أسيرات يوثقن معاناتهن داخل سجون الاحتلال
معن الريماوي
سعت دراسة أعدتها النائب في المجلس التشريعي خالدة جرار، والأسيرة لينا الجربوني، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي بعنوان "دراسة عن وضع الأسيرات في سجون الاحتلال"، الى فضح انتهاكات الاحتلال وممارساته وانتهاكاته ضد الأسيرات الفلسطينيات.
ما يميز الدراسة التي جرى العمل عليها خلال سبعة أشهر عن باقي الدراسات الأخرى، أنها اعتمدت على المقابلات وأخذ 35 نموذجا لأسيرات حول معرفة أوضاعهن والانتهاكات التي يتعرضن لها داخل سجون الاحتلال.
تقول جرار: إن أهم ما يميز فترة وجودها الأخير في سجون الاحتلال، أنها جمعت أسيرات داخل القسم من مختلف محافظات الوطن.
"يهدف البحث لمعرفة كيف يتم التعامل مع الأسيرات أثناء فترة اعتقالهن ومع غيرهن من الأسيرات، سواء اعتقلن من الشارع أو البيت أو أثناء استدعاءهم لمقابلة، لذلك لجأت في الدراسة للتوثيق والمقارنة بين القانون الدولي وانتهاك الاحتلال للأسيرات وانتهاك خصوصيتهن، وذلك من خلال مراجع لجأت اليها من مكتبة السجن"، أضافت جرار.
الدافع الحقيقي لإعداد هذه الدراسة حسبما تقول النائب في المجلس التشريعي هو غياب دراسات علمية يستفيد منها الباحث في وضع الاسيرات في السجون الاسرائيلية، خاصة أن عدد الأسيرات الطفلات فترة اعتقالهن بلغ 20 طفلة، منهن 5 مصابات بأمراض مختلفة، مشيرة الى أن هذا الرقم يعتبر الأول في تاريخ الحركة الأسيرة النسائية.
تقول جرار، "تناولت الدارسة عدة فصول، أهمها الانتهاكات التي يتعرضن لها الأسيرات أثناء فترة الاعتقال أو في المستشفى أو أثناء نقلهم بواسطة البوسطة، إضافة الى حياة الأسيرات داخل الأسر، وقمعهن، واحصائيات وخلفيات تاريخية عن أسيرات في محطات مختلفة".
وأشارت الى أنه خلال فترة اعتقالها بلغ عدد الأسيرات في السجون 109 أسيرات بين دخول وخروج.
واستعرضت جرار نماذج ذكرتها في الدراسة لأسيرات في سجون الاحتلال، منها أن جنود الاحتلال يتعاملون مع الأسيرات المرضى بخشونة داخل المستشفى، حيث يكن مكبلات اليدين والقدمين، فضلا عن الحراسة من قبل سجانين وليس سجانات، وهذا خرق وعدم احترام لخصوصيتهن.
ومنها أيضا، أن الأسيرات كان لهن مطلب بتجميع كل الأسيرات في قسم واحد، قوبل ذلك الطلب بالرفض، ولم يكتفوا بذلك بل اقتحموا الغرف وقاموا برشهم بالغاز على وجوههم، وأخذوا جزءا من الاسيرات للعزل الانفرادي.
وتضيف، "إن الاحتلال يتعمد إصابة الوتر الحساس من خلال كسر معنويات الأسيرات خاصة المصابات وذلك من خلال معايرتهن بالإصابة، وأنها ستبقى عاجزة ولن تشفى أبدا، إضافة الى أنه لا يتم مراعاة الإصابة أثناء نقلهم الى المحكمة، ساعات انتظار طويلة جدا في شاحنة حديدية، حيث الرحلة قد تستغرق 22 ساعة أحيانا، ويحرمن من التوجه الى الحمام".
5 ساعات هي الفترة المسموحة للأسيرات للتجمع ورؤية بعضهن (الفورة)، وهو الوقت الذي كانت تستغله جرار لإجراء المقابلات مع الأسيرات ومعرفة أوضاعهن والانتهاكات التي يتعرضن لها.
لا تنكر جرار الصعوبات التي واجهتها في إجراء المقابلات، فالمقابلة شملت الأسيرات خارج الغرفة المتواجدة بها. في بعض الأحيان كان يُضرب جرس الانذار، الأمر الذي يحول دون إكمال المقابلة، لذلك كنت أنتظر لحين اللقاء في يوم آخر، فبعض المقابلات كانت تستغرق يومين أو أكثر، إضافة لعدم وجود مراجع كافية للاستعانة بها لغرض الدراسة.
وتحدثت النائبة جرار عن وضع الأسيرات في ظل الإضرابات التي يخوضها الأسرى، حيث يتم إعادة الوجبات من قبل الأسيرات، وهو ما يتسبب بمعاقبة الأسيرة بالسجن الانفرادي والعزل، خصوصا اذا ما تم ارجاع ثلاث وجبات متتالية، لذلك يتم اللجوء الى إعادة وجبة أو وجبتين، وذلك لمراعاة وضع الاسيرات الصغيرات.
يشار الى أن الدراسة حصلت على المرتبة الثانية في مسابقة جائزة الحرية للعام 2016، التي تنظمها هيئة شؤون الأسرى والمحررين سنويًا، كجزءٍ من تسليط الضوء على قضية الأسرى.