الكنيست الإسرائيلي ليس إلا مسرح دمى..!! - محمد أبو علان
من يشاهد من بعيد النقاشات الحادة داخل برلمان دولة الاحتلال الإسرائيلي “الكنيست” لا يساوره الشك للوهلة الأولى أن داخل هذا البرلمان تمارس الديمقراطية على أصولها، إلا أن حقيقة الأمر بعيدة كل البعد عن ذلك، وأعضاء الكنيست اليهود ليسوا إلا لاعبين على مسرح دمى تتحكم بخيوطه ناشطة يهودية يمنية تسمى “سوزي ديم”
هذا ما كشفته اليوم صحيفة “معاريف” العبرية على موقعها الإلكتروني في تحقيق لها تحت عنوان ” تقرير الضغط على أعضاء الكنيست، ومن يقف خلف موجة القوانين اليمنية”، حيث أوضح التقرير أن مشاريع القوانين ذات الصبغة اليمنية ما هي إلا وسائل لأعضاء الكنيست الحاليين من أجل ضمان مواقعهم في اللوائح الانتخابية لأحزابهم في أية انتخابات قادمة عبر إرضاء ما يسمى بحركة “قيادات المدن” والقائمين عليها من نشطاء اليمين الإسرائيلي.
“سوزي ديم” هي رئيس لتجمع يمني يهودي يعرف باسم “قيادات المدن” وهي “حركة يمنية يهودية أقيمت في العام 1992 تضم ناشطين من كل أحزاب اليمين الإسرائيلي، هدفها متابعة الأنشطة السياسية لأعضاء الكنيست اليهود لمعرفة مدى نشاطهم في دعم الحركة الاستيطانية والعمل لصالح ما يسمى أرض إسرائيل”، ولمزيد من المعلومات عن نشاط أعضاء الكنيست تقوم حركة “قيادات المدن” بجمع المعلومات كذلك من أعضاء الكنيست ومساعديهم.
المعلومات التي تقوم بجمعها حركة “قيادات المدن” توزع في تقرير مفصل على آلاف نشطاء اليمن اليهودي من كافة أحزاب اليمين لدعم أعضاء الكنيست النشطاء في دعم الاستيطان وخدمة أرض إسرائيل من أجل ضمان ترشحهم في أماكن متقدمة في أية انتخابات داخلية لأحزابهم، أو في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية.
الهدف من عمل هذه الحركة كما يقول القائمون عليها ” زيادة العمل الإيجابي لدى ممثلي اليمن الوطني في الكنيست والحكومة عن طريق نشر الأعمال الإيجابية”، “سوزي ديم” رئيس الحركة قالت في هذا السياق “أعضاء الكنيست يعلمون أن حركتنا تتابع عملهم، ولا أحد منهم يريد أن يفصل من عمله، ومن يريد أن ينتخب مرّةً أخري عليه إثبات ذاته في العمل، وندرك أن تقريرنا يساعد على حثهم، وفي الكنيست الماضية لم أن يكون أي تشريع وطني واليوم نشهد الكثير من هذه القوانين، وهذا غير كافي إلا أننا نعتبر أنفسنا راضون إلى حد ما”.
وعن أهمية هذه الحركة والقائد لهذه الحركة قال “إريك زيين” محرر موقع انترنت من الليكود ” التيار الوطني في حزب الليكود يولون سوزي ديم وحركة قيادات المدن أهمية كبيرة، ولكن لا يمكن القول أن كل القوانين تهدف للحصول على موقع متقدم في التقرير الذي تصدره، ولكن في الوقت نفسه لهذا التقرير وزن كبير”.
جهات في المعارضة الإسرائيلية اعتبرت تقرير “قيادات المدن” وعمل “سوزي ديم” بمثابة “مسدس موجه لأعضاء الكنيست أدى لإغراق الدولة بسلسلة قوانين يمنية ترك أثرها على المواطنين والحياة الديمقراطية في إسرائيل”.
والجدير ذكره في هذا السياق أن البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” شهد موجه من سن لقوانين ذات صبغة عنصرية ويمنية منها قانون “المقاطعة” والذي يهدف لمحاكمة كل من يدعو لأي نوع من المقاطعة على دولة الاحتلال الإسرائيلي نتيجة ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة لقوانين هدفت لملاحقة مؤسسات حقوق الإنسان ومنظمات اليسار الإسرائيلي التي توثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي.