"قرموشتي" مطعم متنقل يجوب شوارع غزة متحديا البطالة
- خضر الزعنون
لم يكن محمودا خريج الصحافة والإعلام يتوقع نجاح مشروعه الصغير "قرموشتي"، وهو مطعم متنقل على "توك توك" يجوب به شوارع مدينة غزة، لبيع الوجبات الخفيفة والبطاطا المقلية متحديا البطالة، التي تعصف بقطاع غزة.
ويشترك محمود الحسنات (28 عاما) مع شقيقه معاذ ( 24 عاما) في هذا المشروع، الذي استوحى فكرته من برنامج تلفزيوني، بعدما ضاقت به السبل في الحصول على فرصة عمل في مجال الصحافة.
الأخوان الحسنات بفخر عبرا عن رفضهما الانضمام لجيش البطالة من عمال وخريجين، وتحديا بكل إصرار هذه الحالة المتفشية في غزة، وقررا القيام بعمل مطعم متنقل للوجبات الخفيفة، يعد الأول من نوعه في القطاع.
يقول معاذ (24 عاما) الحاصل على شهادة البكالوريوس في البرمجة وقواعد البيانات في حديث لـ"وفا": "إن فكرة إنشاء مطعم متنقل جاءت تقريباً قبل سنة، وكنا متخوفين من الفشل، على اعتبار أن المواطن قد لا يتقبل الشراء من مطعم متنقل عبارة عن "توك توك".
وتابع "قبل ثلاثة أشهر شاهدنا أنا وأخي محمود برنامجا على قناة تلفزيونية عبارة عن مطاعم متنقلة هكذا، والناس كانت متقبلة للفكرة، فتشجعنا وعملناها، والحمد لله الأمور ماشية، والكل متقبل".
وبالنسبة لأسعار الساندويتشات، أوضح محمود أنها في متناول الجميع، قائلاً:" سعر الساندويتش يتراوح بين 5 – 8 شواقل، وهي معقولة، وفي المتناول".
ويجوب "التوك توك" ذا اللون الأخضر والبرتقالي شوارع المدينة، وتعلوه سماعة "مايكرفون"، وتصطف بداخله صحون مصنوعة من الألومنيوم، وإناء القلي بالزيت، وصحون إعداد الوجبات من الفلين، وأدوات المطبخ، وصنع الغذاء شوارع غزة، والأخوين معاذ ومحمود يرتديا زيا موحدا، وقبعة أعلى الرأس، وبيديهما القفازات، ويعدان الوجبة تلو الأخرى للمشترين".
ومحمود بدوره أكد أن "عدم توفر فرصة للعمل في غزة، دفعنا لإنشاء مطعم للمأكولات، بعيداً عن تخصصاتنا الجامعية، كي نوفر لقمة العيش الكريم لأنفسنا، ولمنزلنا".
وأردف قائلاً، "أطلقنا أنا وأخي معاذ اسم (قرموشتي) على المطعم، وهو عبارة عن "توك توك" صغير، صممناه على شكل مطبخ، يحتوي على أطعمة، وغذاء يلبي رغبات المشترين".
ولفت محمود إلى أن "الهدف الأساسي من إنشاء المطعم المتنقل، هو التغلب على حالة البطالة، وعدم الجلوس في البيت، وتأمين مصدر رزق، في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها يوما بعد يوم".
ويتردد الأخوان الحسنات في "التوك توك" غالبية وقتهما على حي الرمال، أهم أحياء مدينة غزة، الذي يضم محالا تجارية، ومؤسسات خاصة، وعامة، ويعد منطقة اقتصادية خصبة، تجذب المشترين من أنحاء مختلفة".
ويؤكدان أن نجاح فكرة المطعم المتنقل، سيحذوهما الأمل بتعميمها وتوسيعها لتشمل كافة مدن ومخيمات قطاع غزة، قائلين "نحن سعداء باننا أصحاب الفكرة في غزة، وهذا أول مشروع واقعي وعملي على الأرض، ويلامس أذواق الناس".
المواطن محمود سكيك( 40عاماً) قال لـ"وفــا"، وهو يصطف لتناول وجبته من " قرموشتي" :"أنا اشتريت أول مرة لوحدي ساندويتش، وللأمانة عجبني الأكل، ولقيته لذيذ وسعره معقول، ونظيف، والآن عدت مرة ثانية واشتريت لي ولأولادي، وشخصيا أشجعهما، وباقي الشباب للقضاء على البطالة".
ووفقا لتجمع النقابات العمالية، فإن أعداد العمال العاطلين عن العمل وصلت لنحو213 ألف، و نسبة الفقر بلغت 70%، والبطالة أكثر من60% في صفوف العمال.
وطالب التجمع بإقرار الحد الأدنى للأجور حسب ما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، وتطبيق قانون العمل الفلسطيني، داعياً المجتمع الدولي للتدخل لحماية العمال من الانتهاكات الإسرائيلية، ورفع الحصار عن غزة.
أما الجهاز المركزي للإحصاء، بين أن "نسبة المشاركة في القوى العاملة للأفراد الذين يحملون مؤهلاً علمياً دبلوم متوسط فأعلى خلال الربع الأول من العام الحالي2016 وصلت إلى 79.2% في فلسطين(الضفة الغربية 78.8%، قطاع غزة 79.8)، بينما بلغ معدل البطالة للذين يحملون مؤهلاً علمياً دبلوم متوسط فأعلى في فلسطين إلى 30% (الضفة الغربية 24.7%، قطاع غزة 37%)".
ورئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" محمد اشتية صرح في وقت سابق، "أن الاقتصاد الفلسطيني يعاني من تباطؤ في معدلات النمو، وعمليا يعيش حالة انكماش بدأت منذ منتصف عام 2013"، وأكثر من ثلث المواطنين يعيشون ظروفاً اقتصادية سيئة، ويصنفون كفقراء، كما أن معدلات الفقر في قطاع غزة أكثر من 3 مثيلاتها في الضفة الغربية".
وحسب اشتيه 80% من سكان غزة يتلقون مساعدات إنسانية دولية، وحوالي 47% من العائلات الغزية ليس لديها أمن غذائي.