قراقع : عام 2015 عام الاعدامات بدل الاعقتال واستهداف الاطفال
لقاء خاص مع عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين
عام 2015 عام الاعدامات بدل الاعقتال واستهداف الاطفال
يجب البحث عن وسائل لحماية الاسرى قانونيا واجتماعيا
س1: كيف تصف عام 2015 بما يتعلق بالاسرى؟
انه عام الجريمة المنظمة، عام الاعدامات خارج نطاق القضاء، عام الاعتقالات الجماعية الواسعة وغير المسبوقة، حيث اعتقل ما يزيد عن 6800 حالة اعتقال خلال عام 2015، اكثر من نصف هذه الحالات اعتقلت خلال الثلاثة شهور الاخيرة منذ اندلاع الهبة الشعبية، الغالبية العظمى من الاطفال.
س2: بالمقارنة مع عام 2014 كيف تصف نسبة الاعتقالات؟
النسبة ازدادت بشكل كبير، حيث زادت حالات الاعتقال بنسبة 12.7% عن عام 2014، ومنذ عام 2011 فإن الخط البياني للاعتقالات يسير بشكل تصاعدي وبإطراد ، وازدادت نسبة التعذيب والتنكيل بالمعتقلين خلال عام 2015 بنسبة 200% عن عام 2014 ، اما بخصوص الاطفال فقد سجل خلال العام 2015 ارتفاعا ملحوظا وتصل الى 72.1% عن عام 2014 وهو رقم غير مسبوق لم يسجل منذ سنوات طويلة، اضافة الى اعتقال 225 امرأة خلال عام 2015 وهذا يشكل زيادة قدرها 100% عن عام 2014 ، وأصدرت سلطات الاحتلال خلال عام 2015 (650) أمر اعتقال اداري نصفهم من هذه القرارات صدرت خلال الثلاثة شهور الاخيرة، بما يعني تصاعد في الاعتقال الاداري والتجديد بنسبة 50% عن عام 2014.
س3: ما ابرز الانتهاكات القانونية بحق الاسرى خلال عام 2015؟
ابرزها 1) الاعدامات بدل الاعتقال، حيث ان 85% من الشهداء الذين سقطوا خلال الهبة الشعبية تم اعدامهم وكان بالامكان اعتقالهم، 2) تصاعد نسبة التعذيب والتنكيل بحق الاسرى،3) تشريع قوانين تعسفية كقانون اعتقال الاطفال حتى عمر 14 سنة، ورفع الاحكام بحقهم ما بين 3-20 سنة و قانون عدم توثيق التحقيق بالصوت والصورة، وقانون الاعتقال لمجرد الاشتباه دون توفر دلائل قانونية، وقانون التغذية القسرية بحق الاسرى المضربين، وقانون اعتقال الاسرى المحررين وإعادة الاحكام السابقة بحقهم وغيرها، 4) احتجاز جثامين الشهداء، 5)الابعاد والاقامات المنزلية خاصة على الأسرى في القدس ومنهم الاطفال، 6) تصاعد سياسة العزل الانفرادي والاهمال الطبي وسياسة الاقتحامات والنقل التعسفي للاسرى داخل السجون وفرض العقوبات الفردية والجماعية عليهم وغيرها.
س4: ما هو الاكثر قلقا في وضع الاسرى الآن؟
الاكثر قلقا مسألتين: التعذيب الممنهج وخاصة تجاه الاطفال، والاهمال الطبي حيث يوجد حالات مرضية وضعها الصحي خطير جدا ومعرضة للموت في اية لحظة، القوانين العنصرية المحمومة التي دأبت الكنيست الاسرائيلي بتشريعها والتي تنتهك القانون الدولي وحقوق الاسرى.
س5: ما عدد الاسرى الآن؟
اقترب العدد من 7000 اسير واسيرة فلسطينية منهم ما يقارب 430 طفل و 5 نواب، و 55 اسيرة، و 540 معتقل إداري ونحو 1500 حالة مرضية، موزعين على 23 سجن ومركز اعتقال داخل اسرائيل.
س6: ما المطلوب لحماية الاسرى وتحقيق معاناتهم؟
المطلوب الاسراع في إحالة ملفات حول جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية الى المحكمة الجنائية الدولية والسعي والضغط على هيئة المحكمة للاسراع في فتح تحقيقات في جرائم الاحتلال، إضافة انه يجب ان تجند كل الوسائل للضغط باتجاه اجتماع للدول السامية الاعضاء في اتفاقيات جنيف للاقرار بان هذه الاتفاقيات تنطبق على الاراضي المحتلة وعلى الاسرى وإلزام اسرائيل باحترامها وتطبيقها، والمطلوب تفعيل قضية الاسرى إنسانيا وحقوقيا اكثر على المستوى الدولي، والاهتمام بشكل اكبر بقطاع الاسرى وعائلاتهم وتوفير الامكانيات اللازمة لذلك.
