رغم فتوى القرضاوي وتخاذل الإخوان ثورة مصر تسير بثبات - رشيد شاهين
منذ انطلاق ثورة الشباب العربي في مصر، لم يتوقف الذين تسكنهم نظرية "المؤامرة" وتسيطر على عقولهم وقلوبهم، عن التشكيك بتلك الثورة ومحاولات الدس والتشويه، لا بل ما زال البعض منهم يحاول ترديد المقولات والدعاية ذاتها، تلك التي حاولوا الترويج لها في البدايات من ارتباط قادة الشباب بجهات وأجندات ومخابرات دول أجنبية وبالدعم الأجنبي وما إلى ذلك من "قصص" ثبت بطلانها وأن لا أساس لها إلا في أذهانهم.
الثورة التي حاولت جهات عديدة محلية وإقليمية ودولية أن تركب موجاتها، وتعدل وجهتها بحسب أجندات وغايات لا شك هي بعيدة كل البعد عن غايات وأهداف الشباب المصري، لم تزل تتحرك بثبات من اجل تحقيق تلك الغايات.
الأحداث التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية في ميدان التحرير بالقاهرة وفي العديد من المدن المصرية، والتي سقط خلالها المئات من الضحايا بين قتيل وجريح، أثبتت أن الخطر المتمثل بالعامل الداخلي، لا يقل خطورة عن الأخطار والمؤامرات الخارجية، لا بل ربما يكون الأكثر خطورة على مسار الثورة ومحاولة صرفها عن غاياتها، وهذا الخطر يتمثل في العديد من محاولات الالتفاف على الثورة، أو ركوب موجاتها وحرف مساراتها.
أصبح واضحا ان هنالك إحساس يتفشى بعدم الثقة من قبل الجماهير الثائرة في الميادين والساحات المصرية في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أن الاعتقاد الآخر هو ان هنالك مخاطر على الثورة من قبل الجماعات الإسلامية لا تقل خطورة عما يمثله خطر المجلس الأعلى وطموحاته غير المعلنة بالاستحواذ على الحكم في مصر بعد مبارك.
على اية حال، ليس غريبا ولا مستهجنا ولم يكن غير متوقعا، أن تحاول جهات أجنبية عديدة أن تعمل على حرف الثورة، ومحاولة تجييرها لصالحها من اجل تنفيذ أجندات بعينها، أو وضعها على مسارات محددة تخدم أو ترتبط بشكل أو بآخر بتلك الجهات، هذا عدا عن الثورة المضادة التي يحاول البعض تغييبها، وهي تلك القوى والجماعات التي استطاع النظام البائد أن "يربربها" على مدار عقود من الزمن امتدت منذ استلام أنور السادات الحكم في الدولة المصرية.
مما لا شك فيه ان القيادات الشابة كانت تدرك كل هذه المخاطر، وقد أتيح لمن تابع هؤلاء الشباب عبر وسائل الإعلام المختلفة، ان يعرف مدى وعي هؤلاء وإيمانهم بقضيتهم، وما الغاية التي من اجلها تفجرت الثورة، والى أي مدى يرغب هؤلاء بالذهاب في الثورة، وكذلك الدور الذي يطمح هؤلاء ان تلعبه مصر بعد الثورة، تلك الدولة التي ينظر إليها هؤلاء الشباب انها تمتد "وهي كذلك" الى آلاف السنين، وان دورها تمت سرقته وتغييبه من خلال نظام مبارك، فأصبحت مصر وبدلا من ان تكون الدولة القائدة والرائدة، مجرد دولة على هامش التاريخ والأحداث. هذا طبعا بالإضافة الى الأسباب الأخرى التي كانت أسبابا كافية لاندلاع الثورة.
يمكن القول ان الكثير من شباب الثورة بدأ يستشعر خطرا داهما أشد وأدهى يتمثل في حركة الإخوان المسلمين ومحاولاتها المحمومة تجيير الثورة لصالحها، حيث تمكنت من ركوب موجتها برغم انها لم تشارك بفعالية في الأحداث، إلا بعد أن تبين لها ان الثورة تسير بثبات وعزم لا يلين، وانها ماضية في طريقها إلى ان تحقق شعارها المدوي الذي أصبح الأيقونة التي ترددها الجماهير العربية في كل أقطار الربيع العربي والمتمثل في شعار " الشعب يريد إسقاط الرئيس". من هنا بدأت الحركة "الاخوان" ترمي بثقلها في ميدان التحرير وغيره من ميادين المواجهة من اجل التعويض عن مشاركتها المتأخرة في ثورة شباب مصر.
قيل الكثير عن اتصالات وربما اتفاقات أو تفاهمات تم التوصل إليها بين حركة الإخوان المسلمين مع جهات أجنبية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. ويعتقد ان هذه الاتصالات وما تبعها من تفاهمات لم يعلن عنها، هو السبب في ان حركة الإخوان المسلمين وخلال الأحداث الأخيرة أعلنت عدم مشاركتها في "المليونيات" التي تمت الدعوة إليها من قبل الشباب.
أما وقد نجح الشباب في حشد المليونية بعيدا عن دعم حركة الإخوان المسلمين وتخليها عن دعم الشباب فإنها – حركة الإخوان المسلمين- لجأت إلى الوسيلة المفضلة لدى حركات الإسلام السياسي بشكل عام، والمتمثلة بدغدغة عواطف الشباب المسلم من خلال الرموز والشعارات الإسلامية، فكان ان استعملت القدس والأقصى في دعوتها من اجل حشد مليونيتها ليوم الجمعة بعد ان تعرت مواقفها خلال الأحداث الأخيرة وتخليها عن شباب الثورة، وثبت انها لا تختلف عن الأحزاب والحركات السياسية وليست بعيدة ولا مطهرة أو طاهرة عندما يتعلق الأمر بالمصالح الحزبية والفئوية أو بالمساومات.
حركة الإخوان في مصر، كجزء من الحركة العالمية، لم تتردد في الاستغاثة بمنظرها المعروف الشيخ القرضاوي، الذي لم يتردد في مد يد العون من خلال إصداره فتوى تحريض بلا مواربة، تحض المصريين على عدم التصويت للعلمانيين وغير المسلمين، معتبراً أن التصويت "فريضة شرعية"، القرضاوي قال في خطبة الجمعة الماضية التي ألقاها حيث مكان إقامته في قطر، "التصويت فريضة شرعية وضرورة دنيوية،" ودعا المصريين إلى البحث عن الأحزاب التي تدعو إلى الخير و"تبتعد عن الحرام".
القرضاوي لم يتردد في إعلان موقفه الصريح مستخدما سيف الدين ومسلطا إياه على رقاب المصريين البسطاء. وهو بذلك إنما وككل منظري الحركات الإسلامية يحاول بشكل غير مباشر تكفير كل من هو خارج الجماعة، وقارن القرضاوي، بين التصويت في الانتخابات وبين أحكام الإدلاء بالشهادة في الإسلام قائلاً: "اشهدوا لمن يعترف بالخير والصدق والإسلام ولا تشهدوا لعلماني ولا للاديني أو لمن لا يقبل بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً."
الشيخ القرضاوي الذي يعتبر واحدا من أهم وأبرز علماء السنة في العصر الحديث، والذي يشغل احد أهم المناصب الدينية في العالم الإسلامي والمتمثل في رئاسته للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لم يتوان في أكثر من مناسبة، مستغلا منصبه هذا في الحديث والتدخل في قضايا ذات طبيعة معقدة ومربكة، فهو على سبيل المثال اصدر فتوى بضرورة القتال ضد الراحل معمر القذافي، الأمر الذي عرضه إلى الكثير من الانتقادات خاصة في ظل هجمة غربية استعمارية ضد ليبيا جلبت إلى البلد الكثير من الدمار والخراب ومجموعة من القادة الجدد الذين تربى معظمهم في دول الغرب وتربطهم علاقات تشوبها الكثير من علامات الاستفهام.
