الأونروا تحتفل بيوم الصحة العالمي لعام 2016 "بإمكاننا التغلب على السكري"
كل عام تحتفل الأونروا بيوم الصحة العالمي في السابع من نيسان. أن الهدف الرئيسي من هذا اليوم والذي أحتفل به لأول مرة من قبل منظمة الصحة العالمية في عام 1948 هو رفع الوعي العالمي بالقضايا الصحية الملحة. وفي هذا العام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للصحة تحت عنوان "حاربوا السكري" وذلك بالتركيز على مرض السكري باعتباره تهديدا لصحة ورفاه الناس في سائر أرجاء الأرض. ويتمثل الهدف الرئيس في رفع الوعي بالمرض وبالسبل التي يمكن من خلالها منع الإصابة به، وبأفضل السبل للتعامل مع المرض بالنسبة للمصابين به وذلك من خلال اتباع أسلوب حياة صحي لتجنب حدوث المضاعفات.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 415 مليون شخص بالغ في سائر أرجاء العالم، أي ما يعادل شخص واحد لكل 11 شخصا، مصابون بالسكري الذي يتسبب سنويا بوفاة ما يصل إلى 1,5 مليون شخص. إن العديد من تلك الوفيات يمكن تجنبها من خلال الانخراط بأنشطة بدنية منتظمة والوصول إلى وزن سليم والمحافظة عليه وتناول الأطعمة الصحية وزيادة سبل الوصول لخدمات تشخيص المرض والإدارة الذاتية. إن أسلوب الحياة الصحية يمكنه أن يمنع الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بحوالي 70%. وللأسف، فإن شخصا بالغا واحدا من بين كل شخصين (46,5%) في العالم ممن يعانون من السكري غير مشخصين.
ويقول الدكتور أكيهيرو سيتا مدير دائرة الصحة بالرئاسة العامة للأونروا بأنه "تم الاعتراف بأن الأسباب الرئيسة للوفيات وللمرض في أوساط لاجئي فلسطين مردها الأمراض غير السارية مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان". ويضيف الدكتور سيتا بالقول بأن "الأونروا دأبت على تقديم رعاية الأمراض غير السارية لأمراض السكري والضغط منذ العام 1992 في مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لها. وتشتمل رعاية السكري على فحص الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة وتشخيص ومعالجة المرض. وبحلول عام 2015، كان ما مجموعه 136,000 مريض بالسكري من لاجئي فلسطين مسجلين لدى عيادات الأونروا الصحية في أقاليم عمليات الأونروا الخمسة والتي تتضمن قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسورية. إن الأمر الأكثر خطورة هو حقيقة أن هذه الأعداد آخذة بالازدياد بشكل مطرد بما معدله 5,0% سنويا".
إن التكلفة المتزايدة باستمرار لرعاية مرضى السكري تعد تحديا كبيرا نظرا لشح الموارد الذي تعاني منه الوكالة. "إن بيانات العام 2015 تبين أن 46,0% من مجموع الإنفاق على الأدوية في الوكالة يذهب على الأدوية المخصصة لمعالجة الأمراض غير السارية"، يقول الدكتور سيتا مضيفا بالقول "وعلاوة على ذلك، وفيما يتعلق بمرضى السكري من لاجئي فلسطين ممن هم أكبر من 18 عاما، فإن 21,0% منهم مدخنون حاليون فيما أن 11,8% كانوا مدخنين سابقين. وبالإضافة لذلك، فإن 25,1% من أولئك المرضى كانوا يعانون من السمنة فيما كان 65,8% منهم يعانون من سمنة مفرطة. أضف إلى ذلك كله، فإن تناول أطعمة غير صحية ونقص النشاط البدني والتدخين والوزن الزائد تعد كلها عوامل خطر هامة للإصابة بهذا المرض. إن المعدل المقدر للسيطرة على المرض والمستندة إلى اختبارات معيارية قد بلغ أقل من 50%.
ومع المداومة على ممارسات الحياة الصحية، ينبغي لهذا المعدل أن يرتفع وأن تحدث مضاعفات أقل في أوساط المرضى المصابين بالسكري. "إن المضاعفات المتأخرة والتي تعد أمراضا خطيرة تتطور بشكل تدريجي تؤثر على القلب وعلى الأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب وتهدد حياة ونوعية حياة كافة مرضى السكري الذين لا يقومون بالسيطرة على مرضهم"، يقول الدكتور سيتا.
وفي السابع من نيسان، وكما هو الحال في سائر أرجاء المعمورة، ستقوم الأونروا بالاحتفال باليوم العالمي للصحة لعام 2016 وذلك من خلال سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى رفع الوعي بهذا الوباء في أوساط لاجئي فلسطين.