رئيس جمعية المخابز في غزة: المخابز ستتوقف غداً على أبعد تقدير    الاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية إلى قباطية    الصليب الأحمر يعرب عن صدمته لإعدام الاحتلال 14 مسعفا في رفح    الاستعلامات المصرية: الوقفات المليونية أكدت مساندتها للشعب الفلسطيني ورفض مخططات التهجير    17 شهيدا في قصف طيران الاحتلال على حي التفاح ومخيم البريج وسط قطاع غزة    الأحمد يلتقي السفير التركي لدى فلسطين    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 404 شهداء    لازاريني بعد استئناف حرب الإبادة: مشاهد مروعة لمدنيين قُتلوا بغزة    "فتح" تدين استئناف الاحتلال حرب الإبادة في قطاع غزة وتدعو إلى محاكمته على جرائمه    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ51    نزوح عشرات المواطنين من بيت حانون باتجاه جباليا شمال قطاع غزة    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 326 شهيدا    الاحتلال يطالب بإخلاء مناطق شمال وجنوب قطاع غزة    منسق أممي: المواطنون في قطاع غزة تحملوا معاناة لا يمكن تخيلها    فتوح: عدوان الاحتلال على قطاع غزة يهدف إلى استئناف حرب الإبادة والتطهير العرقي  

فتوح: عدوان الاحتلال على قطاع غزة يهدف إلى استئناف حرب الإبادة والتطهير العرقي

الآن

بين هُويتين‏ - حنان باكير

مخالب أيار ما زالت تحفر عميقا في الذاكرة. وتنبش حكايا الصمود والدفاع عن المدن والقرى، ثم الرحيل الموجع. ويأبى ايار الا ان يعصف ويرسل اعاصيره، لتبددني بين انتمائين. لا تعارض بينهما. لكن تزامن المناسبتين وهما على طرفي نقيض، فهنا مكمن الوجع!

في الخامس عشر من ايار فقدت هويتي، بالمعنى الجغرافي، لكنها سكنتني معنويا وصارت جزءا من ايمان صارم. وبعد خمسين سنة ونيف، اعترفت بي النرويج مواطنة كاملة الحقوق. واني انتمي لفصيلة البشر. فشكرا لها. انفتحت امامي كل الحدود التي كانت موصدة. ولم تعد المطارات ذلك البعبع المرعب، وتلاشت استضافتي في زنازينها تحت الارض.

في الخامس عشر من ايار، ذكرى نكبتي كفلسطينية، وفي السابع عشر منه، ذكرى استقلالي كنرويجية. فاجتمع الحزن والفرح، في زمن واحد. مسيرة الاستقلال، شيء مذهل ويستحق المشاهدة والمشاركة.

في بلادنا العربية، ذكرى الاستقلال، او هكذا يسمونه.. يعني العروض العسكرية، من المشاة الى الدبابات والسيارات العسكرية التي تحمل المدافع وانواع اسلحة لا اعرف اسماءها.. ثم يخرج علينا الطيران الحربي في حركات فنية وبهلوانية.. اسلحة لم تكن تظهر الا في ايام الاستقلال، في مهمة استعراضية.

هنا العروض مدنية. الاعلام النرويجية، تملأ الفضاء والطرقات. رجال ونساء واطفال.. في أزيائهم الوطنية. وفي كافة المناطق على امتداد مساحة البلاد، يحملون الاعلام يلوحون بها. العائلة المالكة على شرفة القصر تستعرض الفرق الموسيقية المدرسية والفرق الرسمية. ولا مجال للفوضى، ولا لأعلام حزبية!

كنت افضل مشاهدة الاستعراض على شاشة التلفاز. لكن اشتراك حفيدي في المسيرة، دفعني للخروج الى المسيرة. لم اجامل بفرح المناسبة، لأني لم اترجم الفرح، الى كلمات منطوقة لأصدقائي وأنسبائي النرويجيين. استمتعت كعادتي بالنشيد الوطني" نعم نحن نحب هذ الوطن".. هم يحبون وطنا واحدا، هو وطنهم التاريخي.. وانا كم وطنا سوف اتعشق.. احببت لبنان واليونان والنرويج.. لكن هذا الحب، لم يبهت بريق حبي للوطن الاول!

 لم أبك لكن دمعات حارقة كانت تسيل مدرارة وبغير ارادة مني.. ولا أتمالك نفسي من زفر الحسرات، وان أعقد مقارنات غير عادلة. على الاقل فيما يختص بالاطفال.. تأمين الفرح والرعاية والعناية الأسرية والاجتماعية.. وبين اطفالنا الذين يولدون في رحم النار والموت. في بلادي، يتهم الرضيع بالإرهاب.. والاطفال تزج في الزنازين! يذكر النرويجيون في النشيد أباءهم الذين دافعوا عن الوطن ودموع امهاتهم.. ياه لو جمعنا دموع امهاتنا، لأغرقنا البحار جميعها! لا احسدهم بل اغبطهم، فأحفادي في جزء منهم، من نسل هذا الشعب، ما يضاعف حبي لهذا الوطن!

المعاقون ايضا لهم حق المشاركة في مسيرة الاستقلال. إعاقات مختلفة ومتعددة، بعضهم يلوح بالعلم وبعضهم يعجز. لكن ما لفتني هذه السنة، هو تزايد اعداد المهاجرين في تلك المسيرات، سواء في العزف على مختلف الالات الموسيقية، الى فرق الانشاد، وبعضهم قد ارتدى الملابس الوطنية النرويجية، رغم غلاء كلفتها.. وكانوا من كافة الشرائح العمرية.

واضح ان النرويج، باتت تعتمد سياسة اكثر حكمة في دمج المهاجرين، واشراكهم في الأنشطة المختلفة، وفتح ابواب الفرص امامهم. الصورة ليست وردية تماما، لكن الدولة تسعى لإذابة الفوارق.. لا شيء يلغي مخاوفنا، لكن النرويج، ربما هي الاكثر أمنا، من غيرها من الدول الغربية. نعم نحب هذا الوطن.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House