تقرير حقوقي إسرائيلي يكشف صور التنكيل والتعذيب في سجون الاحتلال
كشف تقرير حقوقي، لمركزي المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، والدفاع عن الفرد "هموكيد"، عن صور التنكيل والتعذيب في مقر التحقيقات "شيكما" برعاية القانون الإسرائيلي.
وسرد التقرير على لسان عدد من الأسرى صورا من هذه الممارسات، وتفاصيلها، ومنها حظر النوم، الذي يتواصل أحيانا لعدة أيام؛ وربط اليدين والقدمين بكرسي وتقييد الحركة لعدة ساعات طويلة؛ والصراخ والشتائم النابية والتهديدات والبصق والإذلال؛ والتعرّض لظروف البرد والحرّ؛ والنزر اليسير من الغذاء المتردّي؛ وحظر الاستحمام وتغيير الملابس لأيام وأسابيع؛ والحبس داخل زنزانة صغيرة ذات رائحة كريهة، وفي الغالب حبس انفرادي، لأيام طويلة".
ووصف التقرير بالتفصيل ظروف الاعتقال والتحقيق داخل مقرّ التحقيقات، بناء على الإفادات والشهادات التي قدّمها 116 معتقلا فلسطينيا تم التحقيق معهم في الفترة ما بين آب 2013 وآذار 2014، وتعرّض جميع المعتقلين تقريبا لهذه الظروف، أو لقسم منها، مبينا أن نحو ثلث المعتقلين وصلوا إلى مقرّ التحقيقات بعد أن تعرّضوا للضرب أو التنكيل على يد الجنود أو الشرطة أثناء اعتقالهم.
وتابع التقرير: "ظروف الاعتقال في "شيكما"، هي جزء لا يتجزأ من التحقيق نفسه، والهدف منها إضعاف جسد وروح المعتقل بالتوازي مع التحقيق معه وجها لوجه في مقرّ التحقيقات، هذا المزيج من ظروف الاعتقال والتحقيق والذي هو بمثابة تنكيل وعمل غير إنساني ومهين، وفي بعض الحالات يصل إلى حدّ التعذيب".
وجاء في التقرير أنه منذ عام 1999، عندما منعت المحكمة العليا الإسرائيلية جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" من التعذيب أو التنكيل أو الإذلال، مرّ 16 عاما، تمّ التحقيق مع الآلاف من الفلسطينيين منذ ذلك الوقت، والعديد منهم خضعوا للتعذيب وللتنكيل والإذلال.
وشملت الشهادات تقارير متكررة حول سلوك غير قانونيّ تمارسه سلطات الاحتلال، ووصف المعتقلون سلوك شبيه له في معتقلات أخرى في فترات سابقة.
وقال التقرير إن كل وسيلة من هذه الوسائل قاسية وغير إنسانية ومهينة، خصوصا عندما يتم اتخاذها بشكل تراكمي ولمدّة من الزمن، في بعض الحالات، تصل هذه الوسائل إلى مستوى التعذيب، لتشكّل هذه الوسائل انتهاكا للقانون الدولي والقانون الإسرائيلي.
وأضاف أنه اضافة للممارسة المباشرة للوسائل القاسية واللاإنسانية والمهينة، تشترك سلطات التحقيق في عمليات التعذيب بشكل غير مباشر وذلك من خلال استخدامها للمعلومات التي تم الحصول عليها تحت التعذيب? الذي غالبا ما يكون صعبا وقاسي.
وتجيز مصادر رفيعة المستوى في إسرائيل وجود نظام التحقيقات التعسّفيّ هذا، وتتحمّل مسؤوليّة الانتهاكات الجسيمة للحقوق الإنسانيّة للمعتقلين، والأضرار التي لحقت بأجسادهم وأرواحهم.
وطالب التقرير إسرائيل بالوقف الفوري عن المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة عبر التنكيل بالمعتقلين وتعذيبهم، سواء أثناء التحقيق وجها لوجه أو عبر ظروف الاعتقال.
ـــــ