وهو لم يكتف بإصدار فتواه للشعب المصري وضرورة التصويت للإخوان، بل وعندما اشتدت المواجهات بين شباب الثورة وقوى الأمن المصري، لم يتردد بالتوجه إلى القاهرة من اجل ان يكون على مقربة من مكان الحدث ومراقبة ما يجري هناك عن كثب.
وحيث تبين ان شباب مصر اقدر على الصمود وحشد أبناء مصر بعيدا عن أية حركات دينية، فان حركة الإخوان وفي موقف فيه الكثير من الغرابة وقد يكون سببا في المزيد من الانقسام في صفوف الشعب المصري، دعت إلى حشد مليونية في ذات الوقت الذي دعت فيه ثورة شباب مصر إلى مليونية هذا اليوم الجمعة مستخدمة القدس والأقصى كشعار لها من اجل استعطاف الجماهير المصرية، وان دل هذا على شيء فإنما يدل على ان الحركة تدرك انها لن تتمكن من حشد مليونيتها إلا من خلال شعار أو حدث أو مقام يدغدغ مشاعر العرب والمسلمين، خاصة في ظل غياب ذلك من أجندتها على مدى شهور ان لم يكن سنوات سابقة.
ما يحدث في مصر من صراع غير معلن بين حركة الإخوان المسلمين وشباب الثورة المصرية، إنما يدلل على وعي شباب الثورة بما هو جار حولهم، كما يدلل على نضوج في فهم الدور الذي يريده شباب الثورة لمصر كبلد قائد في ظل التوازنات الإقليمية في المنطقة، وهو في النهاية وفي البداية ثورة ليس فقط على الحكم الغابر في مصر أو ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبقايا فلول النظام السابق، وإنما هو ثورة مبكرة على حركة الإخوان المسلمين، وقد يكون بداية لثورات عربية ضد هذه الحركة في أكثر من بلد عربي، خاصة في ظل كل هذا التسريبات عن اتفاقات وتفاهمات تتم بين الحركات الإسلامية في أكثر من مكان والدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية من اجل استلام أو استلاب السلطة في الأقطار العربية التي لا تزال الثورات مستمرة فيها، او حتى تلك التي قد تكون مهيأة لمثل هذا الربيع.
الثورة التي حاولت جهات عديدة محلية وإقليمية ودولية أن تركب موجاتها، وتعدل وجهتها بحسب أجندات وغايات لا شك هي بعيدة كل البعد عن غايات وأهداف الشباب المصري، لم تزل تتحرك بثبات من اجل تحقيق تلك الغايات.
الأحداث التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية في ميدان التحرير بالقاهرة وفي العديد من المدن المصرية، والتي سقط خلالها المئات من الضحايا بين قتيل وجريح، أثبتت أن الخطر المتمثل بالعامل الداخلي، لا يقل خطورة عن الأخطار والمؤامرات الخارجية، لا بل ربما يكون الأكثر خطورة على مسار الثورة ومحاولة صرفها عن غاياتها، وهذا الخطر يتمثل في العديد من محاولات الالتفاف على الثورة، أو ركوب موجاتها وحرف مساراتها.
أصبح واضحا ان هنالك إحساس يتفشى بعدم الثقة من قبل الجماهير الثائرة في الميادين والساحات المصرية في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أن الاعتقاد الآخر هو ان هنالك مخاطر على الثورة من قبل الجماعات الإسلامية لا تقل خطورة عما يمثله خطر المجلس الأعلى وطموحاته غير المعلنة بالاستحواذ على الحكم في مصر بعد مبارك.
