عزام الأحمد وجه الكبار.. يا بطانة الرسالة نت
كتب رئيس تحرير مفوضية الإعلام والثقافة موفق مطر
لأنه يقف لهم بالمرصاد ويرد الصاع صاعين، ويصفعهم فيوقظهم من أضغاث أحلامهم، ولأنه عصي على الانطواء والانكسار أمام تذاكيهم وفهلويتهم ومكائدهم، ولأنهم لا يقدرون على رؤية أحد من غير جماعتهم أكبر من قاماتهم ومقاماتهم رغم ادراكهم لقصرها ووضاعتها، لانهم لا يطيقون رؤية مناضل عزيز كريم حر، قويا بمبادئه الوطنية والفتحاوية، ولأنهم عندما يسعون الى ذم الآخر فإنهم ينظرون الى أنفسهم في المرايا، فينعتونه بما تراه عيونهم في وجهوهم وبما يعرفون عن ذواتهم.
لذلك من البديهي ان يصفوا المناضل الوطني القائد عزام الأحمد "كومبارس بوجهين" في رسالتهم العنكبوتية، ما أوهن خطابهم، ما اضعف واقصر حبال كذبهم!! يظن المجاهدون بالباطنية في حماس وعلى رأسهم موسى ابو مرزوق الذي اوحى "للرسالة نت" بنصوصه الشيطانية المنشورة عن عزام الأحمد (ابو نداء) قبل بضعة ايام– نحن نعرف الموسوس للرسالة والموسوس اليه – فهدهد سليمان يأتينا بالنبأ اليقين، وكأن تسع سنوات من الحوارات والنقاشات والاتفاقات والانفلاشات ليست كافية لنعرف لغة كل واحد منهم وما يحمل في طيات ذهنه رغم طبقات الباطنية الكثيفة من احقاد ومواقف عكس التي يبديها تماما، فنحن نؤمن بتجربة العقول وليس باذلالها لاستعبادها كما يفعلون.
عندما يأتي المديح لعزام الأحمد من حماس فهذا يعني انهم قد استطاعوا دق آخر مسمار في حصان طروادة الذي صنعوه من خشب حركة فتح وسنديان لجنتها المركزية، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، لكن وبما انهم قد انهالوا على هذا القائد المكلف من اخوته في قيادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية بملف مقاومة الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية وتنفيذ اتفاق المصالحة، الذي يكاد يوازي في صعوبته وتعقيداته ومخاطره ملف مقاومة الاحتلال والاستيطان، واستعادة الأراضي المحتلة في حزيران من العام 1967، فهذا يعني ان مشروع حصان طروادة انهار فوق رؤوسهم، بسبب يقظة ودهاء والتزام عزام الأحمد الذي يرى بعيون اللجنة المركزية لحركة فتح، ويفكر بعقلية المصلحة الوطنية العليا، ويسمعهم موقف فتح، ويصرخ باسم الوطنيين الفلسطينيين كافة بكلمة الحق في وجوههم. لم يفلحوا رغم مراوغاتهم في اخذ فتح وممثليها في الحوار معهم من اجل تنفيذ اتفاق القاهرة الى غفلة، ليندسوا في ثنايا نوايانا الوطنية المخلصة والصادقة، ليصلوا عبرها الى الضفة الفلسطينية لاستكمال اهداف انقلابهم الذي بدأوه في قطاع غزة قبل تسع سنوات، وربما ظنوا ان تفكيرنا وعملنا الدؤوب لتخليص مليوني فلسطيني من شعبنا من سطوة وسيف انقلابهم، مجرد نقاط ضعف عملوا على استغلالها، لكنهم وفي كل مرة كان الأحمد ومن معه من اعضاء مركزية فتح يواجهونهم بالحقيقة، وهي ان فتح اكبر من يلدغها عقرب الانقلابيين من الجحر مرتين!.
رأس موسى ابو مرزوق وفود حماس في الاجتماعات كافة، لكنه كان رئيسا بلا صلاحية، لم يكن مخولا الا بأمر واحد فقط، وهو اطالة عمر الانقلاب وسلطة حماس في غزة الى ان نركع تحت ضغط اليأس والاحباط، والتسليم بالأمر الواقع، فالباطنية في حماس مذهب، يحفظون دروسها ويتقنون تطبيقها، لكن ليس علينا، نحن الذين يكاد الاسرائيليون يجنون من دهاء قيادتنا السياسي، فالباطنية العبرية قد مررنا عليها واصبحت بالنسبة لنا ذكرى !..لكنهم لم يقروا بفشل نائب رئيس مكتبهم السياسي السابق (البارع) في هذا المجال، وانما قرروا دلق خزاناتهم من زيت الكذب والفبركة في (الرسالة نت) ظنا انها قد تزل قدم المناضل عزام الأحمد.. ولعمرنا فان ما قرأناه كان احسن شهادة حسن سلوك وطني تصدرها قيادة حماس باللا وعي! فالوطن ليس في وعي قادة حماس ولا في ادبياتها او ميثاقها.
لا تقف الأمور عند هذا الحد، فرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل (لا يمون بعدما انقلبوا عليه) ولا يملك صلاحية أخذ القرار الا اذا وافق محمود الزهار، فكم من مرة يكذب الزهار ماقاله ابو مرزوق ورئيسه خالد مشعل قبل وبعد اي اجتماع او لقاء او حوار في هذا البلد العربي او ذاك، وكم من مرة سحب الزهار البساط من تحت اقدام مشعل، فالآمر الناهي هو صاحب السطوة والعلاقة المادية المباشرة مع ميليشيا حماس على الأرض التي نفذت الانقلاب وما زالت تهيء له جو الرعب لادامته. يعرف قادة حماس ان عزام الاحمد قائد في حركة فتح، وانه مكلف من لجنتها المركزية بقيادة وفود الحركة للحوار مع حماس، لكن ما لا نعرفه نوع المرض الذي اصاب عيونهم وجعلهم لا يبصرون أكثر من عشرة أعضاء آخرين من اللجنة المركزية كانوا مع الأحمد في جولات الحوار! فالأحمد وأعضاء المركزية في جولات الحوار كانوا لسان وصوت الحركة، وصوت الشعب الفلسطيني، يمثلون مصالحه العليا، يسيرهم ايمانهم بالوحدة الوطنية كعقيدة، ينفذون سياسة الحركة واستراتيجيتها وقرارات اطرها القيادية، واذا ظن ابو مرزوق بايحاء ممن سلمهم قطاع غزة ان الرهان على استحداث خلاف بين اعضاء المركزية حول موضوع المصالحة سيحقق لهم مكسبا، فانهم يبرهنون بذلك على قصور يبلغ حد الأمية في فهم طبيعة قيادة حركة فتح، ورؤيتها الاستراتيجية للقضايا الوطنية، اي بامكاننا القول ان المراهقين من الصعب عليهم تلمس حكمة الكبار. فهلا وصلتكم حكمتنا يا بطانة الرسالة نت؟!