قوات الاحتلال تعتدي على ثلاثة مواطنين وتصيبهم بجروح خلال اقتحامها البيرة    خمسة شهداء إثر قصف الاحتلال مدينة دير البلح ومدينة خان يونس    الأمم المتحدة: 12500 مريض في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي    حيفا: الشرطة الإسرائيلية تقمع وقفة منددة بالحرب على قطاع غزة    وفد من منظمة التحرير و"فتح" ومؤسسات الأسرى يقدم التعازي للسفير التونسي باستشهاد الطالب خالد0    الاحتلال يخطر بـ"التصرف" في عشرات الدونمات من البيرة وقرى مجاورة    الاحتلال يفرج عن المعتقل أحمد مناصرة بعد اعتقال دام 9 سنوات ونصف سنة    مؤسسات الأسرى: 16400 حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة والتهجير منها 800 في شهر آذار الماضي    12 شهيدا في قصف على مدينة غزة وإطلاق نار في مواصي رفح جنوب القطاع    مؤسسة ياسر عرفات تعقد اجتماع مجلس إدارتها الـ63    الرئيس يهاتف رمزي خوري وزياد الحوت معزيا بوفاة المناضلة الكبيرة سلوى الحوت    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 50,886 والإصابات إلى 115,875 منذ بدء العدوان    الرئيس ينعى المناضلة الكبيرة سلوى الحوت    في ذكرى اسنشهاد القادة عدوان وناصر وأبو يوسف النجار.. "فتح": ملتزمون بإرث القادة الشهداء وسنواصل مسيرتهم حتى الحرية والاستقلال    52 عاما على استشهاد القادة الكمالين والنجار  

52 عاما على استشهاد القادة الكمالين والنجار

الآن

هكذا نعلمهم- سما حسن

التقت ابنتي في صفها الجديد هذا العام بزميلة من النوع التي سيطلق عليها اسم "بنت صفي" لأنها ستراها كل يوم وتحتك بها سواء شاءت أو أبت حسب ترتيب المعلمة لجلوس الطالبات وحسب الحروف الأبجدية ونتيجة لزيادة عدد الطالبات في كل صف فان هذه التلميذة أصبحت تطبق على أنفاس ابنتي في مقعد خشبي واحد مع تلميذة ثالثة ولكن هذه التلميذة كانت تلاصق ابنتي وتلصقها بالجدار.

 في اليوم الأول من العام الدراسي جاءت ابنتي متجهمة وهي تشتكي أن ثلاث تلميذات سيجلسن في مقعد خشبي واحد بسبب أزمة اكتظاظ الفصول التي تصر عليها الأونروا نتيجة لأزماتها المالية المتكررة، واشتكت من تصرف احدى زميلاتها في اليوم الأول من العام عندما بدأت تتعامل مع كل أدوات ابنتي على انها ملكا شخصيا لها، وأعطت لنفسها الحق في استخدامها لأنها زميلتها وتجلس معها في مقعد واحد، وكانت تضحك ضحكة سمجة وهي تسحب المسطرة من بين يديها كي تسطر حواف الدفتر قبلها، وتنظر لها بنظرة استعطاف سرعان ما تعلوها الوقاحة وهي تستولي على قلم الحبر الأزرق خاصتها لتكتب به وتترك لابنتي قلم الرصاص، وتفعل ذلك مع التلميذة الأخرى التي تعيش معهما في نفس المقعد أقصد التي تجالسهما في مقعد ضيق واحد وعندما ينتهي الدوام تتعمد اسقاط أحد الأقلام في حقيبتها وتغادر إلى بيتها قريرة العين لتأتي في اليوم التالي إلى المدرسة وهي تستخدمه وحدها وتدعي أنه قلمها الخاص.

سألت عن اسم هذه التلميذة التي لا تأتي بأدواتها الخاصة من البيت، وكان سؤالي للمعلمة التي ضحكت وقالت: المرء سر أبيه، وهذه التلميذة الصغيرة تسير على خطى شقيقاتها اللواتي درسن في نفس المدرسة وكن يستخدمن نفس الأسلوب ولا يملكن أدوات خاصة بهن ويستولين "بالعباطة والفهلوة" على أدوات زميلاتهن حتى ضج الفصل بالشكوى منهن، ولكنهن يتبعن نفس أسلوب ابوهن في الحياة، فهو يحتل منصبا مهما في مؤسسة حكومية ورغم أنه من صغار الموظفين إلا أنه اعتاد ان يتسلق على أكتاف الآخرين، فلم لا يتنقل مع زميله بسيارته حتى يوصله لأقرب محطة قريبة من بيته، ولم لا يذهب مع زميل آخر ليتناول معه طعام الغداء مستغلا دعوة المدير لاجتماع طارئ بعد انتهاء الدوام لا يسمح للموظفين بالعودة إلى بيوتهم وتناول الغداء هناك ثم المجيء الى المؤسسة في الموعد، ولم لا يكون له الحظ الأكبر من القرطاسية التي يوزعها أمين المخزن في بداية كل شهر للموظفين مثل الأقلام ونشافات الحبر السائل وورق "الفولسكاب" الأبيض المخطط بالأزرق.

اذن فهذه التلميذة لم تأت بجديد ولا غريب لأنها تعلمت هذه الطباع من والدها والذي نقلها للبيت بطريقته ولم يعلم بناته معنى الملكية الخاصة، ولا احترام النفس وتقديرها.

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House