الغنوشي يقدم أوراق اعتماده لواشنطن! - نبيل عبد الرؤوف البطراوي
لا لمقاطعة إسرائيل ولا نية لتحرير القدس والتبشير بسقوط ملكيات الخليج ,لبرما لا يختلف كثيرا السيد الغنوشي عن الرئيس السابق بشيء في اثنتين الأولى والثانية ,أما الثالثة فقال الغنوشي ما يأمل إن يوصل من خلاله أمثاله في الفكرة والفكر إلى مقاعد إدارة شئون البلاد ليتسنى للإخوان السيطرة على البلاد والعباد في إرجاء الوطن العربي الفسيح بمقدراته وحينها يكون الاتفاق مع قوى الشر الغربية وعلى رأسها أمريكيا بان تطوى صفحة الديمقراطية وتحرق أخر مراكب بدعة حقوق الإنسان لأنه بهذا يكون هؤلاء قد امنوا المصالح الغربية والأمريكية بأنه لا عداء لإسرائيل ولا احتكار لنفط وبلادنا أسواق لكم ودعونا باسم الدين نؤمن لكم كل ما ترغبون وما تشتهون وعندنا المفتون . نعم لقد رفع الحذر عن دخول راشد الغنوشي إلى أمريكيا وأصبح اليوم رجل دولة ولكن يجب عليه تقديم أوراق الاعتماد لدى مراكز الأبحاث والدراسات الأمريكية والتي هي بالطبع من يرسم السياسة الأمريكية ومن تسترشد بهم الإدارة الأمريكية في رسم سياستها الشرق الوسطية ,فلا حديث عن الشيطان الأكبر ولا عن إسرائيل ولا عن القدس .وهنا اذكر بان للغنوشي العديد من المقالات والتي يشيد فيها بالجهاد والمقاومة في فلسطين (ويشكر على هذا) ولكن في نفس الوقت يتهجم على منظمة التحرير والمفاوضات وهنا (قال:للقدس برس "حركة حماس أعطت شرعية للحركة الإسلامية، صحيح أنها بنت للحركة الإسلامية ولكنها بنت مباركة، وهي إضافة نوعية لها، وجعلت من الحركة الإسلامية تؤوي أهم قضية وتحمل أشرف وأنبل راية تحرير المسجد الأقصى وفلسطين، وهذا شرف للحركة الإسلامية كلها، لأنه منذ ولدت القضية الفلسطينية كل من حمل رايتها قاد الأمة، فهكذا هو حال جمال عبد الناصر الذي حملها فقاد الأمة ولما سقطت من يده حملها عرفات ولما سقطت من يده انتقلت الراية إلى الأيدي المتوضئة فأصبحت الحركة الإسلامية من خلال حماس تقود الشارع الإسلامي، وهي بذلك أعطت الشرعية للحركة الإسلامية".وهنا أسأل مثل الكثيرين لماذا السيد الغنوشي ينكر على السيد أحمد الجبالي تصريحاته حول تحرير القدس ويقول بأن هذه السياسة ليست السياسة التي سوف تتبناها الحكومة التونسية ؟كما أنكر فكرة الخلافة السادسة التي جاء بها احمد الجبالي وهو الرجل المرشح لتولى منصب رئيس وزراء تونس . فهل كانت أحاديث الغنوشي في الفضائيات نوع من الدعاية الرخيصة ودغدغة أعصاب الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج لجعل الأمل ينصب في هذه الفئة لا أكثر ولا اقل ولا تنم عن الفكر والسياسة الحقيقية التي تتبناها هذه الحركات . ولماذا لم يدافع في معهد واشنطن الذي استضافه عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة والتحرر أليس قضية الشعب الفلسطيني قضية حق وعدل وحتى هناك الكثير من الأمريكيين أصبحوا يمتلكون القناعة بهذا إلى حد ان كثير من المتضامنين الأمريكان يشاركون الفلسطينيون في المقاومة السلمية التي تتبناها السلطة الوطنية والشعب الفلسطيني بكل فصائله من اجل تحقيق أهدافه الوطنية .أم ان هناك استعجال من قبل الغنوشي لكي تمهد له الطريق من اجل الدخول إلى البيت الأبيض وهنا هو على استعداد لقطع علاقته بكل ما كان يقول ويصدح به عبر فضائية الحوار من خلال برنامج مراجعات التي كان يوما ما احد رموزها يبدو ان سياسة حرق المراكب مع الماضي من قبل الأحزاب الإسلامية سوف تتوالى وسيكون المكان الرئيس لهذه المحرقة في واشنطن للجميع وسيدلهها الجميع في نفس المكان وخاصة إذا ما علمنا بان الخارجية الأمريكية تقف بكل إمكانياتها خلف تولى التيارات الإسلامية مقاليد السلطة لان هذه التيارات من خلال إدارات السلطة السابقة أتي كانت تقود الأمة قد حرقة كل حبال الوصل مع الطبقات المجتمعية عامة مما معهد الطريق إمام من يلعب على أوجاع وأحلام وآهات الناس سهل للغاية ودون معاناة ولا يكلف إلا الجلوس خلف الكمرات لكي يعطي الناس الحلم . ان سياسة غض الطرف من قبل الحكومات الغربية بشكل عام وأمريكيا بشكل خاص من إجرام بحق التيارات غير الموالية لهذه التيارات مثل الحاصل على الساحة الليبية اليوم .لهو دليل على منح هذه التيارات الوقت لجعل الارض العربية لا تقبل إلا مثل هذه البذور وينم بان الغرب لا يؤمن بالديمقراطية والتعددية في المجتمعات العربية وينم عن حجم المؤامرة التي تتعرض لها امتنا العربية من قبل هذه التيارات والقوى الغربية وينم عن حجم تبادل المصالح الذي أعطته هذه التيارات للغرب مقابل الوصول إلى السلطة فهل نعي وتعي امتنا العربية هذا