لأم الشهيد مهند الحلبي ولكل امهات الشهداء تنحني الهامات "
بادئ ذي بدء ساقول ما قاله شاعرنا الفلسطيني " عبد الرحمن عواودة "
فالبحر شعبك رحبة آفاقه / أمواجه تعلو وتمتدّ" ثم "لو أضرموا نار العداء فإنما في النار نشتدّ / لو سمموا هذا الهواء فإنما يلقون ما أبدوا / عجب وإن صراخهم ما زال يحتد / وبكاء طفل لا يروق لهم / أو بائس في بؤسه جلد / عجب وإن عواءهم يعلو ويشتد / ودماؤنا في الأرض شلال / وبيوتنا تهوي وتنهدّ / عجب وإن سلاحهم رعد / وسلاحنا إيماننا الصلد / وصدورنا السمراء والودّ / قاماتنا وجباهنا.. ونساؤنا وبناتنا / ومن الصغار الصبية الولد / والذآريات شيوخنا تاريخنا وتراثنا الزيتون والورد / العزم في أطفالنا المرد / والعشق في أعناقنا عهد / للأرض للحق المقدّس عهدنا / إنا سنحيا إننا حشد".."
" لأم الشهيد مهند الحلبي وكل امهات الشهداء الأبطال تنحني الهامات!!! لأم مهند وطلتها البهية تحتجب الأنوار خجلاً، ولصلادتها تسجد رياحين الارض، وتحت قدميها جنات من نعيم أبدي، لقد أبهرت هذه السيدة العظيمة هذه الماجدة الحرة الفلسطينية الجميع !!!..، رغم فقدانها فلذة كبدها، وروح الروح، ونبض القلب، ونور العيون، ورغم هدم البيت، وهول المأساة، وصعوبة الاوضاع، ورغم شعاع النور الضئيل الذي بات يشح شيئا فشيئا، فهي واقفة شامخة كالسنديانة وشجرة الزيتون المقدسة تشد من عزم رجال الثورة والانتفاضة المجيدة، و تحرس المكان بسلاح قلبها الوردي النابض بالحياة، والمنتعش بالآمل والنصر، والمعطر بعبق الوطن، تأبى الانكسار رغم كل الآلام والجراح، وتحلم بالعودة الى مدينتها الأصلية " يافا" التي هجر منها اَهلها عنوة وحتماً سيتحقق هذا الحلم ويصبح حقيقة مهما طال الزمان. فحقا سيدتي لقد صدق شاعر الثورة" محمود درويش" طيب الله ثراه عندما قال : على هذه الارض ما يستحق الحياة،،، على هذه الارض سيدة الارض،،، ام البدايات ام النهايات،،، كانت تسمى فلسطين،،، صارت تسمى فلسطين،،، سيدتي استحق لانك سيدتي استحق الحياة.
ختاما: فالصراع هنا بين طرفين الأول هو شعب الجبارين / شعب فلسطين / صاحب البيت، والحق، والتاريخ الذي يتعرض للصعوبات والمححن فيشتد ويصلب عوده، وهو مصمم على العطاء والبذل والتضحية، وايمانه بحقه وجذوره راسخ ثابت كرسوخ الجبال، ولا يملك من الأسلحة غير الصدور السمراء والحب لأرضه والذآريات والتراث.
الطرف الثاني هو الاحتلال الصهيوني الغاشم / اللص / الذي جاء من كل أنحاء العالم، وسطا على الدار والوطن، بمساعدة الدول الاستعمارية ( بريطانيا) والغرب، ويحاول بشتى الوسائل قلب الحقائق، وتزييف التاريخ، وكله حقد وعداء، مليء بالشر يقتل البشر، ويدمر الحجر ولكن رغم كل هذا فالطرف الاول يمتلىء بالحيوية والنشاط والتألق والثبات وهو أبقى من البقاء، بينما الطرف الثاني رغم كل ما يملكه من ترسانة وأسلحة الا انه ذاهب الى الانحسار والارتداد والانكسار. هذا يعني أن شعبنا الابي سينتصر" انا سنحيا، اننا حشد".
المجد كل المجد للشهيد مهند الحلبي مفجر هبة القدس،،، هبة العز والفخار،،، المجد كل المجد لشهدائنا الابرار جميعا،،، والحرية لأسرانا البواسل في الباستيلات،،، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال،،، والنصر آت آت بإذن الله لا محال.