مشاعل على الطريق - خالد مسمار
يكتب.. ويؤرشف ويوثّق.
يقوم بمهمة مؤسسة.. بل هو وحده مؤسسة!
أغبطه على شجاعته واهتمامه وحماسته كي ينجز ما يؤمن به.
يتصل بكل صغير وكبير باحثا عن معلومة هنا وهناك في أي مكان في العالم كان ذاك الصغير او الكبير.
كل ذلك من أجل أن يتقن عمله، ولو كلفه ذلك المال الكثير.
ذكرني ذلك من خلال قراءاتي لعدد من التابعين الباحثين عن الرواية الصادقة، لينقلوها للأجيال القادمة حتى لا تضيع الحقيقة وتنسى مع الزمن.
التوثيق للثورة الفلسطينية المعاصرة..
لقادتها وكوادرها.. لشهدائها وأبطالها..
مهمة ليست باليسيرة قي ظل التشتت والتنقل من بلد لأخر.. من حصار الى حصار من هذا النظام او ذاك، ناهيك عن جيش الاحتلال ومعارك الثورة المتواصلة معه.. عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا..
ومهما حاولت أجهزة الثورة ومؤسساتها ان تؤرشف أو تحتفظ بوثائقها الا انها كانت تفقدها بسبب تنقلها من مكان الى آخر او بسبب سرقتها من قبل جيش الاحتلال كما حدث في بيروت..
أو بسبب الاهمال لدى بعضنا!
اتخذ قرار في المؤتمر الخامس لحركة فتح بتأسيس سجّل المناضلين.. وذلك عام 1988م، ولم يبدأ تنفيذه إلا من محاولة خجولة من المبدع الروائي يحيى يخلف الذي لم يستمر في محاولته حيث بدأ بتسجيل الصوت والصورة مع عدد من قادة وكوادر الثورة ثم توقف ربما بسبب التمويل. واستلم الراية ذلك الفدائي الذي بدأتُ وصفه في بداية حديثي وهو اللواء الركن عرابي محمد كلوب.. ومن منّا لا يعرف عرابي، ذلك الفدائي المنظّم الذي كان له الباع الطويل في عمل التنظيم والإدارة في قوات الثورة خارج الوطن ثم في الشرطة داخل الوطن.. الذي اخذ على عاتقه ان يوثق لحياة وبطولة الكثيرين من رموزنا وقياداتنا وثوارنا الابطال ويبحث عن صورهم واسمائهم الحقيقية وبطولاتهم وما أنجزوه على طريق التحرير.
وكان آخر ما اصدره هو الجزء الثاني من (مشاعل على الطريق) فيه من المعلومات والحقائق التي لا يعرفها الجيل الحالي.. بل فيه الجديد بالنسبة لجيلنا نحن.. جيل البدايات. عرابي لا يشكو من عدم الدعم لمشروعه الكبير هذا.. ولكن يعتب على قيادتنا التي لا تشجعه ولا تتبنى ما ينشره.
والمطلوب من مؤسساتنا الثقافية والاعلامية والوزارات المختصة ان تقوم هي بطباعة ما يجمعه ويوثقه.
تحية لك يا عرابي
تحية لمثابرتك وإصرارك على الاستمرار في هذا النهج مهما كلفك ذلك.