الحمد الله: سنواصل تنفيذ المشاريع التنموية والتشغيلية في المخيمات
لن يتم إعفاء "الأونروا" من مسؤولية استمرار تقديم الخدمات للاجئين ورعايتهم داخل المخيمات وخارجها
أكد رئيس الوزراء رامي الحمد الله أن الحكومة ستواصل تنفيذ المشاريع التنموية والتشغيلية في المخيمات، وأنه لن يتم إعفاء "الأونروا" من مسؤولية استمرار تقديم الخدمات للاجئين ورعايتهم داخل المخيمات وخارجها.
جاء ذلك في كلمته خلال زيارة مخيم عسكر الجديد شرق نابلس، اليوم السبت، وافتتاح مجمع الشهيد ياسر عرفات في المخيم.
وقال الحمد الله: "أؤكد أننا سنواصل تنفيذ المشاريع التنموية والتشغيلية في المخيمات ودعم وتمكين لجانها الشعبية لضمان استمرارية عملها، دون المس بمكانة المخيمات القانونية والسياسية، ودون أن يعني ذلك بأي شكل من الأشكال، إعفاء الأونروا من مسؤولياتها التاريخية في الاستمرار بتقديم الخدمات للاجئين ورعايتهم داخل المخيمات وخارجها أيضا، ولهذا فإننا نناشد دول العالم، وكافة منظماته وهيئاته المتخصصة، الوفاء بالتزاماتهم المالية في دعم الأونروا، وبما يمكنها، ليس فقط من مواصلة تقديم خدماتها بل وتحسين نوعيتها وتوسيع نطاقها أيضا".
وأضاف: "يحضرني عظيم الاعتزاز وأنا أقف اليوم بين أهلنا في مخيم عسكر الجديد، الذي تتعايش على أرضه، إرادة الصمود والبقاء. فكل مخيم فلسطيني، مضرج بالكثير من الدم والألم ومسكون بالأمل وحلم العودة. نيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس وباسمي، أحيي أهلنا في مخيم عسكر الجديد، وأتوجه من لجنته الشعبية ومؤسساته، بكل التحية والتقدير، وأحيي من خلالكم، اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان، الذين ظلوا على مدار عقود متصلة من الألم والظلم والمعاناة، أيقونة للصمود ونموذجا ملهما في التمسك بالثوابت الوطنية الأصيلة، وبالحلم المشروع بالعودة والخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع الحمد الله: "نجتمع اليوم في كنف مخيم عسكر الجديد، لافتتاح مجمع الشهيد ياسر عرفات، الذي يشمل ديوانا متعدد الأغراض، وصالة أفراح يذهب ريعها لمساعدة أهالي المخيم ومن خلال لجنته الشعبية، وتعتبر زيارتي هذه تفقدية بالأساس، للاطلاع عن كثب على واقع هذا المخيم والاستماع من أهله ولجنته الشعبية، لاحتياجات أبناء شعبنا فيه، خاصة أطفاله وشبابه ونساءه وذوي الاحتياجات الخاصة، فالنهوض بالخدمات المقدمة في المخيمات وتطوير مرافقها وتأهيل بنيتها التحتية، إنما هو جزء أساسي من منظومة عمل متكاملة لتقديم أفضل الخدمات لشعبنا في كل شبر من أرضنا، وتحسين ظروف حياتهم ودعم صمودهم".
واستطرد رئيس الوزراء قائلا: "وفي سياق الحديث عن توفير عناصر المنعة والصمود، لا يمكننا إلا أن نعرج على الدور الوطني المحوري الذي مارسته اللجان الشعبية في المخيمات، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين، لرعاية مصالح اللاجئين وتلبية احتياجاتهم والتخفيف من وطأة معاناتهم، أحيي اللجان الشعبية في المخيمات جميعها، على جهودهم الإنسانية والوطنية في صون هوية ومكانة المخيمات، والعمل جنبا إلى جنب مع مؤسسات دولتنا لبسط الأمن والقانون ومنع الفوضى فيها".
وأوضح: "في الوقت الذي تئن فيه بلادنا تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي وحصاره الظالم وجرائمه المتواصلة، ويتعرض شعبنا الفلسطيني لأبشع مخططات التهجير والاقتلاع، تواصل القيادة الوطنية، وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس، جهودها الحثيثة لحشد المزيد من الدعم والتأييد الدولي، الرسمي والشعبي على حد سواء، لضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا والانتصار لمعاناة وعذابات شعبنا، وفي القلب منهم، أهلنا اللاجئون في الوطن والشتات، بإيجاد حل عادل ومشرف لقضيتهم وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار الأممي 194".
واختتم رئيس الوزراء كلمته موجها التحية لأبناء شعبنا في المخيمات، الصامدين في وجه أعتى الصعاب والتحديات، قائلا: "كلنا موحدون وملتفون بكم ومعكم، فقضيتكم هي موضع إجماع وطني لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه أو المساس به، فهي جوهر القضية الفلسطينية وشريانها الرئيسي".
وحضر افتتاح المجمع محافظ نابلس أكرم الرجوب، ووزير المواصلات، رئيس بلدية نابلس سميح طبيلة، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق العربية والإسلامية جواد الناجي، ورئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عسكر الجديد محمد أبو كشك، والعديد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
كما اجتمع رئيس الوزراء مع اللجنة الشعبية للمخيم والمؤسسات الأهلية، واستمع لاحتياجاتهم، حيث أعلن عن تقديم مساعدات ودعم مالي لعدد من هذه المؤسسات كجمعية الزهراء النسائية، وجمعية رعاية الطفل، والجمعية الأهلية لرعاية المعاقين، بالإضافة إلى تكفل الحكومة بإنجاز المرحلة الثانية من مشروع مسرح الطفل ومنتدى الشباب.