سهى عرفات: أعيش في شقة مفروشة وأتقاضى راتب زوجي شهريا - ح 1
تطرقت السيدة سهى عرفات إلى كل شيء وتحدثت في كل شيء ولم تترد في قول أشياء ربما تكشف فيها أسرارا، منها أن زواجها من ياسر عرفات لم يتم في عام 1992، بل قبل ذلك بثلاث سنوات وتم على نحو سري.
وفتحت السيدة عرفات قلبها لـصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية التي تبدأ اليوم نشر حوارها على حلقات بالسؤال عن أوضاعها الحياتية والمادية..
* كيف تدبرين أمور حياتك المعيشية.. أقصد التكاليف المالية؟
- أحصل على مبلغ شهري من السلطة يصلني إلى حسابي في البنك كل شهر.
* وهل هذا المبلغ كبير كما يقول البعض يعني 50 ألف دولار بالشهر؟
- هذه إشاعات مغرضة، وسأكون صريحة معك..
* كيف؟
- سأكشف لك عن هذا المبلغ.. أنا أحصل على معاش شهري قدره 12 ألف دولار وهذا قبل أن تسأل، هو الراتب لأبو عمار كرئيس وعضو لجنة مركزية لحركة فتح ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
* وهل تحصلين عليه كمبلغ مقطوع سنويا أم كراتب شهري؟
- أتلقى المبلغ كل أول شهر على حسابي في البنك.
* وهل تعانين من التأخير في وصول المبلغ كما هو حال العاملين والموظفين في السلطة؟
- أحيانا يحصل تأخير كما هو الحال بالنسبة لكل العاملين في السلطة. لكن بشكل عام المبلغ يصل أول كل شهر.
* وهل يشمل هذا المبلغ معاش السائق/ الطباخ جون الفلبيني وكذلك العاملة الفلبينية الأخرى التي تساعدك في مسؤوليات المنزل من تنظيف وغير ذلك؟
- راتباهما يدفعان بشكل منفصل وتتكفل السلطة الفلسطينية بهما.
* وهل تدفعين الإيجار من المخصص الشهري؟
- لا.. تدفعه السلطة أيضا.
* وكم الإيجار؟
- ألفا يورو.
* وأين الفيللا والأسوار والحراس وكاميرات المراقبة التي أشيع أنك تعيشين فيها؟
- وهل هذا ما كنت تتوقعه.
* نعم كنت أتوقع أن تكون زوجة عرفات وابنته تعيشان في فيللا محاطة بأسوار وحراسة وخدم وحشم كما يقولون.
- عندما كنت في باريس كانوا يقولون إنني أعيش في البريستول وهو أهم فندق بينما كنت أعيش في شقة صغيرة تضم غرفتي نوم وصالون وعليها أمن فرنسي. كنت ألتقي الزوار ومنهم الكبار جدا مثل زوجة الرئيس جاك شيراك في الشقة. أنا ما عندي مشكلة أن يشتري لي أحد منزلا. وأشيع في حينها أن الرئيس الليبي السابق الراحل العقيد معمر القذافي اشترى لي بيتا ووضع عليه 3 حراس ليبيين. وأقول لك إن ليلى الطرابلسي كانت وراء هذه الإشاعات (...) وأذكر هنا أيضا أنه كان لديها أداة إعلامية في القصر وأناس مأجورون يشيعون ما تريد، وللأسف في بعض الصحافة اللبنانية، إضافة إلى صحيفة فلسطينية تصدر في الخارج.
* بصراحة فوجئت بما رأيت.. كما قلت كنت أتوقع شيئا مختلفا تماما..
- ليس لدي أثاث.. وكل ما أحمله هو كتبي وأغراضي وذكرياتي الخاصة وصور أبو عمار التي تراها في كل زاوية من زوايا الشقة.
