طلبة.. وطيور- عبد السلام العابد
ليس المعلمون والطلبة وأهاليهم والشعب بكامل شرائحه هم الذين يشعرون بالسعادة والفرح، بعد انتهاء الإضراب، وعودة طلبتنا الأعزاء إلى مدارسهم، بل إن الطيور بكافة أنواعها وأشكالها ستفرح أيضاً، وستعبر عن فرحها وسعادتها، بالزقزقة والهديل والشدو والغناء والتسبيح.
أجل، أتدرون أيها الأعزاء سبب فرح الطيور وسعادتها؟ بعد أيام طويلة أمضتها في حالة من الحزن والقلق، لقد كانت الطيور تتساءل: أين الأطفال والطلبة الذين كانوا يأتون كل صباح إلى مدارسهم، ويملأون الساحات صخبا ولعبا وضحكا وضجيجا وفرحا وغناء؟ ما أسباب غيابهم؟ ولماذا ابتعدوا عن أماكنهم الجميلة هذه في هذه الأوقات من السنة؟
لا تعرف الطيور سبب هذا الغياب الطويل، ولكنها تدرك تماما أن غياب الطلبة حرمها من الطعام الشهي الذي اعتادت على تناوله، عقب دخولهم إلى فصولهم في الصباح، ولا سيما بعد انتهاء الفرصة، إذ أن الطلبة يشترون من دكاكين المدارس ما لذ وطاب من الشطائر والأطعمة والحلويات. ورغم أنهم حريصون على نظافة بيئتهم المدرسية، إلا أنهم يتركون بقايا من هذه الأطعمة، رغما عنهم، وهذا ما يسعد الطيور التي عادة ما تكون واقفة على الأسطح والأسوار والأبواب العالية، فما أن يدخل الطلبة، لمتابعة دراستهم في فصولهم، وتخلو الساحات، حتى تهبط مسرعة، لتجمع بمناقيرها الحادة هذه البقايا الشهية، ولا تترك شيئا منها على الأرض، فتمتلئ بطونها وتحمد الله وتشكره على هذه النعم التي رزقها إياها.
أحبتي الطلبة، افرحوا بعودتكم إلى مدارسكم المشتاقة لكم، لتتلقوا العلم والمعرفة، من معلماتكم ومعلميكم الأعزاء، ولتُسعدوا هذه الطيور اللطيفة الأليفة التي تحبكم وتحب سماع أصواتكم الجميلة، وتستمتع ببقايا طعامكم الشهي.
عودوا لطيور الوطن التي تنتظركم كل نهار جديد وقولوا: ها قد عدنا إلى مدارسنا يا طيورنا الجميلة، فافرحي.