على اية حال، ليس غريبا ولا مستهجنا ولم يكن غير متوقعا، أن تحاول جهات أجنبية عديدة أن تعمل على حرف الثورة، ومحاولة تجييرها لصالحها من اجل تنفيذ أجندات بعينها، أو وضعها على مسارات محددة تخدم أو ترتبط بشكل أو بآخر بتلك الجهات، هذا عدا عن الثورة المضادة التي يحاول البعض تغييبها، وهي تلك القوى والجماعات التي استطاع النظام البائد أن "يربربها" على مدار عقود من الزمن امتدت منذ استلام أنور السادات الحكم في الدولة المصرية.
مما لا شك فيه ان القيادات الشابة كانت تدرك كل هذه المخاطر، وقد أتيح لمن تابع هؤلاء الشباب عبر وسائل الإعلام المختلفة، ان يعرف مدى وعي هؤلاء وإيمانهم بقضيتهم، وما الغاية التي من اجلها تفجرت الثورة، والى أي مدى يرغب هؤلاء بالذهاب في الثورة، وكذلك الدور الذي يطمح هؤلاء ان تلعبه مصر بعد الثورة، تلك الدولة التي ينظر إليها هؤلاء الشباب انها تمتد "وهي كذلك" الى آلاف السنين، وان دورها تمت سرقته وتغييبه من خلال نظام مبارك، فأصبحت مصر وبدلا من ان تكون الدولة القائدة والرائدة، مجرد دولة على هامش التاريخ والأحداث. هذا طبعا بالإضافة الى الأسباب الأخرى التي كانت أسبابا كافية لاندلاع الثورة.
يمكن القول ان الكثير من شباب الثورة بدأ يستشعر خطرا داهما أشد وأدهى يتمثل في حركة الإخوان المسلمين ومحاولاتها المحمومة تجيير الثورة لصالحها، حيث تمكنت من ركوب موجتها برغم انها لم تشارك بفعالية في الأحداث، إلا بعد أن تبين لها ان الثورة تسير بثبات وعزم لا يلين، وانها ماضية في طريقها إلى ان تحقق شعارها المدوي الذي أصبح الأيقونة التي ترددها الجماهير العربية في كل أقطار الربيع العربي والمتمثل في شعار " الشعب يريد إسقاط الرئيس". من هنا بدأت الحركة "الاخوان" ترمي بثقلها في ميدان التحرير وغيره من ميادين المواجهة من اجل التعويض عن مشاركتها المتأخرة في ثورة شباب مصر.
قيل الكثير عن اتصالات وربما اتفاقات أو تفاهمات تم التوصل إليها بين حركة الإخوان المسلمين مع جهات أجنبية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. ويعتقد ان هذه الاتصالات وما تبعها من تفاهمات لم يعلن عنها، هو السبب في ان حركة الإخوان المسلمين وخلال الأحداث الأخيرة أعلنت عدم مشاركتها في "المليونيات" التي تمت الدعوة إليها من قبل الشباب.
أما وقد نجح الشباب في حشد المليونية بعيدا عن دعم حركة الإخوان المسلمين وتخليها عن دعم الشباب فإنها – حركة الإخوان المسلمين- لجأت إلى الوسيلة المفضلة لدى حركات الإسلام السياسي بشكل عام، والمتمثلة بدغدغة عواطف الشباب المسلم من خلال الرموز والشعارات الإسلامية، فكان ان استعملت القدس والأقصى في دعوتها من اجل حشد مليونيتها ليوم الجمعة بعد ان تعرت مواقفها خلال الأحداث الأخيرة وتخليها عن شباب الثورة، وثبت انها لا تختلف عن الأحزاب والحركات السياسية وليست بعيدة ولا مطهرة أو طاهرة عندما يتعلق الأمر بالمصالح الحزبية والفئوية أو بالمساومات.
حركة الإخوان في مصر، كجزء من الحركة العالمية، لم تتردد في الاستغاثة بمنظرها المعروف الشيخ القرضاوي، الذي لم يتردد في مد يد العون من خلال إصداره فتوى تحريض بلا مواربة، تحض المصريين على عدم التصويت للعلمانيين وغير المسلمين، معتبراً أن التصويت "فريضة شرعية"، القرضاوي قال في خطبة الجمعة الماضية التي ألقاها حيث مكان إقامته في قطر، "التصويت فريضة شرعية وضرورة دنيوية،" ودعا المصريين إلى البحث عن الأحزاب التي تدعو إلى الخير و"تبتعد عن الحرام".
