هكذا يقتلوننا بدم بارد !!! - محمد مصطفى
في شهادة دغان عندما اسس وحدة رمون وكان قائدها الأول قال " بأنه عندما دخل قطاع غزة كانت لدينا قائمة من حوالي 300 مطلوب وحين تركت العمل هناك بعد ثلاث سنوات لم يبقى في القائمة سوى عشرة مطلوبين "
القائمة كما يصرح معدة سلفا من 300 مطلوب قابلة للزيادة لمرونة القرار في ادراج أي اسم جديد خلال الثلاث سنوات القائمة على التصفيات خارج حدود القانون وتوفير محاكمة عادلة لكل متهم .. وأخيرا انهى عمله في قطاع غزة ولم يبقى سوى عشرة اشخاص من هذه القائمة الأساسية ولكن السؤال المحير كم اسما تم ادراجة لهذه القائمة السوداء خلال الثلاث سنوات التي قاد فيها دغان وحدته القاتلة ؟؟
إن لغة التجريم واطلاق يد العدو الصهيوني في دمائنا دون رقيب أوحسيب وبسبب قتل مستوطن يهودي يجب أن يدفع الفلسطيني كل الفلسطيني كثيرا .. ويجب ابادة عدد ضخم من الشباب في غزة .. ويجب أن تشكل وحدات خاصة للقتل ويدرب عناصرها على القتل فقط، لدلاله واضحة على ارهاب الدولة .. وكأن الفلسطيني انسان من الدرجة الثانية وحتى الحيوانات لها احترام لديهم .. وفي هذا المنحى فهناك عتب كبير على مؤسسات حقوق الانسان سواء الغربية منها أو العربية في متابعة هذا الملف وتجريم الفاعلين، فإن شهادة مثل هذه الشهادة تدلل على الارهاب والقتل خارج اطار المحاكمات العادلة .
هذا الارهاب المتجذر في العقلية الصهيونية .. دافع رئيسي في تطرف ابنائنا تجاه دولة صهيون كيف لا وقد فقد احدنا صديق الطفولة ، وقد فارق الحياة بين يديه إثر رصاصة غادرة من جندي أو مستعرب من أفراد هذه الوحدات المجرمة.. كم هو الألم الذي ينتاب النفس البشرية عندما يفقد أخ أخاه دون سبب يذكر أو أن يفقد ابن اباه أو طلفه الذي لم يكن له ذنب سوى أن خرج في تظاهرة تندد بالاحتلال وأفعاله المشينة.
كم هو الألم للنفس البشرية عندما كان آباءنا يغادرون إلى أرض الصبى والمرتع الخصيب فيزور بيته فيجد فيه عائلة جاءت من خارج فلسطين تستوطنه بدل أهله .. كم هي الدموع حرى ساخنة تصب من عيون آبائنا وقد أنفق ما يملك ليشترى دونما من ارض ليفلحه ويقتات منه ثم يُهجّر عنه بالقوة ويتركه فيجد يدا غريبة تفلحه وتستفيد منه .
هكذا زادت قائمة المطلوبين وهكذا تتعامل دولة الاحتلال مع المظلومين وقد سرقت أحلامهم وآمالهم وأرضهم وشجرهم ثم تستمرئ في القتل وتشرع ذلك ثم ينادون في الطرقات وعبر أبواقهم أننا ارهابيين.. هكذا يقتلوننا في غزة دون أن تطرف لهم عين أو وازع من ضمير.