تعهدات نتنياهو باجتثاث الإرهاب اليهودي- عزت دراغمة
اعتاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلب الحقائق وتزويرها، تماما كما اعتاد على الكذب والتضليل والخداع، فإعلانه أمس "الأربعاء" عن تصميم حكومته على اجتثاث مظاهر الإرهاب والتطرف والعنصرية من المجتمع الإسرائيلي لا يمكن أن ينطلي على عاقل أو حتى مجنون كما أن أحدا لا من مؤيديه ولا من مناوئيه سواء داخل المجتمع الإسرائيلي أو على الساحة الدولية يصدق أقواله هذه، لان مبدأ الحكم الرشيد على مصداقية الأقوال يكون بما يوازي هذه الأقوال من ترجمة فعلية على ارض الواقع من أفعال وممارسات، وبالتالي كيف له أن يناقض معتقداته وممارسات حكومته وتحريضاته على التطرف وحمايته للمجموعات المتطرفة اليهودية ودفاعه عنها، وهناك حتى في إسرائيل من يعتبر مثل هذه المزاعم التي يسوقها رئيس الحكومة الإسرائيلية تستهدف تضليل الرأي العام الدولي كون المجتمع الإسرائيلي يدرك ما يريده رئيس حكومته وما يدعو إليه أكثر من غيره.
رئيس الحكومة الإسرائيلية وفي الوقت الذي كان يتعهد فيه باجتثاث مظاهر الإرهاب والعنصرية في مجتمعه وبين صفوف شعبه وبدلا من ان يصدر تعليماته بإلقاء القبض على عناصر المجموعات والعصابات المتطرفة والإرهابية المتهمة بإعدام ومهاجمة الفلسطينيين، وبدلا من منع الحاخامات المتطرفين من إصدار فتاوى تحرض على قتل الغير ومهاجمة وإحراق دور عبادة المسلمين والمسيحيين بهدف تجفيف واقتلاع جذور الإرهاب اليهودي، قامت أجهزة حكومته الأمنية بإطلاق سراح من رقصوا على كلمات أغاني وتهديدات المشاركين فيما عرف بـ "عرس الدم" من عناصر عصابات "تدفيع الثمن"، ومن هنا يأتي الحكم على مصداقية أقوال وتصريحات نتنياهو لأنه يقول شيئا ويفعل نقيضه كعادته مذ برز على الساحة السياسية الإسرائيلية.
إن من يوفر الغطاء القانوني والسياسي والاجتماعي أو من يوفر الدعم المادي والأمني للمجموعات والعصابات المتطرفة هو أكثر من شريك معها في الجرائم التي ترتكبها، لان هذا تشجيع لنمو هذه العصابات وزيادة أعداد عناصرها وتماديها في التطرف وممارسة القتل والإرهاب، لا سيما إذا كان هو ذات الشخص أو الجهة التي تطلق يدها وتسكت على جرائمها وفي ذات الوقت تدعي محاربتها، فكيف يستقيم ذلك؟ لا بل كيف لأحد أن يصدق مثل هذه المزاعم التي لم ترد حتى في الخرافات أو في قاموس النكات؟!