بان كي مون يزور مخيم نهر البارد
قام امين عام الامم المتحدة بان كي مون اليوم الجمعة بزيارة هي الاولى لمسؤول اممي على هذا المستوى لمخيم نهر البارد منذ انشائه بحضور وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس،سفير لبنان في الامم المتحدة نواف سلام،ممثل الامين العام في لبنان سيغريد كاي.
وكان في استقبال كي مون والوفد المرافق لدى وصولهم الى المخيم سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور ومسؤولي الفصائل الفلسطينية في لبنان.
وجال كي مون والسفير دبور في مدرسة عمقا الثانوية كما التقى احدى العائلات الفلسطينية من المخيم مطلعا على احوالهم والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها.
والقى السفير دبور كلمة في المناسبة جاء فيها:
معالي الأمين العام للأمم المتحدة،
السيد بان كي مون المحترم،
يُسعدُني ومن رمزيةِ المكان، ودلالةِ وجودكم فيه أن أُرحبَّ بكم بالغَ الترحيب.
هذا المخيم الناهضُ من تحتِ الرماد، ضحية الإرهاب الأسود، لا تزال معاناتُه مستمرة منذ العام 2007. وبفضلِ الإرادةِ الصلبة، والصبرِ، والعزيمة القوية لأهلِه، وبدعمِ الأطرافِ المشاركةِ، وصلنا في إعادةِ البناء إلى منتصفِ الطريق. ولإنهاءِ معاناتِه والإنتهاء من إعادةِ الإعمار، يحتاجُ المخيّم اليوم لنداءٍ إنساني أممي وذلك بإستكمالِ التمويل المقرر واللازم.
بإسمِ شعبِ فلسطين اللاجئ في مخيماتِ لبنان، والذي علَّمَته قساوة الحياة كيف ينتصرُ على الجرح، فمنذُ العام 1948 وهو يعاني نتيجةَ حرمانِه من تقريرِ مصيرِه والتعاطي مع حقِّه بالإهمالِ والتهميش من خلالِ عدمِ تطبيقِ القرارات الأممية ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وبخاصةٍ القرارات 3236 و194 و 19/67 وتطبيقِ مفاعيلِه بإنهاء الإحتلال.
معالي الامين العام
نمتلكُ التفاؤل، والمعاناة لن تزيدَنا إلا إصراراً على صناعةِ الأملِ والحفاظ على المشروعِ الوطني، وسيبقى اللاجىء الفلسطيني لحينِ عودتِه مطمئناً بفضلِ إحتضانِ الدولةِ المضيفة لبنان، ورعايةِ وكالةِ غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "الانروا" والتي نُصِرُّ على إستمرِارها ودعمِها عبر توفيرِ كلّ ما يلزم لها من موازنةٍ تلبي الإحتياجات، وإعتمادِها منظمة من منظماتِ الأمم المتحدة.
هنا وفي هذه المدرسة، أحدِ عناوين التفوّقِ والنجاح الفلسطيني، إستطعنا من تحتِ الخيام ومن أزقةِ البؤسِ والحرمان، ومنذُ أن هُجِّرنا وأُخرجنا قسراً من ديارِنا التي لم تخرج منّا، حافظنا على هويتِنا الوطنية بكلِّ حكاياتِها، وتقاليدِها، وطقوسِها، وتراثِها، وطعامِها، وأسماءِ بلداتِها، ولهجاتِ قُراها ومُدُنِها، ولم يضعُف انتماؤنا لوطنِنا، ولن ينطفئ الأمل في نفوسِنا، ولن تُكسَر إرادتنا، ولن توهنَ عزيمتنا وسنبقى على ثوابتِنا، ولن يتوقفَ نضالِنا حتى تحقيقِ أهدافِنا الوطنية.
معالي الأمين العام،
إسمحوا لي أن أقدم لكم:
-مذكرة لجنة المتابعة العليا لإعادة إعمار مخيّم نهر البارد
-مذكرة القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان حول معاناة شعبنا
نقدرُ ونثمّنُ زيارتكم وأهلاً وسهلاً بكم، ومن فلسطين لكم عربون محبّة.
كما قدم السفير دبور للامين العام درعا تذكاريا يمثل فلسطين في الامم المتحدة وهدية تمثل معاناة شعب فلسطين.