الهواية الشخصية "تنتصر" على الشهادة الجامعية لإنشاء المشاريع الريادية
نفوذ البكري- "الهواية أهم من الحصول على الشهادة".. هذا ما ينطبق بشكل أساسي على إنشاء المشاريع الصغيرة، وثبت صحة ذلك من خلال النجاحات التي حققتها صاحبات المشاريع الصغيرة اللواتي حصلن على الشهادات الجامعية دون الحصول على فرصة عمل، وتم استثمار الهواية والمهارة لإنشاء المشاريع ومن ثم التدرب على آليات التسويق والتطوير.
ورغم أن الهواية تظهر عند الصغر إلا أنه يتم تجاهلها جراء القيود العائلية وشروط التخصصات الجامعية، ويضطر الطلبة خاصة الطالبات لدراسة ما تريد العائلة، وبعد التخرج فإنه سرعان ما يتم استرجاع الهواية والتركيز عليها فور الشعور بالضائقة وغياب فرص العمل اللازمة أو الملائمة.
"حياة وسوق" التقى مجموعة من صاحبات المشاريع اللواتي أكدن أن الهواية كانت الأساس في اقامة المشاريع.
سمر الأغا خريجة قسم محاسبة، لم تتمكن من الحصول على فرصة عمل، وقبل ما يزيد عن العام ونصف العام استرجعت هوايتها التي ترتبط بإعداد الهدايا والرسم على السيراميك والزجاج وتوزيعها للصديقات والمعارف وبعد ذلك تم تشجيعها على الاستمرار وزيادة الكميات ليتحول هذا لمشروعها الصغير وتمكنت من التعرف على كيفية التسويق عبر مواقع الانترنت والمشاركة في المعارض الموسمية.
أما نور البياري خريجة إدارة الأعمال فبدأت بالاستفادة من هوايتها منذ 4 سنوات، وقامت بإعداد المطرزات واستيراد بعض الاكسسوارات من الخارج لتتحول الى صاحبة مشروع، وتأمل بالاستمرار في حال تسهيل الاستيراد وآليات التسويق اللازمة.
ورغم أن الفنانة منال أبو صقر درست تربية فنية حسب هوايتها وعشقها للفن منذ الصغر إلا أنها بعد الانتهاء من الدارسة الجامعية التحقت بالدورات التدريبية لمعرفة أساليب إنشاء المشاريع وطرق التسويق وفي البداية كانت تعتمد على العشوائية بشأن إعداد مجسمات السيراميك والانتيكا والزجاج ولكن تدريجيا وبعد اكتساب الخبرة بدأت بإعداد الأشياء حسب طلب الزبون وبما يتناسب مع الوضع الاقتصادي.
خريجة قسم المحاسبة فاتن ابو وطفة كانت تهوى الحناء والنقش منذ الصغر، ولذلك اختارت هذه الهواية لتتحول لمصدر رزق لها حيث تعمل في هذا المجال مقابل 10- 20 شيقلا.
الخريجة آلاء مهدي
وتوافقت خريجة الهندسة المعمارية آلاء مهدي مع زميلتها علا السقا للاستفادة من الهواية والخبرة لإعداد مشروعهما الخاص للحفاظ على الخط العربي ومواجهة المصطلحات الأجنبية في محاولة لمقاطعة المنتج الاسرائيلي وتعزيز المنتجات الوطنية وذلك من خلال جلب قطع الملابس من أسواق الضفة، وهي عبارة عن الكنزات ومن ثم كتابة عبارات فلسطينية تحمل الطابع الوطني، وكذلك اعداد بعض الاكسسوارات وكتابة بعض المصطلحات أو الارشادات منها "خذ حلمك وطير.. أنا عربي.. خلي قلبك أبيض.. على قد حلمك تتسع الأرض.. حاضري غيمة وغدي مطر.. ما تعصبنيش الدنيا زي المرجيحة.. أنا فلسطيني.. أمي حبيبتي" مشيرة الى أن المشروع بدأ بعد التخرج عام 2011 ومن خلاله تمت المشاركة في معارض عربية ومحلية.
وإن كانت المشاريع الصغيرة التي أبدعت فيها الخريجات الجامعيات اعتمدت على الهواية بشكل أساسي فإنه يتطلب التركيز على هذا التميز الشخصي منذ الصغر سواء من العائلة من خلال التشجيع وافساح المجال للإبداع والتعبير وأيضا قيام الجامعات والكليات بإعداد المساقات التعليمية التي تعتمد على الهوايات الشخصية وليس المعدلات الدراسية فقط، وذلك من أجل مراعاة التخصص حسب رغبة الطالب بشكل أساس وبما يتناسب أيضا مع سوق العمل، ولتكن تلك المشاريع الصغيرة التي يهرب فيها الخريج الجامعي خاصة الخريجات بشكل خاص من تسلط العائلة وقيود الجامعة محطة لإعادة الاعتبار للهواية والمهارة والتركيز على التأهيل والتدريب لإيجاد قيادات ريادية من خريجي الجامعات قادرة على استثمار الهوايات واكتساب الخبرات واكتشاف المواهب والاستفادة من الطاقات.