الامعاء الخاوية هي حرب الوجود - تمارا حداد
بين دياجير السجون اطرحوه سجينا ، يئن ويشتكي تجبرهم ، ذئاب لا يوجد من يردعهم ، ظلام السجن كفن بمحياهم ، ابوابه عالية يلامس السواد ، والحرية تلامس الحياة ، رزمة المفاتيح بيد السجان ولا يعلموا ان مفاتيح وخزائن الارض كلها بيد الجبار ، السجن بكرامة اعظم من حرية بلا كرامة ، كما قال يوسف في سجنه " رب السجن احب الي مما يدعونني اليه " .
مخيم الفوار قضاء الخليل يئن حزنا على الاسير المضرب عن طعامه سامي جنازرة (43) عاما ، الذي فاق اضرابه مدة 57 يوما ، اعتقل بتاريخ 15 / 11/ 2015 واضرب عن طعامه بتاريخ 3 / 3 /2016 ضد الاعتقال الاداري ، لم يكن هذا الاعتقال هو الاول بل اعتقل لعدة مرات ، فأول اعتقال له في الثمانينيات وقضى حكما سنتان ونصف ، والاعتقال الثاني كان مدته ثلاث شهور والاعتقال الثالث مدته 8 شهور الى آخر اعتقال له الذي كان بتاريخ 15 / 11 /2015 .
تقول اخت الاسير سامي جنازرة انتصار محمد شعبان جنازرة ان حالة اخيها صعبة جدا يعاني من امراض كثيرة فهو يعاني من جرح عميق في الراس حيث سقط مغشيا عليه قبل 13 يوما نتيجة اضرابه عن الطعام والذي اصابه حالات من الاغماء والتشنجات ، ويعاني ايضا من الهزال والتعب وفقدان الوزن حيث فقد من وزنه حتى الان اكثر من عشرين كيلو ، ويعاني من هبوط في السكر وهشاشة في العظام وآلام في الاسنان والآم في الكلى و وخزات في الصدر .
وأظهرت اخت الاسير ان والدة الاسير زينب احمد جنازرة حالتها الصحية في تدهور مستمر نتيجة اضراب ولدها سامي جنازرة فهي تعاني من ضعف في القلب والضغط والسكري وهي ايضا مضربه عن الطعام مدة 8 ايام تضامنا مع ولدها الاسير سامي جنازرة ، تتوقع الموت لولدها في أي لحظة وهي لا تملك سوى الدعاء .
لا يعاني سامي جنازرة من الاهمال الطبي فحسب وإنما من السياسات التعسفية التي تنقله من مكان الى اخر وفي ظل تدهور في صحته حيث كان الاسير متواجد في النقب نقله الاحتلال الى مستشفى سوروكا ثم نقلوه الى عزل ايلا ، وغيرها من الممارسات الانتقامية التي يمارسها الاحتلال حتى يكسر اضرابه . بالرغم ان اتفاقية جنيف الرابعة اقرت بحق الاسير في الاضراب لتلبية مطالبه وحقه في الامان على شخصه ونفسه وممتلكاته الخاصة داخل السجن .
سامي جنازرة متزوج وله ثلاثة اطفال فابنه الاول فراس عمره 13 عاما والولد الثاني اسمه محمود درويش عمره 10 اعوام ، والطفلة ماريا عمرها 4 سنوات ، تقول زوجة الاسير ريما جنازرة انها تتمنى خروج زوجها ، فهي لم تزره ، وعندما اقر الاحتلال لزيارة زوجها لم يدخلها لرؤية زوجها ، وذلك بسبب وجود قطع الحديد في اسنانها ، رجعت الى بيتها حزينة تتألم على فراق زوجها .فالكيان الصهيوني يحرم الاسير جنازرة بتقديم العلاج له وهذا منافي للقوانين الدولية والجريمة الاخرى بحقه هو الاعتقال الاداري وهذا الاعتقال حسب المادة ( 78 ) ، محرم دوليا حسب اتفاقية جنيف الرابعة .
عائلة جنازرة يطالبون بأبسط الحقوق وأقدمها لحرية اخيهم وحرية كل الاسرى ، يأملون بحراك اوسع وفعاليات اكبر لدعم قضية ولدهم . فسامي عندما كان محررا اقام خيمة اعتصام للأسير سامر العيساوي عندما كان مضربا عن طعامه امام بيته وعلى حسابه الخاص في مخيم الفوار .
زوجة الاسير سامي جنازرة تبكي وقلبها يذوب حزنا وعطفا على زوجها ، وتطالب من الكل الفلسطيني ان يقفوا وقفة عز من اجل تحرير زوجها ، تأمل بفك الاضراب بانتصاره ولا تريد ان يخرج بكفن ابيض ، يضرب زوجها من اجل كرامته وكرامة الشعب الفلسطيني من اجل اماطة اللثام عن وجه السجان وإنهاء هذا المسرحية الهزلية وهي سياسة الاعتقال الاداري الذي يؤدلج فكر عنصري يعاني من انفصام شخصي مابين وجه حاقد ووجه صهيوني غاصب .
يظل السجين على امل اللقاء مع الاهل والأحبة ، تفاءلوا فالذي رد يوسف الى بيه واعزه وهو في سجنه قادر على ان يجمع السجين بأهله ويلم الشمل وينتقل من اعماق الزنازين الى اعماق الحرية ، هي بضع ايام بؤس ، ولكن بإذن الله سينعم السجين بأيام الحرية ليخرج من غياهب السجون ليصبح حرا كقلادة حرة في صدر الزمان .