بسيسو ومبارك يوقعان اتفاقية توأمة القدس وصفاقس ثقافيا
وقع وزير الثقافة إيهاب بسيسو، ونظيرته التونسية سنيا مبارك، اتفاقية توأمة بين القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية وصفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016.
وجرى توقيع الاتفاقية في مبنى بلدية صفاقس اليوم الأحد، أي في اليوم التالي لإطلاق فعاليات تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016، بحضور والي فاقس (المحافظ)، ورئيس بلديتها، ومنسقة التظاهرة العامة لصفاقس عاصمة الثقافة العربية، وبمشاركة عدد من وزراء الثقافة العربية.
وقال بسيسو خلال حفل التوقيع: "يسعدني أن أكون بينكم اليوم، أولا للمشاركة في احتفالية صفاقس عاصمة للثقافة العربية، وأيضا من أجل توقيع هذه الثقافية الهامة والمميزة من أجل توأمة صفاقس مع القدسة كعاصمة دائمة مع الثقافة العربية .. جئنا من فلسطين، من ذروة الحياة وذروة الأمل، ومن أقصى التعب والأمل بسبب الاحتلال، محملين بكل آمالنا وتطلعاتنا بالانفتاح على فضائنا العربي ومد الجسور الثقافية مع أشقائنا العرب في التظاهرات الثقافية المختلفة".
وأضاف: "جئنا إلى تونس بكل الحب لهذا البلد الشقيق الذي لم يتوان يوما عن دعم حقوقنا الوطنية، وعن دعم فلسطين كقضية وطنية إنسانية مركزية للوطن العرب، مقدرين الجهود الكبيرة المبذولة لتحويل تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية إلى قصة نجاح ملهمة للكثير من التجارب الثقافية".
وتابع: "هنا من صفاقس، المدينة التاريخية التي عاندت بحر الغزاة، ولم تعاند بحر الخير والحضارة، فصمدت وقاومت، وكانت تجربة ملهمة على مر التاريخ نستلهم منها الكثير والكثير .. بالأمس حينا كنا أمام أسوار صفاقس نشهد المشهد الضوئي الذي يستعرض تاريخ هذه المدينة العريقة، قلنا في أنفسنا نحن القادمون من فلسطين بأنه سيأتي يوم ويكون هناك عرض ضوئي على أسوار القدس .. هذه ليست مجرد أمنية أو حلم إنشائي، بقدر ما يحتاج إلى الكثير والكثير من العمل .. نؤمن أنه سيتحقق، وسنشهد هذا العرض الضوئي على أسوار القدس، ونستعرض تاريخ القدس، ومثلما عاندت صفاقس بحر الغزاة ستعاند القدس الغزاة وستستعيد مكانتها الثقافية والحضارية والاقتصادية والاجتماعية".
وقال: "لسنا هنا للتمني ولكن للعمل .. إن أهمية القدس ليس بالنسبة لنا كفلسطينيين بل للشعب التونسي والشعوب العربية .. دعم صمود أهلنا في القدس يأتي عبر البرامج المختلفة، ومنها البرامج الثقافية .. وتوقيع هذه الاتفاقية للتوأمة ما بين صفاقس عاصمة للثقافة العربية والقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية يمثل ذروة التحدي لسياسات الاحتلال الذي حاول طمس الهوية الثقافية والوطنية في القدس وفي فلسطين".
وأشار إلى أن المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خاصة في القدس، "هي دافع أيضا للعمل"، معتبرا الاتفافية بمثابة هدية من تونس وشعبها ومثقفيها للشعب الفلسطيني ومثقفيه في القدس وكل فلسطين.
من جهتها، قالت مبارك إن "اتفاقية التوأمة ما بين مدينة القدس، المدينة العربية الثقافية على الدوام، ومدينة صفاقس، أكبر دليل على إصرارنا بانتمائنا لهذا العالم العربي، واقتناعنا بأم القضايا، القضية الفلسطينية، التي نعتبرها مسؤولية كل دول العالم العربية".
وأضافت: "تونس بعلاقاتها الخاصة بالشعب الفلسطيني وقضيته ستواصل العمل على تعميق هذه العلاقة المتينة على كل الأصعدة، وستكون اتفاقية التوأمة بين القدس وصفاقس نقطة انطلاق جديدة في بناء مشروع ثقافي، ليتواصل حتى ما بعد انتهاء تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016، من خلال العمل على إنشاء مركز ثقافي تونسي في رام الله، وفي القدس إن شاء الله، وهي حلمنا، وكذلك مركز ثقافي يشع بالثقافة الفلسطينية، وخصوصية العمل الثقافي والفني الفلسطيني في تونس.
وتابعت مبارك: "أتمنى أن تكون هذه الاتفاقية مرجعا وفعلا يترجم على أرض الواقع، حتى نتخلص من التهميش على المستوى الدولي الذي يسيء للحراك الثقافي المهم والحيوي في فلسطين، على كافة المناحي الثقافية والفنية، حيث تعاني جهود وزارة الثقافة الفلسطينية والمؤسسات الثقافية والفنية الفلسطينية والمثقفين والفنانين في فلسطين من تعميم على المستوى الدولي".
وقالت إن "صفاقس اليوم تنتصر للثقافة العربية، حيث أكد الأشقاء العرب بمشاركتهم في إطلاق فعاليات احتفالية صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 أن الثقافة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق مناعة الشعوب ضد التطرف والعنف والإرهاب".