س7: ماذا تقول للاسرى مع مطلع عام 2016؟
أقول لهم توحدوا داخل السجون، ودافعوا عن كرامتكم وحقوقكم، لأنكم مستهدفين وطنيا وقانونيا وإنسانيا، واسرائيل تريد ان تحولكم الى عبء على انفسكم وعلى مجتمعكم، تنزع عنكم صفتكم القانونية كأسرى حرية، وأسرى محميين بموجب القانون الدولي والقانون الانساني.
س8: ما هي خطتكم لعام 2016 بشأن الاسرى؟
خطتنا تنسجم مع التوجه السياسي الفلسطيني لاستمرار تدويل قضية الاسرى وطرحها على المحافل الدولية والقضائية وتوثيق كل جرائم الاحتلال بحق الاسرى، إضافة الى السعي لتفعيل اللقاءات والمؤتمرات الدولية والاقليمية المناصرة لحقوق الاسرى وفي جعبتنا الكثير من الانشطة والبرامج الهادفة الى زيادة الوعي بقضية المعتقلين كقضية نضال مشروع في سبيل الحرية.
س9: كيف تقيم السياسة الإسرائيلية تجاه الاسرى؟
اسرائيل للأسف نجحت في تحويل قضية الأسرى إلى عبء على الأسرى والمجتمع الفلسطيني، عندما حولتها إلى قطاع إقتصادي، تستثمر من خلاله الملايين وبذلك تتنصل من مسؤولياتها القانونية كسلطة محتلة، من توفير كل الاحتياجات المعيشية والصحية للأسرى، عندما يحصل ذلك على حساب الأسرى ونفقتهم الشخصية، وكذلك نجحت وبمخطط مدروس في تفتيت الحركة الأسيرة وشل وحدتها الجماعية مما دفعها إلى التمادي في فرض قوانين واجراءات تعسفية خطيرة بحق الاسرى.
س10: ما المطلوب في مواجهة ذلك؟
المطلوب ان ننقذ الاسرى من هذا المخطط الاسرائيلي الذ يجردهم من مكانتهم الوطنية والقانونية ويحولهم الى قطاع خدماتي استهلاكي، وان يسعى الاسرى وقيادات الفصائل الى توحيد صفوفهم وبرامجهم والانتباه لما يجري بحقهم من استهداف خطير له ابعاد استراتيجية، وان يعاد الاعتبار الى قضية الاسرى كقضية نضالية وقضية حرية.
س11: الاضرابات الفردية هل حققت نتائج؟
الاضرابات الفردية هي جرئة وبطولة عاليتان جداً، وحركت بالتحديد قضية الاعتقال الاداري، ولكن غياب الوحدة والموقف الجماعي جعل الحلول النهائية فردية مع ثمن كبير يدفعه الاسير المضرب، لهذا المطلوب توحيد الخطوات النضالية لان تاثير ذلك يكون اكبر واكثر نجاعة ولا يترك الاسير المضرب فريسة لاسرائيل وقانون التغذية القصرية.
س12: لو حصل تبادل للاسرى مع حماس ما هي الاولويات؟
الاولويات للاسرى القدامى والحالات المرضية الخطيرة والنساء والاطفال والاحكام العالية والاسرى المحررين الذين اعيد اعتقالهم، مع ضمانات واضحة بعدم اعادة اعتقال المحررين وعدم ابعادهم، ومن الاهمية لهذه الحالات التنسيق مع هيئة الاسرى وكافة المؤسسات المعنية.
س13: هناك استحقاقات للاسرى المحررين لم تعرف حتى الان، كيف توضح ذلك؟
نعم، هناك استحقاقات متراكمة منذ سنوات مثل منح الافراج والغرامات القديمة قبل عام 2013، ومستحقات التعليم الجامعي للمحررين وغيرها _والاسرى يشكون من استمرار ذلك_ وقد خاطبنا وزارة المالية والحكومة للاستعجال لصرفها لانها تساعد الاسير المحرر على الحياة وتدبير ا مور حياته بعد الافراج، واتمنى صرف هذه الاستحاقات بسرعة.