* هذا يعني أنك قارئة؟
- نعم أقرأ كثيرا لكتاب كثر من خليل جبران إلى ابن الرومي والجاحظ وحتى السيرة النبوية.. أحب القراءة كثيرا. ما أريد أن أقوله هو أنني لن أخجل من القول إن طرفا ما اشترى لي منزلا (...) فطالما اشترى أبو عمار بيوتا لمعظم القادة الفلسطينيين الذين تركوا.. وكان يردد دوما عبارة ارحموا عزيز قوم ذل. وأتذكر في هذه المناسبة بي نظير علي بوتو(...) فقد اتصلت بها قبل اغتيالها بثلاثة أيام لأهنئها بالعيد في أواخر 2007. وعيدت عليها وطلبت منها أن تدير بالها على نفسها. وردت علي بالقول أنت اللي لازم يدير باله على حاله(...) فإن زوجك علمني الشجاعة (...) كان يحذر ضياء الحق من قتل أبي (...) وأقول لك سرا إن أبو عمار هو الذي ساعدني على إكمال تعليمي في جامعة كمبردج في بريطانيا. كان المرحوم يهتم بكل الناس. ولو لم أكن سهى عرفات وبقي على قيد الحياة لاشترى لي بيتا.
* ألم يحسب أبو عمار حساب هذه اللحظة ليؤمن وضعك ووضع ابنته.. ألم تمتد هذه اللمسة الإنسانية التي عرف بها إلى أسرته، أم أن الأمر له علاقة بأموال عرفات وحساباته الخفية التي أشيع أن سهى هي الوحيدة التي تعرف بأمرها؟
- هو أبو عمار مراهق حتى يضع الأموال باسمي؟؟ هو أبو عمار كان يتصرف لوحده بالأموال الكل كان يوقع وليس بمفرده.
* أقصد في الكلام.. ألم يفكر كأي رب أسرة في تأمين مستقبل أسرته؟
- لم يفكر في هذا الموضوع كان يعطيني المال لأؤمن أناسا آخرين. قيل إن عرفات كان يبعث لي بالأموال ولكنها لم تكن لي شخصيا (...) كانت هذه الأموال تدفع لمعالجة أناس كثيرين في مستشفيات باريس. هذه الأسرار ستخرج يوما ولن أسكت (...) وأفكر في إصدار كتاب أضع فيه كل شيء لأنه لا بد وأن يكون للظلم نهاية.
* لننتقل إلى موضوع آخر(...) لماذا اخترت مالطة كمقر لإقامتك بعد تونس.. لماذا لم تعودي إلى فلسطين.. هل هناك معوقات أو عقبات؟
- اخترت مالطة لأنها أولا قريبة من تونس (نصف ساعة بالطائرة)، وثانيا وهو الأهم أن شقيقي غابي سفير فلسطين في مالطة (...) كنت في وضع يرثى له (...) وصلت إلى مالطة ووضعت أغراضي في منزل شقيقي الصغير ويمكن أن أقول إنه أصغر من شقتي (...) يا رجل البنك رفض فتح حساب لي بعد سحب الجواز. صارت هناك علامات استفهام حول أسباب سحب الجواز وليس الكل يعلم بالتفاصيل.. وكما هو حاصل الآن مع مذكرة التوقيف الدولية التي تثير ضجة حولي (..) وهم يتحدثون عن وثائق تدينني(...) وأنا أتحدى أن يفرجوا عن هذه الوثائق إن كانت موجودة أصلا.
* في الذكرى السابعة لرحيل أبو عمار كيف تتذكرينه؟
- أتذكره كزوج وصديق وكوالد ليس فقط لزهوة بل لكل الشعب الفلسطيني، فهو الختيار. تصور ولاء الشباب لأبو عمار.. في هذه الأزمة اتصل بي «شباب الياسر» ليعبروا عن وقوفهم إلى جانبي.. وقالوا إذا كانت المسألة مسألة فلوس فنحن على استعداد أن نلم لهم الفلوس. أشعرنا ذلك والاتصالات التي انهالت علي من كل حدب وصوب، كم هو كبير حب الناس لأبو عمار. وهنا لا بد أن أذكر الاتصالات من السعودية وأود أن أقول إن السعوديين ملوك بأخلاقهم.. وهذا ليس من باب التملق، وعندما يكون الإنسان ملكا بأخلاقه فإن ذلك أهم من المنصب. وهنا أخص بالذكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير سلمان والمغفور له الأمير سلطان ومن قبلهم المغفور له الملك فهد، وزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وهن كلهن صديقات لي.. ولا أنسى دور السعودية في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني فهي دوما تعوضنا عن تقصير بعض الدول الأخرى. هذا يذكرني بحب الناس لأبو عمار.
