16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني    متحدثون: قرار وقف وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة في فلسطين ضروري ويأتي في الاتجاه الصحيح    الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع    60 عاما على انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"    الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة  

إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة

الآن

بين هُويتين‏ - حنان باكير

مخالب أيار ما زالت تحفر عميقا في الذاكرة. وتنبش حكايا الصمود والدفاع عن المدن والقرى، ثم الرحيل الموجع. ويأبى ايار الا ان يعصف ويرسل اعاصيره، لتبددني بين انتمائين. لا تعارض بينهما. لكن تزامن المناسبتين وهما على طرفي نقيض، فهنا مكمن الوجع!

في الخامس عشر من ايار فقدت هويتي، بالمعنى الجغرافي، لكنها سكنتني معنويا وصارت جزءا من ايمان صارم. وبعد خمسين سنة ونيف، اعترفت بي النرويج مواطنة كاملة الحقوق. واني انتمي لفصيلة البشر. فشكرا لها. انفتحت امامي كل الحدود التي كانت موصدة. ولم تعد المطارات ذلك البعبع المرعب، وتلاشت استضافتي في زنازينها تحت الارض.

في الخامس عشر من ايار، ذكرى نكبتي كفلسطينية، وفي السابع عشر منه، ذكرى استقلالي كنرويجية. فاجتمع الحزن والفرح، في زمن واحد. مسيرة الاستقلال، شيء مذهل ويستحق المشاهدة والمشاركة.

في بلادنا العربية، ذكرى الاستقلال، او هكذا يسمونه.. يعني العروض العسكرية، من المشاة الى الدبابات والسيارات العسكرية التي تحمل المدافع وانواع اسلحة لا اعرف اسماءها.. ثم يخرج علينا الطيران الحربي في حركات فنية وبهلوانية.. اسلحة لم تكن تظهر الا في ايام الاستقلال، في مهمة استعراضية.

هنا العروض مدنية. الاعلام النرويجية، تملأ الفضاء والطرقات. رجال ونساء واطفال.. في أزيائهم الوطنية. وفي كافة المناطق على امتداد مساحة البلاد، يحملون الاعلام يلوحون بها. العائلة المالكة على شرفة القصر تستعرض الفرق الموسيقية المدرسية والفرق الرسمية. ولا مجال للفوضى، ولا لأعلام حزبية!

كنت افضل مشاهدة الاستعراض على شاشة التلفاز. لكن اشتراك حفيدي في المسيرة، دفعني للخروج الى المسيرة. لم اجامل بفرح المناسبة، لأني لم اترجم الفرح، الى كلمات منطوقة لأصدقائي وأنسبائي النرويجيين. استمتعت كعادتي بالنشيد الوطني" نعم نحن نحب هذ الوطن".. هم يحبون وطنا واحدا، هو وطنهم التاريخي.. وانا كم وطنا سوف اتعشق.. احببت لبنان واليونان والنرويج.. لكن هذا الحب، لم يبهت بريق حبي للوطن الاول!

 لم أبك لكن دمعات حارقة كانت تسيل مدرارة وبغير ارادة مني.. ولا أتمالك نفسي من زفر الحسرات، وان أعقد مقارنات غير عادلة. على الاقل فيما يختص بالاطفال.. تأمين الفرح والرعاية والعناية الأسرية والاجتماعية.. وبين اطفالنا الذين يولدون في رحم النار والموت. في بلادي، يتهم الرضيع بالإرهاب.. والاطفال تزج في الزنازين! يذكر النرويجيون في النشيد أباءهم الذين دافعوا عن الوطن ودموع امهاتهم.. ياه لو جمعنا دموع امهاتنا، لأغرقنا البحار جميعها! لا احسدهم بل اغبطهم، فأحفادي في جزء منهم، من نسل هذا الشعب، ما يضاعف حبي لهذا الوطن!

المعاقون ايضا لهم حق المشاركة في مسيرة الاستقلال. إعاقات مختلفة ومتعددة، بعضهم يلوح بالعلم وبعضهم يعجز. لكن ما لفتني هذه السنة، هو تزايد اعداد المهاجرين في تلك المسيرات، سواء في العزف على مختلف الالات الموسيقية، الى فرق الانشاد، وبعضهم قد ارتدى الملابس الوطنية النرويجية، رغم غلاء كلفتها.. وكانوا من كافة الشرائح العمرية.

واضح ان النرويج، باتت تعتمد سياسة اكثر حكمة في دمج المهاجرين، واشراكهم في الأنشطة المختلفة، وفتح ابواب الفرص امامهم. الصورة ليست وردية تماما، لكن الدولة تسعى لإذابة الفوارق.. لا شيء يلغي مخاوفنا، لكن النرويج، ربما هي الاكثر أمنا، من غيرها من الدول الغربية. نعم نحب هذا الوطن.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025