يوم الأسير.. يوم الشعب- عمر حلمي الغول
يوم السابع عشر من كل عام، هو يوم الاسير الفلسطيني في باستيلات الاحتلال الاسرائيلي. يوم وقوف الشعب، كل الشعب وكل الاشقاء العرب وانصار الحرية والسلام في العالم خلف قضية اسرى الحرية حتى يروا النور، ويعودوا احرارا الى بيوت عائلاتهم، ويمارسوا حياتهم في ميادين العمل المختلفة لبناء روافع الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لكن إلى ان تصل قضيتهم إلى المستوى، الذي يليق بكفاحهم السياسي الشجاع ضد عمليات القهر والتنكيل، التي تتنافى مع قوانين وقرارات الشرعية الدولية، فإن قضيتهم تمر اليوم في لحظة صعبة وشائكة نتاج تصعيد سلطات الاحتلال الاسرائيلية الانتهاكات الخطيرة تجاههم، ورفضها الاعتراف بهم كأسرى حرب، وكون سلطات السجون تعمل على عملية قتل بطيئة لهم. رغم ان قضيتهم شهدت في الاعوام الاخيرة تطورا ملحوظا، من خلال حضورها في المحافل العربية والاقليمية والدولية. غير انها مازالت بحاجة إلى تصعيد الكفاح الشعبي والسياسي والدبلوماسي على الصعد كافة، كي تصبح قضية أممية بامتياز، وتحتل مكانها كقضية لصيقة الصلة بالتحرر الوطني الفلسطيني من نير الاحتلال الاسرائيلي.
ولعل ترشيح المناضل مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، تمنح قضيتهم هذا البعد، لاسيما وانه يمثل احد رموز اسرى الحرية داخل سجون ومعتقلات دولة التطهير العرقي الاسرئيلية. وبالتالي المبادرة لترشيحه للجائزة الاهم دوليا من قبل اشقاء عرب (تونسيين وغيرهم) واصدقاء امميين، يفتح الافق واسعا لتطوير مكانة قضيتهم. كما ان التصعيد الشعبي لدعم قضيتهم وكفاحهم على مدار العام، سيلعب دورا مهما في الاسهام بنقل قضيتهم الى المكان اللائق بها عربيا وامميا.
غير ان الضرورة تملي على اسرى الحرية في السجون الاسرائيلية الـ 22 كافة، ان يوحدوا صفوفهم، ويعيدوا النظر في الاضرابات الفردية، على اهميتها وبطولة من ينفذها، لأن معركتهم، هي معركة الوطنية الفلسطينية برمتها. وسلطات السجون لا تميز بين فلسطيني وفلسطيني، بل تضعهم جميعا في دائرة الغوييم "الاغيار". الامر الذي يملي على قيادة الحركة الاسيرة بذل الجهود المتواصلة فيما بينهم لبلوغ وحدتهم جميعا تحت راية الدفاع عن حقوقهم السياسية والمطلبية، والكف عن سياسة التعصب التنظيمي، والانشداد دائما وابدا لرفع راية الوطنية في كل لحظة من مواجهتهم لسلطت السجون الاسرائيلية.
اعتقلت دولة الاحتلال حوالي 850 الف مواطن فلسطيني منذ العام 1967 أي ما يقارب 25% من إجمالي السكان في الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة، الان يقبع 7200 أسير فلسطيني في المعتقلات الاسرائيلية، بينهم 1700 اسير يعاني من المرض، بينهم اكثر من 450 طفلا و67 مناضلة حرية، و700 معتقل إداري، ما يؤكد مقولة إن يوم الاسير، هو يوم الشعب، لان إسرائيل مست كل عائلة فلسطينية. وكونه كذلك لا يجوز لاي جهة فلسطينية تحت اي مسمى او ذريعة تجزئة نضال الاسرى. ويفترض العمل بشكل دؤوب لقطع الطريق على دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية، التي تعمل دون كلل او ملل لابقائهم منقسمين، كانعكاس للانقسام في الساحة الفلسطينية. الامر الذي يتطلب من جميع القوى الانشداد لوحدة الحركة الاسيرة. وتعزيز وحدتها وشعاراتها الناظمة لعملية التحدي مع الجلاد الاسرائيلي دون خشية.
في يوم الاسير الفلسطيني، الشعب كل الشعب يعلن على الملأ وقوفه خلفكم، ويساند معارككم، لكن كونوا مع انفسكم اولا، ولا تتهاونوا في مواجهة الاخطاء، وتصدوا لكل شخص يحاول العبث بوحدتكم ومعركة حريتكم، حتى تعطوا مصداقية اكبر للشعب والعالم على حد سواء في دعمكم.
oalghoul@gmail.com