رئيس جمعية المخابز في غزة: المخابز ستتوقف غداً على أبعد تقدير    الاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية إلى قباطية    الصليب الأحمر يعرب عن صدمته لإعدام الاحتلال 14 مسعفا في رفح    الاستعلامات المصرية: الوقفات المليونية أكدت مساندتها للشعب الفلسطيني ورفض مخططات التهجير    17 شهيدا في قصف طيران الاحتلال على حي التفاح ومخيم البريج وسط قطاع غزة    الأحمد يلتقي السفير التركي لدى فلسطين    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 404 شهداء    لازاريني بعد استئناف حرب الإبادة: مشاهد مروعة لمدنيين قُتلوا بغزة    "فتح" تدين استئناف الاحتلال حرب الإبادة في قطاع غزة وتدعو إلى محاكمته على جرائمه    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ51    نزوح عشرات المواطنين من بيت حانون باتجاه جباليا شمال قطاع غزة    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 326 شهيدا    الاحتلال يطالب بإخلاء مناطق شمال وجنوب قطاع غزة    منسق أممي: المواطنون في قطاع غزة تحملوا معاناة لا يمكن تخيلها    فتوح: عدوان الاحتلال على قطاع غزة يهدف إلى استئناف حرب الإبادة والتطهير العرقي  

فتوح: عدوان الاحتلال على قطاع غزة يهدف إلى استئناف حرب الإبادة والتطهير العرقي

الآن

سعادة - عبد السلام العابد

بعيد المساء، كان في طريقه إلى بيته، مصابيح الكهرباء تضيء الشارع، لمح عصفورا صغيرا لا يقوى عل التحليق في الفضاء، يتقافز أمامه، فيما كانت قطة سوداء تحدق بعينيها، تتأهب للانقضاض عليه والتهامه، نهرها بصوته القوي، وتقدم نحو العصفور الصغير ومسكه، كان جسده الصغير ينتفض، نظر إلى عينيه البريئتين البراقتين الخائفتين، وفرد جناحيه اللذين لا يقويان على الطيران، وهمس له: ما الذي جعلك تفر من عشك الدافئ، وتخالف وصايا أمك الحنون؟ وكيف تجرؤ على الخروج للشارع، وأنت لا تستطيع مواجهة خصومك الأشرار الذين يتربصون بك؟ استكان العصفور في راحة يده، وانتظمت دقات قلبه، وقال في نفسه: سيفرح طفلي الصغير عندما يراه".

أخذه إلى بيته، فرح به طفله الصغير، وراح يقبله، ويحنو عليه، حدث أفراد أسرته عن المشهد الذي رآه قبل قليل، وقالوا: الحمد لله انك أنقذته من مصير أسود كان ينتظره، بين أنياب القطة الشرسة، أحضر له وعاءً فيه ماء، وآخر فيه حب القمح، ووضعه على سطح بيته المحكم الإغلاق.

في الصباح، تفقد عصفوره، وأطمأن على سلامته، وذهب إلى عمله، وأوصى أطفاله بأن يهتموا بالعصفور، وأن يحافظوا عليه. بعد ساعتين من الزمن اتصل به طفله؛ ليخبره أن أمه العصفورة كانت تبحث عنه في كل مكان، وأنها استطاعت أن تحدد مكان وجوده، وعندما رأته على سطح البيت، هبطت مسرعة وهي تزقزق، وحملته، وطارت به؛ لتعيده إلى إخوته وعشه الدافئ.

 حمد الله، وشعر بسعادة غامرة طوال ذلك اليوم، فقد أنقذ روحا بريئة من عدو لئيم حاقد، واسعد قلب أم كان يقطر حزنا وألما، على فراق حبيبها الغالي البريء الذي لم يمتلك بعدُ مقومات مواجهة خصومه الأشداء.

ما أشد قساوة الحياة إذا غاب عنها أصحاب القلوب الرحيمة!! وما أصعبها إذا ساد فيها الظالمون والأشرار!!. 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House