أصل الحكاية- يحيى رباح
تعودت كلما تشتت الرؤى وتداخلت الأدوار أن اعود الى أصل الحكاية في الموضوع الفلسطيني، وأصل الحكاية هي ان الشعب الفلسطيني الذي جرى أكبر تواطؤ دولي ضده في منتصف القرن الماضي، وصنعت نكبته التي لا مثيل لها في التاريخ، اتفق في غالبيته الساحقة على مشروع وطني واحد وهو اعادة زرع الكيان الفلسطيني في ارضه فلسطين ولملمة الهوية المبعثرة في هذه الدولة وفي ظل اسمها العظيم، وهذا المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الاجماع، مشروع منظمة التحرير الفلسطينية له من يعارضه دائما وهو الحركة الصهيونية ودولتها اسرائيل، وله من يعارضه من الفلسطينيين تحت عناوين مختلفة في الماضي والحاضر سواء كانت هذه العناوين قومية أو تخص الإسلام السياسي، الذي كان له طموح في فلسطين ان يلعب دورا مؤثرا في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ولكنه بدلا من ذلك هبط من مستوى المشاركة في القرار الى مجرد خلايا للتنفيذ دون الرؤية ودون القرار ولكن التنفيذ فقط.
الآن الحراك الفلسطيني بوجه عام سواء كان سياسيا أو دبلوماسيا أو كان اشتباكا من قبل قوى الشعب مع الاحتلال بأشكاله المختلفة يهدف الى انهاء الإحتلال لأن وجود الاحتلال في أرضنا التي حددتها لنا قرارات الشرعية الدولية والتي عقدنا اتفاقات بشأنها مع اسرائيل قبل ثلاث وعشرين سنة بحضور وتشجيع المجتمع الدولي، هذا الاحتلال هو النقيض الأساسي لنضالنا وهدفنا الفلسطيني الذي عليه اجماع واسع من الغالبية الساحقة لشعبنا الفلسطيني سواء في فلسطين التاريخية أو في المنافي القريبة والبعيدة.
الشيء الذي يحتاج الى مراجعة جدية ان بعض الجهات تخلق في وعي الشعب الفلسطيني عناوين بديلة واساليب بديلة وتعمل على تشتيت وحدة الشعب حول قضيته الأصلية وهي اعادة زرع الكيان ولملمة الهوية الوطنية الفلسطينية.
هذا ما نراه بوضوح في محاولة من هذه الجهات وامتدادها الاقليمي لخلق بدائل لكل شيء بل لعلنا نتعجب من هذه التسميات ومن هذه الأولويات الذي يثور حولها الضجيج كل يوم بلا جدوى بحيث تبدو المحصلة هي الفوضى وهي اضطراب المفاهيم ولا شيء آخر.
وهكذا فاننا يجب ان نركز على اصل الحكاية، وأصل الحكاية هي الخلاص من الاحتلال، إنهاء الاحتلال، عدم القبول بما يقدمه الاحتلال من أفكار وسياسات وبدائل، لأن الحركة الصهيونية تعرف بالأساس انها حركة استعمارية وأن هذه الحركة الاستعمارية لها اداتها الرئيسية وهي عربدة القوة ولها منطقها الاصلي بعدم السماح للفلسطينيين بزرع كيانيتهم ولملمة هويتهم من جديد، وكل ما نراه من افعال إسرائيلية من الجيش أو الشرطة أو مصلحة السجون أو الصحافة التي تحاول شيطنة هبة الأقصى، ان هي الا في سياق الرفض الإسرائيلي للمطالب الفلسطينية الأصلية في الاعتراف بحقهم بدولة مستقلة.
Yhya_rabahpress@yahoo.com