القرضاوي لم يتردد في إعلان موقفه الصريح مستخدما سيف الدين ومسلطا إياه على رقاب المصريين البسطاء. وهو بذلك إنما وككل منظري الحركات الإسلامية يحاول بشكل غير مباشر تكفير كل من هو خارج الجماعة، وقارن القرضاوي، بين التصويت في الانتخابات وبين أحكام الإدلاء بالشهادة في الإسلام قائلاً: "اشهدوا لمن يعترف بالخير والصدق والإسلام ولا تشهدوا لعلماني ولا للاديني أو لمن لا يقبل بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً."
الشيخ القرضاوي الذي يعتبر واحدا من أهم وأبرز علماء السنة في العصر الحديث، والذي يشغل احد أهم المناصب الدينية في العالم الإسلامي والمتمثل في رئاسته للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لم يتوان في أكثر من مناسبة، مستغلا منصبه هذا في الحديث والتدخل في قضايا ذات طبيعة معقدة ومربكة، فهو على سبيل المثال اصدر فتوى بضرورة القتال ضد الراحل معمر القذافي، الأمر الذي عرضه إلى الكثير من الانتقادات خاصة في ظل هجمة غربية استعمارية ضد ليبيا جلبت إلى البلد الكثير من الدمار والخراب ومجموعة من القادة الجدد الذين تربى معظمهم في دول الغرب وتربطهم علاقات تشوبها الكثير من علامات الاستفهام.
وهو لم يكتف بإصدار فتواه للشعب المصري وضرورة التصويت للإخوان، بل وعندما اشتدت المواجهات بين شباب الثورة وقوى الأمن المصري، لم يتردد بالتوجه إلى القاهرة من اجل ان يكون على مقربة من مكان الحدث ومراقبة ما يجري هناك عن كثب.
وحيث تبين ان شباب مصر اقدر على الصمود وحشد أبناء مصر بعيدا عن أية حركات دينية، فان حركة الإخوان وفي موقف فيه الكثير من الغرابة وقد يكون سببا في المزيد من الانقسام في صفوف الشعب المصري، دعت إلى حشد مليونية في ذات الوقت الذي دعت فيه ثورة شباب مصر إلى مليونية هذا اليوم الجمعة مستخدمة القدس والأقصى كشعار لها من اجل استعطاف الجماهير المصرية، وان دل هذا على شيء فإنما يدل على ان الحركة تدرك انها لن تتمكن من حشد مليونيتها إلا من خلال شعار أو حدث أو مقام يدغدغ مشاعر العرب والمسلمين، خاصة في ظل غياب ذلك من أجندتها على مدى شهور ان لم يكن سنوات سابقة.
ما يحدث في مصر من صراع غير معلن بين حركة الإخوان المسلمين وشباب الثورة المصرية، إنما يدلل على وعي شباب الثورة بما هو جار حولهم، كما يدلل على نضوج في فهم الدور الذي يريده شباب الثورة لمصر كبلد قائد في ظل التوازنات الإقليمية في المنطقة، وهو في النهاية وفي البداية ثورة ليس فقط على الحكم الغابر في مصر أو ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبقايا فلول النظام السابق، وإنما هو ثورة مبكرة على حركة الإخوان المسلمين، وقد يكون بداية لثورات عربية ضد هذه الحركة في أكثر من بلد عربي، خاصة في ظل كل هذا التسريبات عن اتفاقات وتفاهمات تتم بين الحركات الإسلامية في أكثر من مكان والدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية من اجل استلام أو استلاب السلطة في الأقطار العربية التي لا تزال الثورات مستمرة فيها، او حتى تلك التي قد تكون مهيأة لمثل هذا الربيع.