الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

اليوم التالي لنتنياهو- آري شفيت- هآرتس

هذا الاسبوع حصل الأمر: اكتملت عشر سنوات على تولي بنيامين نتنياهو رئاسة وزراء اسرائيل. باستثناء دافيد بن غوريون، يكون نتنياهو قضى اكثر من أي شخص آخر في الغرفة التي منها تدار السيادة الاسرائيلية.

ولكن الانجاز الزمني المثير للانطباع ليس الانجاز الوحيد لنتنياهو. فعلى مدى نحو ربع قرن كان هذا الرجل الكفؤ، المطارد وموضع الخلاف يوجد في مركز التجربة الوطنية. في 19 سنة ونصف السنة من اصل الـ 23 سنة الاخيرة تولى ثلاثة مناصب (رئيس وزراء، رئيس معارضة، وزير مالية)، أتاحت له ايضا ترك أثر على الواقع الاسرائيلي والتأثير العميق على الوعي الاسرائيلي. وسواء اعجبنا به أم احتقرناه، سواء أحببناه أم مقتناه، فإن نتنياهو هو جزء منا. يضخ في عروقنا، يؤثر على حياتنا ويغرق تفكيرنا. من الصعب ان نتصور عالما لا يقوم على اساس الصدام الدائم بين "بيبي فقط" وبين "إلا بيبي".

عندما صار نتنياهو لاول مرة رئيسا للوزراء كان هلموت كول (أتذكرون؟) مستشار ألمانيا، وجون ميجر (أتذكرون؟) رئيس وزراء بريطانيا. لا يوجد اليوم أي زعيم غربي (أو روسي أو صيني)، يقترب عصر هيمنته في طوله من عصر هيمنة نتنياهو.

لهذه السيطرة المتواصلة لشخص واحد أثمان عالية. أحدها هو التأثير المدمر على المعارضة. منذ 1996 وحتى اليوم يركز الوسط – اليسار الاسرائيلي على هدف واحد فقط: طرد نتنياهو، تهريبه، تطييره عن العيون. ولكن بشكل مفعم بالمفارقة، فان الهوس المضاد لنتنياهو بالذات يخدم نتنياهو ويخلد حكمه. وذلك لانه يجعل الصراع ضده شخصيا، وليس قيميا. لانه يفرغ الكفاح ضده من المصداقية والاهتمام. لانه يمنع تطوير فكرة بديلة للفكرة التي يمثلها رئيس الوزراء القائم.

بايجاز: الفشل العميق والطويل للمعركة ضد نتنياهو تنبع من أنها معركة ضد نتنياهو. فهي سلبية وليست ايجابية، شخصية وليست وطنية، تهكمية وليست صهيونية. كل ما تراه أمام عينيها هو اليوم المنشود، الذي يستبدل فيه الحاكم بآخر.

ولكن كيف سيبدو اليوم التالي لنتنياهو؟ ماذا سيحصل هنا في السنة التالية لشلدون ادلسون، سارة وميني نفتالي؟ للائتلاف الواسع والنشط لضد بيبي ليس هناك أي فكرة. للوسط – اليسار ليس هناك رؤيا ايجابية وليس هناك خطة عمل جدية تملأ الفراغ. وهذا بالضبط السبب في أن نتنياهو يسيطر ويبقى يسيطر اكثر فأكثر. هذا هو السبب في أن من تولى منصب رئيس وزراء اسرائيل حين كان براك اوباما محاميا مجهولا في شيكاغو سيكون هو من يتولى منصب رئيس الوزراء أيضا حين يخرج اوباما من البيت الابيض.

المشكلة مزدوجة. من جهة، جدول الاعمال السلبي الذي هو "الا بيبي" يبعد اليوم الذي يستبدل فيه. من جهة اخرى، فان جدول الاعمال ضيق الافق اياه يعظم الخطر في أنه حتى عندما يستبدل نتنياهو، ستسود هنا الفوضى. منذ اليوم يمكن أن نتصور سيناريو، وبموجبه بعد سنة من حدوث التحول السياسي أخيرا، يتبدد، يتبخر ويضيع. ففي غياب قيادة بديلة وفي غياب خطة ألف يوم ابداعية، حتى لو استبدل نتنياهو للحظة، فان نتنياهو سيعود. وان لم يكن نتنياهو، فنفتالي بينيت. وان لم يكن بينيت، فافيغدور ليبرمان. فشل مستقبلي معقول جدا لحكومة تغيير لم تستعد كما ينبغي سيتسبب في أن يجعل أيامها قصيرة ومريرة.

وعليه، فما العمل؟ نكبر. ننضج. نتحمل مسؤولية. نكف عن ادارة سياسة سطحية تكون مجرد "ضد" ونبدأ في تطوير سياسة عميقة تكون "مع". نكف عن ان نعيش ضد بيبي ونبدأ في العمل من أجل اسرائيل. نحدد منذ الان ونؤسس منذ الان ربع القرن الطيب، الذي يستبدل ربع القرن السيء الذي حملنا الى حافة الهاوية.

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024