الحمد الله : فلسطين عصية عن التدمير والمصادرة والنسيان والاحتلال
خلال افتتاحه الدورة العاشرة من معرض فلسطين الدولي للكتاب
قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله إن فلسطين عصية عن التدمير والمصادرة والنسيان، وأن الاحتلال والاستيطان والجدران لن تحاصر شعبنا أو تطوق إبداعاته أو تعزله عن الإنسانية.
وأضاف أننا نحتفي اليوم، بروح جديدة للصمود والإنجاز الفلسطيني، وصورة أخرى لقدرة شعبنا على العمل وصنع الأمل في ظل أعتى التحديات، وبمسرح كبير يظهر الالتفاف الدولي حول حق شعبنا في العيش بحرية وكرامة على أرض وطنه، ولنطلق معا "الدورة العاشرة من معرض فلسطين الدولي للكتاب"، حيث تتماهى وتتلاقى التجارب والإبداعات والأقلام.
وجاء الافتتاح بحضور وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الصباح، ووزيرة الثقافة الأردنية لانا مامكغ، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ووزير الثقافة إيهاب بسيسو، والعديد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية والمثقفين والكتّاب.
وأضاف رئيس الوزراء: "يسرني أن أفتتح وإياكم "الدورة العاشرة من معرض فلسطين الدولي للكتاب"، الذي يشكل صورة أخرى من صور فلسطين وإحدى وجوهها الحضارية المتعددة، ونافذتها إلى العالم وإلى الإنتاج الإبداعي الثقافي العربي والدولي على حد سواء، ويحضر في رحابه اليوم، الكِتاب والكُتّاب من كل فلسطين، من الضفة الغربية وغزة ومن داخل أراضي الـ48 ومنافي الشتات، في رسالة واضحة، نؤكد فيها وحدة شعبنا وأرضنا وهويتنا، ونحمي بها ليس فقط مشروعنا الثقافي بل والوطني التحرري أيضا".
وتابع الحمد الله: "نيابة عن الرئيس محمود عباس وباسمي، أشكر الحاضرين معنا جميعا، أصحاب دور النشر والمثقفين والزوار وضيوف فلسطين، الذين حولوا هذا الحدث، إلى تجمع ثقافي نوعي وكبير، يتحدى الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية، ويكسر الحصار والعزلة التي تريده لنا إسرائيل".
وأوضح رئيس الوزراء: "إننا نؤكد بهذا المعرض، تواصلنا وامتدادنا مع المشهد الثقافي العالمي وانفتاحنا على الثقافات والانتاجات المعرفية والأدبية والعلمية من حولنا، وقدرتنا على إزاحة العقبات والصعوبات التي تعترضنا، وإنه لمن دواعي اعتزازنا، أن تكون دولة الكويت الشقيقة، ضيف شرف المعرض، وأن نستضيف في كنف فلسطين، وفدا من مثقفي ومبدعي الكويت، برئاسة وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الصباح، حضوركم بيننا إنما يرسخ ويعزز عقودا من الأخوة والصداقة والتعاضد بين بلدينا وشعبينا، كما أرحب وأثمن حضور وزيرة الثقافة الأردنية ضيفا على المعرض".
واستطرد الحمد الله: "تنطلق فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب، وسط ظروف مؤلمة ومعاناة إنسانية قاسية يحياها شعبنا، وهو يدافع ببسالة عن أرضه ومقدساته وحياة أبنائه، ويواجه أبشع مخططات التهجير والاقتلاع، وتصادر أرضه وموارده، إذ تمعن الحكومة الإسرائيلية في تطرفها وعنصريتها، وتستمر وتتوسع في استيطانها، وتحكم حصارها الخانق والظالم على قطاع غزة المكلوم وتواصل عدوانها الغاشم عليه، وتسمح لجيشها ومستوطنيها بارتكاب أعمال القتل والتنكيل ضد شعبنا، وتعتقل في سجونها ومعتقلاتها نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، بينهم أربعمائة طفل وقاصر، وأسرى مضربين عن الطعام، في مقدمتهم، سامي الجنازرة المضرب عن الطعام منذ أكثر من خمسة وستين يوما".
وأردف رئيس الوزراء: "تختلط هنا على أرض فلسطين، صور المعاناة والألم والقهر هذه مع إرادة الصمود والنضال والمقاومة، وتتضافر الجهود والأيادي والعقول لتنتشل شعبنا من أتون الحصار والعدوان إلى سماء الإنجاز والتميز والإبداع، وقد قدر لفعاليات "معرض فلسطين الدولي للكتاب" أن تتزامن مع الذكرى الثامنة والستين للنكبة الفلسطينية، التي ولدت من رحمها إرادة صلبة متجددة لمواجهة كافة أشكال الإلغاء والطمس والاستلاب، وتتشكل في إطارها، ثقافة وطنية أصيلة وتنويرية، مقاومة ومنفتحة على ثقافات العالم، تظهر حقيقة ما يجري من صراع محتدم بين إرادة الحياة والبناء التي يتسلح بها شعبنا، وإرادة الموت والتدمير والتهجير التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي".
واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "أشكر الحضور جميعا والقائمين على هذا التجمع الثقافي والمشاركين فيه من فلسطين ومن دول العالم، بكم ومعكم، تنبض بلادنا بالإبداع والحياة، وكلي أمل أن نلتقي بكم مجددا العام القادم في رحاب مدينة القدس، ونالت فلسطين حريتها وتجسدت سيادتها، ونهضت غزة من تحت الركام والدمار، وسقطت إلى الأبد، جميع أشكال الظلم والاحتلال والاستيطان، ونتمنى من ضيوف فلسطين الأعزاء، أن يكونوا سفراء الحقيقة، وأن ينقلوا لبلادهم وحكوماتهم، كم الأسى والظلم الذي شاهدوه، وكم الصمود والشموخ والأمل الذي يتسلح به شعبنا الفلسطيني الصامد والمتجذر في أرضه".