الانقلاب.. وجنة الزهار !.- موفق مطر
- متى سيكف المثقفون قبل السياسيين عن وصف انقلاب حماس بالانقسام ؟! فما حدث ليس انقساما ، وانما جريمة تاريخية بحق المشروع الوطني وحركة التحرر الوطنية والقضية الفلسطينية .
- الشجاعة في الموقف تبلغ اشدها عندما يتعلق الأمر بالانتماء للوطن ، وقول كلمة الحق أمام شيطان وسلطان ( الاخوان ) الجائرين ، فانقلاب فرعهم المسلح في غزة ( حماس) حتى بعد وصولهم للسلطة بالانتخابات كان رسالة لصناع الفوضى الأميركية الخلاقة مفادها : غزة تجربة الاخوان الاولى والمركزية في اسقاط حجارة الدومينو .
انقلاب حماس في غزة قبل تسع سنوات لم يكن للاستيلاء على السلطة وحسب وانشاء كيان معرف بكلمة سر الاخوان المسلمين ومشروعهم التالي في الوطن العربي والاقليم وحسب ، بل كان البداية لاسقاط عقيدة الانتماء الوطني لدى شعوب الدول العربية المتنوعة دينيا وعرقيا وثقافيا واحلال( دين ) الولاء الأعمى للجماعة والعصبة الطائفية والمذهبية والعرقية ، فهنا يكمن سر الوصفة السحرية لتدمير البلاد العربية في مشرق الوطن ومغربه .
من ذهب باتجاه قراءة انقلاب حماس على انه مجرد شهوة للسلطة ، لتكريس مفاهيم جماعة ( الاخوان المسلمين) وتطبيقها بارهاب السلاح محق باعتبار هذه القراءة فصل من كتاب كامل ، لكن القراءة كاملة تستوجب رؤية جريمة حماس التاريخية من حيث التوقيت ، والأدوات ، والأهداف والواقع المرئي حتى الآن واستطلاع آفاق المدى الذي ستذهب حماس اليه لاستكمال مشروع الاخوان المرتبط مصيريا بمشروع اسرائيل ، فكلاهما يسعى لانشاء دول دينية تبرر تعاميم القتل المصبوغة بخليط من المصطلحات المقدسة المزيفة.
نفذت حماس انقلابها ومضت به ومازالت ، ولن تتراجع عنه ، لأنها لم تفعل ذلك لتحقيق مكاسب آنية ، وانما لتثبيت حقائق تراها حسب مفاهيم الجماعة ابدية ، اي الدويلة الاخوانية ، حتى لو عرف قادة حماس والاخوان ان انشاء هذه الدويلة على ارض فلسطين ، سيثبت اركان مشروع اسرائيل كدولة يهودية ، ويقضي على احلام الفلسطينيين بقيام دولتهم .. فالأهم عند حماس قيام دولة الاخوان ولتغرق دولة اخوتهم الفلسطينيين في الاحتلال والاستيطان .
لايأس من الحوار مع حماس،لأننا نقصد الخلاص لمليوني فلسطيني من الجحيم ، ولأن الوحدة الوطنية قدرنا ، سنبقى نشدهم ونبين لهم السبل نحو جنة الوطن والانتماء له ،حتى لو ظلوا يخادعون البسطاء بأن الطريق الى الجنة السماوية يبدا من بيت محمود الزهار !!.