إلى أين نحن ذاهبون؟- علي محمود الكاتب
سؤال بحجم هذا السؤال الكبير شكلاً ومضموناً والذي جاء بخطاب السيد الرئيس في ذكرى استشهاد رمزنا الخالد عرفات والاستقلال يحتاج منا لوقفة طويلة ونظرة ثاقبة لما يدور من حولنا وقبل كل شئ يحتاج منا لوحدة وطنية حقيقية بعيدةً عن كل الاتفاقيات واللقاءات والمصالحات الورقية ! فاذا كان الخصام أو النزاع في ساحتنا الفلسطينية وسموه ما شئتم من الاسماء أو أطلقوا عليه أيضاً ما شئتم من الصفات ، كان لاسباب خاصة بطرف معين وقد تعددت الذرائع والمبررات لهذه الكارثة ، فقد حان ان نطوي هذه الصفحة والى الابد وما حديث قائدنا ورئيسنا الاخ ابو مازن اليوم ، الا خطوة رائعة وفعالة وجدية وصادقة نحو تحقيق هذه الغاية ، فلقد رأينا السعادة في عيون ابناء شعبنا وقد اعتلت البهجة هاماتهم حين أستمعوا لخطاب السيد الرئيس وعن لقاءه بزعيم حركة حماس السيد خالد مشعل والمزمع في الخامس والعشرين من هذا الشهر وأعتبره البعض وقت التفاؤل وآخر الصبر واول الطريق نحو تجسيد طبيعة الاقوال ودعمها بالافعال على الارض ! فحري بنا اذن وهذه التطورات ان نسعد وان شئتم فلنرقص ولنبتعد عن التشكيك ، فلعل القادم خاتمة الصراع الفلسطيني الداخلي وطوي هذه المأساة وللابد ! ولكن في ماء الساحة الفلسطينية دائما وللاسف ما يعكرها ، خاصة حين نقرأ أونستمع لتصريحات بعض الاطراف والتي مازالت سعيدة بتاج الانفصال وتنعم بنتائجه ، وما حققته من مكاسب شخصية ضيقة على حساب معاناة أبناء شعبنا ، وكأن الانقسام من الامور التي تندرج تحت قائمة المكاسب الوطنية ! أن تلك الاصوات لا تتمنى لهذه الوطن لا السكينة ولا الوحدة ولا التحرر ولا النهضة لان كل هذه الاماني وحتماً تتعارض مع مصالحهم وبالذات الشخصية ! لقد أتت اللحظة الحاسمة ليضعوا مخافة الله بين عيونهم ، وحرياً بهم اذا كانوا يحبون هذا الشعب او هذه الارض المقدسة ان ينزلوا عن عروشهم وليعلموا قوله تعالى وهو قول الحق : ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ( النساء :59 ). ومن يقرأ ويدقق في خطاب ولي الامر(السيد الرئيس) سيجده حديث المنطق والصراحة المطلقة فلقد جاء على لسانه حرفياً (من حقنا ومن واجبنا أن نلتقي مع قيادة حركة حماس التي تمثل جزءا هاما في الشعب الفلسطيني، أن نتشاور ونتبادل الرأي في آفاق المستقبل لأن المستقبل يهمنا جميعا، المستقبل ليس هما لفتح أو الشعبية أو الديمقراطية أو العربية أو حماس وحدها، وإنما هم للجميع، كل الشعب الفلسطيني يجب أن يشارك في الإجابة على السؤال إلى أين نحن ذاهبون؟.) ولان المستقبل فعلاً يستحق من الجميع ان يكونوا فوق الخلافات وأن يتعالوا على جراح الانقسام، فيجب أن تسود روح التسامح قبل كل شئ وليتخذ الجميع مبدأ الصدق والامانة وان يفهموا مضمون خطاب ولي الامر فهماً جيداً لان فيه رداً على أسئلة كثيرة أهمها ما قاله (فالانقسام أساء ويسيء إلى قضيتنا ونضالنا وهو يصب أولا وأخيرا في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، وفي مصلحة أصحاب الأجندات الإقليمية الذين لا تهمهم قضيتنا وإنما يريدون المتاجرة بها) فهل يفهم الممسكين بخيوط الانقسام تلك الرسالة التي جاءت بخطاب السيد الرئيس ،أم يريدون لنا أن نحيا والى الابد بحثاً عن السراب وفي رأسنا ذلك السؤال …… إلى أين نحن ذاهبون ؟!