فلسفة الحد الأقصى- يحيى رباح
رام الله اليوم أجمل، وعموم مدن وبلدات وقرى الضفة هي اليوم أجمل، بعودة أولادنا وبناتنا الى انتظام الموسم الدراسي بعد فك المعلمين والمعلمات اضرابهم، وعودة الحياة الدراسية الجميلة والمتفائلة الى مدارسنا، وانقاذ مئات الآلآف من ابنائنا وبناتنا من شبح الفوضى.
وأعتقد ان الهيئات التعليمية في مدارسنا معنية بالدرجة الاولى بالتعويض عن فترة الانقطاع بسبب الاضراب، ولنا ثقة بأن المعلم الفلسطيني وراءه تاريخ طويل من التضحية والابداع والتغلب على المصاعب، ويكفي التذكر بان معلمي ومعلمات اليوم هم احفاد معلمين ومعلمات كانوا بمثابة الانبياء لشعبهم امثال صلاح خلف ابو اياد وفتحي البلعاوي ومعين بسيسو وابو نضال مسلمي وعشرات بل المئات غيرهم فهؤلاء في اصعب وضع انساني بعد حدوث النكبة، حين كانت فصولنا الدراسية مجرد خيام ومقاعدنا الدراسية أكياس من القش، قاموا بالعملية على اكمل وجه، واعتنقوا فلسفة الحد الاقصى في جهودهم وهم من اسسوا الحركة الوطنية الفلسطينية من جديد وجعلوا المعلم الفلسطيني اينما ذهب في العالم العربي ليشار اليه بالكفاءة والابداع وليس في الشفقة والرثاء.
في ظل معركتنا الطويلة مع اعدائنا فإن رسالة التعليم هي الرسالة الاول في حياتنا، وهي ضرورة وطنية أكبر من كل الضرورات، وهي صنع الحياة الجديدة وأجيالنا وتأمين مستقبلهم، فالف شكر لسيادة الرئيس الذي تدخل بكل ثقة لانهاء الاضراب على قاعدة حقوق المعلم وكرامته.
اما الحديث عن المقصرين، وتلفيق الملفقين، وكتابة التقارير الوردية عن واقع صعب فلهم وقت آخر.
والف مبارك انتظام العام الدراسي.
Yhya_rabahpress@yahoo.com