أبو عمار كان الغطاء الواقي، وكان الحماية لنا رغم الخلافات والمشاكل التي كنت أسببها له عبر الإدلاء بتصريحات للصحافة، ولم أكن أشعر بالوحدة في ظله. أتندم على اللحظات التي لم أكن معه فيها. وفي هذه المناسبة أشير إلى الأقاويل الكثيرة عن تخلي سهى عن أبو عمار وسفرها إلى باريس. ما لم يعرفه مرددوا هذه الأقاويل أني خرجت من غزة بأمر منه.. كان أبو عمار وأنا في غزة عندما قصفت إسرائيل منزلنا في حي الرمال بغزة. فطلب مني مغادرة القطاع حتى لا يقولوا إنه يحتمي بامرأة وطفلة.
أفتقد فيه خفة الروح، وحنانه.. تصور أنني كنت أدخل عليه أحيانا غرفة زهوة وأجده يعلمها على المسدس، وعمرها لا يتجاوز السنوات الثلاث. كنت أغضب وأصرخ فكان يقول.. انت متدخليش.. ده أحسن من تعليمها رقص الباليه. ومرة ثانية وجدته بيطعم زهوة قزحة من العسل.. وكادت أن تختنق منها وارتبك. ومن أحلى اللحظات عندما كانت زهوة تجلس إلى جانب والدها تصلي معه. وكانت زهوة تهدئ الوضع عندما يتأزم.. فتضرب له سلاما عسكريا يزيل غضبه. أكثر ما أفتقده بغيابه مساعدة الناس ماليا.. وكان بعض النساء يلجأن لي طلبا للمساعدة وكانت سكرتيرتي تلم الطلبات وأنا أقوم بتقديمها لأبو عمار.. وكان يقول إيه يا سهى انتي بتكلفيني في اليوم مائة ألف دولار.. وعندما تحدثت عن الموضوع شوهت الصحافة المسألة واتهمتني بإنفاق مائة ألف دولار بالشهر. كان عند أبو عمار ملف يطلق عليه ملف سهى يضم طلبات المحتاجين.. وما كان يرد طالبا يدق بابه. كنت أهاب أبو عمار وأتجنب غضبه، ورغم ذلك كنت أتجرأ في تقديم طلبات المحتاجين وكان دوما يوقع عليها.
* بالقلم الأحمر؟
- نعم بالأحمر.. فما كنت أقبل التوقيع بالأخضر (كان معروفا أن التوقيع بالقلم الأحمر هو توقيع ينفذ، أما الأخضر فيعني المماطلة أو عدم الصرف). في إحدى المرات كنا في الشارع والناس من حولنا وكانت هناك امرأة تحمل طفلا صغيرا وتحاول الوصول إليه لكن الحراس كانوا يعترضون طريقها، فلفت انتباهه إليها، فأزاح الحراس واقترب منها وسألها عن حالها(...) فقالت له إن ابنها يموت وهو بحاجة لزراعة كبد (...) فسأل طبيبه عمر أبو دقة عن التكلفة، فرد: مائة ألف دولار. فأعطى أوامره بالعلاج رغم احتجاج الدكتور بالتأكيد لأن العملية غير مضمونة النتائج(...) فقال بحدة أنت لست ربنا حتى تقرر(...) كان إنسانا بكل المعاني (...) كان يعرف بتفاصيل التفاصيل عن أهالي غزة. إن كل ما عمله، وهو الآن في دنيا الحق، كان خيرا. وكان يردد أمامي عبارة "السفينة اللي ما فيها لله تغرق"(...) وكان يقول أيضا "اللي بينصب على الله سيحاسبه".
