رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني يحذر من خطورة ما يدبر لمخيمات شعبنا
دعا رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني الوزير اللبناني السابق حسن منيمنة إلى التنبه لخطورة ما يدبر لمخيمات شعبنا الفلسطيني في لبنان عموما، ومخيم عين الحلوة خاصة".
وقال منيمنة عقب تعزيته باغتيال مسؤول حركة "فتح" في مخيم "المية ومية" القريب من مدينة صيدا اللبنانية العميد فتحي زيدان، "إن بعض الجماعات تحاول تكرار تجربة مخيم نهر البارد الدامية للبنانيين والفلسطينيين معا، فإضافة إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى من العسكريين اللبنانيين والفلسطينيين تعرض المخيم لتدمير قد يكون شاملا".
وأضاف " رغم مضي أكثر من ثماني سنوات على تلك المحنة، نحاول كدولة لبنانية ومجتمع دولي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وسفارة فلسطين، وعموم الفصائل استكمال إعماره، وضمان عودة أبنائه إلى بيوتهم فيه.
ورأى "أنه في الوقت الذي كانت الفصائل والمنظمات الفلسطينية تعمل جاهدة على تعزيز الأمن في المخيمات، والقوة الأمنية المشتركة، وقيامها بدورها في صيانة أمن الناس في مخيمي "عين الحلوة"، و"المية ومية"، أتت عملية اغتيال زيدان الذي كان يلعب دوره الطبيعي في هذا الاتجاه لتمثل إنذارا مدِّويا يجب أن يسمعه كل المخلصين الذين يعملون على وأد المؤامرة التي تجري في مهدها".
وتابع: الجهات التي افتعلت الحادث وما سبقه من حوادث تصر على دفع الوضع نحو الانفجار الكبير، الذي سيدفع ثمنه الفلسطينيون واللبنانيون معا، فضلا عن القضية الفلسطينية التي تمر اليوم بأصعب اللحظات التي عبرتها منذ النكبة عام 1948، حتى تاريخه".
وربط منيمنة بين هذه المحاولات "الإجرامية" وما يجري في المنطقة، بقوله: " فيما الشعب الفلسطيني عموما واللاجئون في مخيم "عين الحلوة" خصوصا يعملون على النأي بأنفسهم وقضيتهم أن يكونوا جزءا من وقود معارك التفكك والتطييف التي تضرب أربع جهات المنطقة العربية، نرى تلك المجموعات المشبوهة تمعن في العمل على زج الفلسطينيين في أتون الاقتتال العبثي".
وشدّد أن "العلاج لوضع هذا المخيم وسائر المخيمات ليس أمنيا، بل سياسيا - اجتماعيا في المقام الأول، ما يتطلب أن يتم العمل عليه من أجل عزل هذه المجموعات الارهابية التي تعمل عبر عمليات الاغتيال ووضع العبوات وغيرها من الأساليب على تعريض أمن السكان إلى أفدح الأخطار، الذين يجهدون من أجل تأمين لقمة العيش، وحبة الدواء، ومقعد الدراسة لأبنائهم، في ظل ظروف قاسية عليهم، وعلى اللبنانيين في الجوار الذي طالما احتضن قضيتهم ودافع عن عدالتها".
ودعا منيمنة الفصائل الفلسطينية إلى "تعزيز التعاون مع القوى السياسية، والسلطات، والأجهزة اللبنانية لحصار مثل هذه الظواهر، التي تعيث فسادا في دماء وحياة الفلسطينيين في لبنان"، مؤكدا أن ذلك لن يتحقق الا من خلال كشف الجناة، والمتآمرين، وتسليمهم إلى الأجهزة القضائية المختصة، وضبط نشاط الجهات التي تقف وراء محاولات اشعال الفتنة، وتعريض حياة الفلسطينيين واللبنانيين وأرزاقهم ومصيرهم إلى الأخطار ".
وأعرب منيمنة عن استعداد لجنة الحوار مع كل المخلصين والشرفاء من اللبنانيين والفلسطينيين الى القيام بالدور المنوط بها، في المساهمة في فتح قنوات التواصل على دراسة الموقف، ووضع الحلول الناجعة له، بما يساعد الدولة اللبنانية في بسط سيادتها على سائر الاراضي اللبنانية، وضمنها المخيمات.