س14: ما هو الموقع السياسي الان لقضية الاسرى؟
قضية الاسرى جزء من اي حل سياسي، واصبحت العودة الى المفاوضات مرهونة باطلاق سراح الاسرى، ولم يعد الحديث عن 30 اسير فقط، بل اذا كان عودة جديدة للمفاوضات يجب ان يوضع جدول زمني واضح ومحدد لاطلاق سراح الاسرى وفق اتفاق سياسي شامل ينهي استمرار وجود الاحتلال ويمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة في حدود الرابع من حزيران 1967.
س15: قوانين وانظمة الاسرى هل اكتمل تطبيقها؟
استطيع ان اقول انه مع اقرار موازنة عام 2016 سيتم استكمال تطبيق الانظمة المتعلقة بالخدمات المقدمة للاسرى، والان يطبق ما نسبته 98% من هذه الأنظمة، ولكن كل ذلك يعتمد على الإمكانيات المادية وتنفيذ متطلبات الموازنات المقرة رسميا، واعطاء الاولوية للأسرى وتوفير حياة لائقة لهم.
س16: ما هو اقتراحكم بخصوص الأسرى المحررين؟
قضية الأسرى المحررين هي قضية المجتمع الفلسطيني والمسؤولية جماعية ومتكاملة، ويجب الا يبقى التعامل معهم كقطاع عاطل عن العمل أو ضمن البطالة المقنعة، وهناك قرار من الرئيس والحكومة باستيعابهم في الوظائف وإعطاء أولوية لمن تنطبق عليها شروط الوظيفة العامة، واقول أن قطاع الأسرى المحررين يجب أ يكون قطاع منتج وفاعل في المجتمع، لا سيما أن الكثير من الأسرى يحملون شهادات وطاقات وقدرات بناءة، وعلى الحكومة وكافة الوزارات أن تدعم مشاريع التأهيل وبرامج المشاريع الصغيرة، وتوفر وسائل الدعم لتمكين المحررين من الحصول على فرص عمل.
س17: هل أحلتم قضايا تتعلق بجرائم حرب بحق الأسرى الى الجنائية الدولية؟
تم ادراج انتهاكات اسرائيل بحق الأسرى في أكثر من بلاغ وتقرير سلم للجنائية الدولية، ولكن وجهة نظري أن تحال قضايا محددة فيها جرائم واضحة ارتكبتها اسرائيل بحق الأسرى وأن يكون ذلك سريعا مثل التعذيب، والإعدام بدل الاعتقال، المحاكمات غير العادلة، نقل الأسرى الى السجون داخل اسرائيل، ففي هذه الجرائم استمرارية ومنهجية اسرائيلية.
س18: كنتم سابقا قد طرحتم التوجه لأخذ رأي استشاري من محكمة العدل الدولية بخصوص الأسرى، أين وصل ذلك؟
لا زال هذا التوجه قائما وضروري تفعيله، واتخاذ قرار سياسي بشأنه، ويتلخص بالتوجه الى المحكمة الدولية لأخذ قرار استشاري حول المكتنة القانونية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ومسؤولية اسرائيل كدولة محتلة ومسؤولية المجتمع الدولي بشأن الصفة القانونية للأسرى والتعامل معهم.
ان اهمية ذلك هو تثبيت المركزي القانوني للاسرى كأسرى حرب، وأسرى محميين بموجب اتفاقيات جنيف الأربعة، ووقف تعامل اسرائيل معهم كمجرمين وارهابيين مجردين من حقوقهم القانونية.
س19: لقد أعطيت بعدا ثقافيا لقضية الأسرى من خلال كتاباتك ونشاطاتك ما أهمية ذلك؟
نحن نملك رواية ثقافية عظيمة حول تجربة الأسرى وتضحياتهم، ويجب إبرازها ثقافيا وفكريا وفنيا، فهي قضيتنا الإنسانية في النضال المشروع ضد الاحتلال، والأسرى ابدعوا في نضالاتهم ومعاركهم داخل السجون، وهم بشر لهم أحلامهم ومشاعرهم وتطلعاتهم، ولكل أسير حكاية إنسانية علينا توثيقها ونشرها وكتابتها وان نتحدث عنها في كل مكان، وعلينا بذلك ان نتصدى للرواية الاسرائيلية التي تستهدف تشةيه صورة الاسير ونزع الصفة الانسانية عنه.
س20: ما هو أصعب موقف واجهته في عملك؟
هناك كثير من الصعوبات، ولكن من الصعب ان يموت اسير علنا وامام العالم أجمع وتشعر أنك عاجز عن عمل شيئ سوى التنديد والاستنكار، والصعوبة الأخرى الأن هي المفاهيم حول التعاطي مع قضية الأسرى، هناك مدرسة اسرائيلية تشن هجوما دوليا على الأسرى وتمارس الضغط كي نتخلى عنهم.