* كم سنة عملت مع أبو عمار قبل الزواج منه؟
- أنا عندما ذهبت إلى تونس للعمل في مكتبه كنا متزوجين.
* كان ذلك عام 1992؟
- لا لا.. تزوجنا عام 1989.
* تقولين إنك تزوجت من عرفات عام 1989.. من من المسؤولين كان حاضرا عقد القران؟
- لم يكن أي من المسؤولين الكبار شاهدا على عقد الزواج.
* من إذن؟
- سأكشف لك لأول مرة أن الشاهدين على الزواج كانا فتحي البحرية (الاسم الحركي لأحد قادة سلاح البحرية) وحسين حسين (هو الآن مدير مراسم الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وكان حاضرا أيضا مراسم كتابة عقد الزواج فتحي الليبي (اسم حركي لأحد حراس عرفات).
* متى التقيت به لأول مرة؟
- أول لقاء بيننا تم عام 1985 في مخيم الوحدات في الأردن (...) وعلمت لاحقا أنه أعجب بي في حينها. وكان يطلب من والدتي التي كانت تحت الإقامة الجبرية في الضفة الغربية أن تبعث أي معلومات من خلالي (...) وأنا في حينها كنت أحضر للماجستير في السوربون (...) وكان كل مرة يراني فيها يردد على مسامعي أنه لو كان أصغر شوية لكان طلبني للزواج (...) كان عمره في حينها 58 سنة وكنت أنا في مطلع العشرينات، إلى أن وقعت بالفخ (...) هذا ما حصل وليس كما كان يردده البعض من أن والدتي التي كانت تخطط إلى ذلك لإيقاع أبو عمار في شباكي (...) الوالدة ظلمت كثيرا. والحقيقة أنها كانت معارضة للزواج من أبو عمار بسبب المخاطر خاصة أنه لم يكن هناك سلام.
* يعني كان عملك معه في مكتبه غطاء للزواج؟
- نعم كان غطاء.
* لماذا إذن أعلن الزواج؟
- بعد أن تسربت الأخبار وترددت الإشاعات الكثيرة، قلت له لا أستطيع أن أتحمل أكثر من ذلك. وبعد حادثة سقوط الطائرة في ليبيا ذهبت لأطمئن عليه، اعترف في حينها بأنني زوجته وأعلن الزواج في نفس العام. كنت منزعجة جدا بسبب الإشاعات التي كانت تصفني بعشيقته. عانيت الكثير وفي كل مرة كنت أغضب وأعود إلى باريس كان يبعث لي تذكرة طائرة لأعود، ويطلب مني أن أصبر خاصة في أوقات الانتفاضة. ويقول اصبري يا سهى.. ماذا سيقول عني شعبنا المنتفض.. الناس بتموت وهو بيتجوز. صبرت وتحملت وكما يقولون "إنما للصبر حدود".
* أبو عمار كان طول عمره يرد عندما يسأل لماذا لم تتزوج حتى الآن، أنا متزوج فلسطين.. كيف نجحت في الدخول ضرة على فلسطين؟
- أعتقد أنه الحب.. هل يمكن لأي إنسان أن يتزوج في خريف العمر لولا الوقوع في الحب. نسي أنه هو ياسر عرفات. وكان يقول ينتقدونني لأني تزوجت(...) طيب ما هم يعودون إلى أحضان زوجاتهم طلبا للحنان في آخر الليل فكيف ينتقدونني. وأنا أريد أن أكمل نصف ديني ولا أرتكب جريمة في ذلك.
* كيف تقيمين العلاقة مع أبو عمار بعد مجيء زهوة.. هل توطدت أم فترت؟
- توطدت العلاقة أكثر رغم أنه كان يرغب في ولد(...) ولكن ذلك لم يغير شيئا من مشاعره نحوها(...) فعندما كان يعود إلى البيت كان يسأل أين أمي (...) فزهوة تحمل اسم والدته(...) لقد أضفت جوا دافئا.
