، والرسالة الأساسية والتي نعني فيها هي الرسالة التي حملها الرئيس الشهيد الرمز مؤسس جامعتنا الغراء وهي رسالة الوحدة الوطنية والعمل الجماعي والوفاء .. هي رسالتنا التي نعلن من خلالها أهمية التعبئة الوحدوية الفلسطينية بين جماهير الشعب الذي يستحق منا الكثير وعاني من ويلات الانقسام والحصار والعدوان والظلم العالمي ، نحن اليوم بأمس الحاجة الى أن تلتئم الجروح ويلم الشمل وأن نتعالى عن الجراح ، وأن نزرع ربيعنا الفلسطيني بمقومات الصمود والثبات والتشبث بالأرض والعِلم والتنمية والتطوير الذاتي والبحثي ، نعم يكفي انقسام وهذه رسالتنا الى السادة فخامة الرئيس محمود عباس أبومازن رمز الشرعية الفلسطينية ، والى الأخ خالد مشعل أبو الوليد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " حيث نقول لهم نرجو أن يكون اللقاء المرتقب بينكما هو لقاء تطبيق المصالحة الشاملة وانهاء كل مظاهر وعوامل الانقسام البغيض ، ان الجماهير تتوق إلى وحدة الأرض والشعب وتوحيد كافة الجهود لإنهاء الاحتلال وإعادة الحقوق الفلسطينية التي استشهد من أجلها الرمز القائد أبوعمار ، وبرغم كل المغريات رفض التنازل أو التفريط واختار أن يلقى الله شهيدا شهيدا شهيدا ، ولقد عمل المؤسس القائد الشهيد أبوعمار على استقلالية القرار الفلسطيني ورفض التبعية والوصاية من أي كان علينا ، وتاريخ الثورة والكثير من المنعطفات تشهد على ذلك ، لقد رفض الهيمنة على الجماهير وإرادتها ، فأعاد الهوية وحول قضيتنا بثورة الفاتح من يناير 1965 من قضية مبعثرة إلى قضية دولية لا تقبل القسمة على الاحتلال ، نحن اليوم في مؤتمر محكم عن رسول الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبانيها إنه الزعيم الراحل ياسر عرفات رحمه الله الذي ما فتئ ينادي بالوحدة الوطنية، ويرسخ دعائمها حتى آخر لحظات حياته ، ورسالتنا أيضا تحمل كل التأييد والمبايعة للأخ القائد الرئيس ابومازن في استيراتيجية الحراك الدولي واستحقاق الدولة الفلسطينية الـ 194 في الأمم المتحدة والتي لن نتنازل عنها أو عن المطالبة بها والعمل من الوصول لها سواء رضيت أمريكا أو غضبت سواء هددت إسرائيل أو لم تهدد سواء كان ذلك هذا العام أو في الأعوام القادمة .. إن قافلة الحراك الدولي وصلت الى محطة هامة جدا ولن نتراجع عنها وهذه رسالة علمنا إياها الرئيس الشهيد ابوعمار حين قال " إن الطريق إلى الدولة صعب " .. ولن نيأس أو تثبط عزائمنا أننا لم ننجح في انتزاع اعتراف العالم بنا ، بل نحن سعداء بأن هناك 131 دولة في العالم تعترف بحقنا في الدولة ونؤمن بأن تغيير الدول الغير ثابتة في لجنة العضوية بالأمم المتحدة سيتيح لنا إن شاء الله الحصول على نتائج أفضل وأفضل .. ان مؤتمر الشهيد الرمز ياسر عرفات تاريخ ،وذاكرة . هو مؤتمر على طريق الوحدة الفلسطينية ، وإنهاء الانقسام إلى غير رجعة ، وهذا جهد مطلوب أيضا من الشعب الفلسطيني لتكريس كل الجهود الفاعلة لإنجاح اللقاء المرتقب بين الأخ الرئيس أبومازن والأخ خالد مشعل .. إن رسالة المؤتمر تقول إن الاحتلال إلى زوال وأن الانقسام إلى زوال وفجر أسرانا سوف يبزغ عما قريب وسوف نحتفل بهم جميعا . )
يحمل المؤتمر ايضا رسالة هامة وهي أهمية البحث العلمي كأداة لرقي الوطن وتعزيز أهمية وعراقة الجامعات فهو أرقي الأدوات التي تقود الشعب الى حاضر ومستقبل أفضل وتقرأ الماضي بكل تفاصيله ..
ان رسالة المؤتمر تتلخص في ما يلي :
1- أهمية العمل على تطبيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بكافة مظاهرة .
2- أهمية الدور الجماهيري في تعزيز المصالحة والوحدة الوطنية
3- أهمية الحراك الدولي وتطور استراتيجيات العمل السياسي والدبلوماسي والتمسك بحقنا وثوابتنا .
4- أهمية البحث العلمي كأداة فاعلة لإنجاح المقاومة ورقي الوطن
5- رسالة تأييد إلى الأخ الرئيس محمود عباس أبومازن والقيادة الفلسطينية
وان أهداف المؤتمر تشمل الكثير من النقاط منها التعرف على دور ياسر عرفات في الحركة النضالية الفلسطينية ، والتأسيس والنهضة بمنظمة التحرير الفلسطينية ،وتقييم التجربة الفلسطينية النضالية في ضوء حركات التحرر العالمية الأخرى ، ودراسة العوامل والمؤثرات المختلفة التي أدت إلى بلورة شخصية ياسر عرفات القيادية ، وكذلك إطلالة على ياسر عرفات في الأدب العربي المعاصر وفي الإعلام الفلسطيني والعربي والدولي ، وأهمية وركائز القيم الوطنية والدينية في خطاب ياسر عرفات السياسي ، ودوره في التعامل مع الأزمات المحلية والإقليمية وكذلك وجهة نظر أنصاره ومعارضيه في ياسر عرفات ، وأخيرا التعرف على ملامح شخصية ياسر عرفات الذاتية وعلاقاته الاجتماعية .
وفي نهاية المقال نبرق بالتحية والشكر والتقدير لكل من عمل على إنجاح هذه الجلسة الافتتاحية " مهرجان القائد أبو عمار " .. هذا المهرجان الذي شهده نخبة من المثقفين والسياسيين والأكاديميين المختصين وكوادر وقادة فصائل العمل الوطني ، ولقد كانت كلمات الأخوة رئيس مجلس أمناء الجامعة ، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، الأخ ناصر القدوة وكلمة الرئيس أبو مازن التي ألقاها بالنيابة عنه الأخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول ، وحدوية وطنية صادقة وتحمل كل الوفاء لمسيرة الشهيد أبوعمار رحمه الله ، وتثمن هذا العمل الناجح والراقي الذي يتمثل الآن في فعاليات مؤتمر الشهيد الرمز ياسر عرفات تاريخ .... وذاكرة .
Clove_yasmein@hotmail.com