اليونان تستعين بإسرائيل لتطوير جهاز استخباراتها
في خطوة تعكس عمق التحولات التي تشهدها العلاقات بين إسرائيل واليونان، طلبت حكومة اليسار المتطرف في اليونان من إسرائيل مساعدتها في بناء جهاز استخبارات عسكري للتغلب على التحديات الأمنية التي تواجهها. ونقل موقع صحيفة "هارتس"، أمس السبت، عن مسؤولين في وزارة الدفاع اليونانية قولهم إن أثينا طلبت بالفعل من تل أبيب مساعدتها في تدشين منظمة استخبارات عسكرية "فعّالة". أما التبرير، فربط بـ"التجربة الإسرائيلية الغنية في هذا المجال".
وأكد مسؤولون يونانيون أن وزارة الدفاع طلبت من إسرائيل تدريب كوادر لإعدادهم للعمل في الجهاز الجديد، موضحين أن الحاجة إلى بناء جهاز استخبارات قوي ترجع بشكل أساسي إلى "تعاظم المخاطر الأمنية"، ولا سيما في أعقاب تعرّض العديد من الدول الأوروبية لهجمات نفذتها "جماعات إسلامية متطرفة".
وأضاف المسؤولون الأمنيون اليونانيون أن "ضعف اليونان في مجال الاستخبارات يعود إلى بقائها مدة طويلة تحت حكم الاحتلال"، على حد وصفهم، وهو الأمر الذي قلّص قدرتها على الاهتمام بمواجهة مثل هذه التحديات.
واعتبر معلق الشؤون العسكرية في "هارتس"، عاموس هارئيل، الذي زار اليونان الأسبوع الماضي، وأعدّ تحقيقاً حول تطور العلاقات بين أثينا وتل أبيب، أن عدم تردد الحكومة اليونانية في الطلب من إسرائيل مساعدتها في بناء استخباراتها يأتي في إطار "العلاقة الوطيدة" التي باتت تربط قادة الجيش والمؤسسة الأمنية اليونانية بنظرائهم في إسرائيل.
وفي هذا السياق، نقل هارئيل عن نائب وزير الخارجية اليوناني، يستين كسيديس، قوله إن التوجه لتعزيز العلاقة مع إسرئيل يأتي لمواجهة تبعات "ثقب أسود ثلاثي الأبعاد، يتمثل في سورية، وليبيا والعراق"، مشيراً إلى أن تطوير العلاقة مع إسرائيل مهم لمواجهة تبعات تدفق اللاجئين من سورية "الذين يجلبون الفوضى وبدرجة ما العمليات الإرهابية"، على حد وصفه.
وأشار الصحافي نفسه إلى أن دول البلقان والكثير من دول آسيا ودول عربية، منحت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، القدرة على إبراز "إنجازات" على صعيد السياسة الخارجية، لأن هذه الدول، وبخلاف دول أوروبا الغربية، لا تربط علاقاتها بإسرائيل بمواقف حكومة نتنياهو إزاء الشأن الفلسطيني.