* أنت أكثر من عاشر عرفات في اللحظات التي لم يكن يرتدي فيها قناع القائد والزعيم.. هل لمستي نقاط ضعف محددة في شخصيته؟
- كان يخلع القناع كما كان يخلع البزة العسكرية ويرتدي بدلة الرياضة التي لم يغيرها، ويلبس الشبشب إلى آخره..
* هل كان يمارس الطهي؟
- لا.. وكان عندما يدخل البيت يجلس ويمد رجليه ويتابع التلفزيون ويشاهد ما أشاهده سواء كان ذلك فيلما مصريا قديما أو غيره. وكان أحيانا يتابع توم أند جيري كما كان يتابع مباريات كرة القدم مع الشباب.
* هل كان يستمع للأغاني؟
- لا لم يكن يستمع إلى الأغاني.. وكان آخر الليل يقرأ..
* هل كان قارئا جيدا؟
- نعم كان قارئا بعكس ما قيل عنه.
* كيف تعامل مع الوضع الجديد خاصة في الأيام الأولى من ميلاد زهوة؟
- كانت زهوة تستيقظ في الليل بصراخ (...) فكان يستيقظ على صراخها مرعوبا(...) ولكن ذلك لم يغير حنيته نحوها(...) في إحدى المرات وكان ذلك في آخر يوم من عام 1999 وكان ممنوعا من الطيران خوفا من اللخبطة في الكومبيوترات مع دخول الألفية الثالثة، مرضت زهوة وكان عمرها 4 سنوات.. شخص الأطباء مرضها بالزائدة الدودية لكن الكل كان مرعوبا أن يخطئ في التشخيص، وأصر عرفات على نقلها إلى القاهرة. وذهبنا إلى العريش ومن هناك نقلنا بالطائرة إلى القاهرة رغم المخاوف، وإلى مستشفى فلسطين الذي أصر عليه أبو عمار. المهم أنه بعد التشخيص تبين أن الأمر لا يعدو أكثر من مغص. وأثير الكثير من الشائعات في حينها.
وما دمنا نتحدث عن زهوة أود التطرق إلى ما قيل عن أسباب الذهاب إلى فرنسا للولادة. السبب الأول والرئيسي أن والدي كان ينازع في المستشفى في باريس.. كان يعاني من مرض السرطان. وطلبت مني والدتي الذهاب لرؤيته قبل أن يفارق الحياة. وأصر أبو عمار على سفري وقال إن والدتك ستكون إلى جانبك عند الولادة. وتوفي والدي قبل أسبوعين من ولادة زهوة (...) أصبت بانهيار ومنعت من الحركة وأدى الوضع النفسي إلى ولادة مبكرة وقيصرية (.. .)كان وزن زهوة عند ولادتها كيلوين ونصف الكيلو. وأود أن أقص عليك ما دار بيني وبين ليا رابين (زوجة إسحق رابين) عندما كنا في أوسلو لحضور تسليم جائزة نوبل للسلام لكل من رابين وشيمعون بيريس وأبو عمار، وكنت لا أزال حاملا بزهوة. قالت لي ليا رابين لماذا لا تلدين في أحد المستشفيات الإسرائيلية؟ نظرت إليها وقلت لا يمكن أن أقبل أن تولد بنت ياسر عرفات في مستشفياتكم.. وردت: لكن مستشفياتنا أفضل من مستشفيات غزة (...) فقلت احتلالكم كان السبب في ما هو عليه الوضع في مستشفيات غزة.. إلخ.. وبعد العودة إلى غزة اتفقنا مع وزير الصحة الفرنسي برنار كوشنير في حينها، على إنشاء قسم للولادة في مستشفى الشفاء بمساعدة الاتحاد الأوروبي.
* أشياء يمكن القول إنك تعلمتها من عرفات..
- الصبر.. كان صبره بلا حدود. كان عنده جلد غير عادي.. فعندما يطلب الاستيقاظ في موعد معين.. كان يفز واقفا في اللحظة التي يدق فيها الباب..
* لم يكن ينام كثيرا؟
- ما كان ينام إلا بأقراص التنويم.. دائما مخه شغال مثل خلية النحل. حتى أقراص التنويم لم يكن لها تأثير عليه. عنده قوة خارقة على العمل.