مركز خالد الحسن.. صرح أمل بالحياة- عزت دراغمة
نعم على قدر خطورة مرض السرطان- اللعين- الفتاكة تأتي أهمية إنشاء وإطلاق مشروع مركز خالد الحسن للسرطان، وإضافة لما تشكله إقامة مثل هذا المركز والصرح الطبي والصحي من نقلة نوعية للخدمات الصحية التي تقدمها السلطة الوطنية ممثلة بوزارة الصحة، فان هذا الصرح سيقدم بإذن الله الشفاء والعلاج اللازم لمن ابتلاهم الله بمثل هذا المرض. وهو يعكس مدى أهمية الإنسان والمواطن الفلسطيني إلى جانب كونه يخلد ذكرى وحياة قائد سمي باسمه وطالما قدم لفلسطين وشعبها وثورتها ربيع شبابه وخبرة عمره، والى جانب كل ذلك سيوفر على فاتورة العلاج الخارجي للمرضى نسبة كبيرة من موازنة وزارة الصحة لينتفع بها مواطنون آخرون، وهنا لا بد من إيضاح حقيقة تعكس أيضا حرص القائد والأب والأخ الكبير على شعبه وأبنائه وإخوته وأهله، وهي إصرار الرئيس وتمسكه وإطلاقه لهذا المشروع والصرح والانجاز ليكون إحدى الركائز الخدماتية والإنسانية التي تمنح المصابين الأمل بالشفاء والعلاج، لا سيما بعد تجهيز المركز بكل ما يلزمه من أجهزة ومختبرات وأدوية واستقطاب الكوادر والأطقم الطبية المتخصصة وذات الخبرة العلاجية.
إن من دواعي التفاؤل التي تدفع لآمال اكبر نجاح حملة "وردة أمل لشعب الأمل" التي أطلقها الرئيس أبو مازن لجمع وحشد التبرعات الذاتية من أبناء الشعب الفلسطيني الذي لا يتوانى ابناؤه عن تعزيز الأمل الذي يعززه صمودهم لنيل الحرية والاستقلال، تماما كما هو أملهم بالشفاء لكل مريض أو مصاب بمرض السرطان، وهنا كذلك نتائج تثلج الصدور بعدما كشف النقاب عن تجاوز التبرعات التي تم جمعها حتى الآن المبالغ المالية التي كانت متوقعة، ما يعني أن شعب الأمل والصمود يواجه كل ابتلاءاته على قلب رجل واحد بالصبر والثبات ودون يأس كما هي مواجهتم للاحتلال، لان كلا الأمرين مرض السرطان والاحتلال يستهدفان حياة الإنسان ووجوده.
إن الأمل سيبقى معقودا على المزيد من العطاء لهذا المركز، سواء أكان من أصحاب الموارد الذاتية أو المشاريع أو من أصحاب رؤوس الأموال وكذلك من الكفاءات الطبية ذات الاختصاص لرفد المركز بكل ما يلزمه من احتياجات مادية أو تقنية أو تخصصية، طالما أن الهدف هو الإنسان الفلسطيني الذي ما بخل يوما على وطنه بأعز ما يملك سواء من فلذات الأكباد أو الأنفس، وصولا بهذا المركز إلى أفضل الحالات والصروح المشابهة له في العالم إن لم يكن متميزا بجدارة وهذا أمل الجميع في هذا الوطن وخارجه.