( التوأمان ) ...وجينات (البردويل ) السياسية - موفق مطر
قد لانحتاج الى ادلة جديدة لاثبات العدائية المتأصلة في عقلية وذهنية قادة حماس لحركة التحرر الوطنية والمشروع الوطني، وللممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني - منظمة التحرير الفلسطينية – لكن بين الحين والآخر يحتاج امراء فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين ( حماس) لاثبات القرابة من الدرجة الأولى ووحدة ( الجينات السياسية ) مع المشروع الصهيوني ، فالمشروعين ( التوأم ) يربطهما هدف واحد وهو ليس التشكيك باالكيونة الوطنية للشعب الفلسطيني وحركة تحرره وحسب بل نكران الشخصية الوطنية ، والانتماء للوطن ، واعتبار الفلسطيني مجرد مجموعة بشرية غرائزية مجردة من الفكر والثقافة والتاريخ والابداعات والطموحات والآمال الانسانية ، والتوجهات الحضارية ، فكلا التوأمين يريدان تقديم الشعب الفلسطيني كمجموعة بشرية مشغولة بابتكار الوسائل لاهانة كرامتها من اجل لقمة العيش ولقمة العيش فقط !!!
رغم اختلاف الوسائل العملية بين ( التوأمين ) لتحقيق هدفهما المشترك وهو تجريد الفلسطينيين من خصائص وسمات الشعب الا ان افعال امراء حماس وتوجهاتهم وتعاميمهم المسمومة المدسوسة في خطابهم الديني تكاد تتفوق في عنصريتها وعدائيتها وكراهيتها على قادة المشروع الصهيوني الذين وصلوا الى حد اعترافهم بمنظمة التحرير التي هي عمليا حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، الممثل الشرعي للفلسطينيين ، مايعني تراجعا ملحوظا عن جوهر المشروع الصهيوني الذي بدا بدعاية نكران جود هذا الشعب اصلا ، اما توأم هذا المشروع ( جماعة حماس) فانهم يذهبون الى حد تهديم ركائز المشروعية الكفاحية التي ارتكز عليها الفلسطينييون كشعب لمقاومة المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني ، ولاثبات وجودهم الطبيعي والتاريخي على ارضهم ، المشروعية الوطنية الكفاحية التي اعادتهم الى الخارطة الجغرافية والسياسية ، ليس في المنطقة وحسب بل في العالم اجمع ، لهذا لم يكن مستغربا محاولة أمير العدائية للوطن وللوطنيين في حماس صلاح البردويل ، اغتيال المؤسسة الأمنية
الفلسطينية ، فهو يعلم جيدا أن المناضلين قادة وضباط وأفراد الأجهزة ألأمنية هم ورثة الفدائيين الوطنيين الفلسطينيين الأوائل ، ومعتنقو فكر الثورة وأدبياتها، هم جيل الانتفاضتين الاولى والثانية ، ( فالتوأم ) يدركان جيدا ان الأمن هو القاعدة الصلبة التي ستتأسس عليها ركائز دولة فلسطين الحرة المستقلة ، لذا فان احدهم ( الصهيوني ) يشتغل على تحطيمها وتفكيكها بالاحتلال والاستيطان والاعدامات والتمييز العنصري ن والجريمة ضد الانسانية ن فيما يسانده الآخر بنخر قواعدها الشعبية بفايروس الدعاية المبرمجة المنظمة ، ضد الأجهزة الأمنية ، أي ضد القاعدة الآمنة للمشروع الوطني ، ضد الشعب الفلسطيني كله، حيث قد لانجد عائلة فلسطينية الا ولها فرد في هذه الأجهزة ، هو بنظر (التوأم البردويلي ) عميل مرتبط بالمنظومة الأمنية الاسرائيلية، أي ان عار الولاء للمحتل والمستوطن الغازي قد اصاب الشعب الفلسطيني كله !! وهذا مالم يجرؤ على قوله ( توأمه الليبرماني ) نسبة لفيغدور ليبرمان رمز الكراهية والعدائية للشعب الفلسطيني - لكن سجلات الشهداء والأسرى والمناضلين الحقيقيين الفعليين في الأجهزة الأمنية وانجازاتهم الوطنية في كل المجالات، مصدر فخر لكل عائلة فلسطينية، ولمجموع الشعب الفلسطيني ، والأمة العربية أيضا ، مايعني ان المقاتل الفلسطيني مذ كان فدائيا وصار جنديا او شرطيا او ضابطا او فردا امنيا كان ومازال مشروع نضال وكفاح ضد المشروع الصهيوني ، يستخدم سلاحه المسيس بعقلانية وواقعية ، وفق مقتضيات المصالح العليا للشعب الفلسطيني ، لم يوجهه لصدور الشعب الفلسطيني ، ولم يوظفه لانقلاب ولم يعرضه في مكاتب الاستخدام لمن يدفع اكثر ، ولم يربطه باجندات اقليمية خارجية ، كما فعلت جماعة البردويل ( حماس ) عندما حولت سلاح المقاومة ، الى سلاح انقلاب ، وسلاح خدمات اقليمية ودولية !!.
قال البردويل في تصريح لموقع “الرسالة نت” التابع لجماعته التوأم اول امس الأحد :" إن إلقاء القبض على هذا العميل – يقصد القبض على جاسوس في مكتب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات - لا يعني “طُهر” الأجهزة الأمنية، بل إنها برمتها تعمل وفق عقيدة تخدم الاحتلال، بتوجيه من المستوى السياسي للسلطة" وقال :" السلطة بكل مستوياتها متورطة في التخابر مع الاحتلال" .
أليس غريبا ان يقر (التوأم الصهيوني) ان رئيس الشعب الفلسطيني رئيس منظمة التحرير والسلطة الوطنية ، وقائد حركة فتح هو اخطر فلسطيني على (وجود اسرائيل )، ثم يأتينا هذا القول من ( التوأم الاخواني ) .. اذن ابحثوا في علم اصول الجماعات المستخدمة للدين وجيناتها السياسية ، وستكتشفون ان النواة واحدة حتى وان انفلقت (لمشروعين توأمين ) بغض النظر عن أسماء حملها كل توأم ، فكل منهما كان حملا في رحم المشروع الاستعماري العنصري أيضا .