فلسطين: أمل وتوجس من انتخاب ترامب
أسيل الأخرس
أعرب قياديون فلسطينيون ومطلعون في الشؤون الأميركية، عن أملهم وتوجسهم في ذات الوقت، من انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة الأميركية.
وتعقيبا على فوزه، اعرب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، عن أمله في تحقيق السلام واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وقال "إننا سنتعامل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأميركي، على قاعدة تحقيق السلام في الشرق الأوسط، القائم على أساس حلّ الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين".
وأضاف أبو ردينة، إن على الإدارة الأميركية أن تدرك أن تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، يأتي من خلال حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وفق الشرعية الدولية، الأمر الذي سيؤدي إلى القضاء على الفوضى والتطرف في العالم.
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قال بدوره: "نأمل من الإدارة الأميركية القادمة بأن تحول الحديث عن مبدأ حل الدولتين إلى تحقيق هذا المبدأ على الأرض، لأن الأمن والسلام والاستقرار في هذه المنطقة لن يأتي إلا بهزيمة الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ عام 1967، قبل خمسين عاما، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل".
واشار الى أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي أثناء رئاسة الرئيسين جورج بوش الابن، وباراك أوباما، أعلنا أن مبدأ حل الدولتين هو مصلحة وطنية عليا.
من جهته، يرى استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سمير عوض، ان انتخاب ترامب لن يؤثر على القضية الفلسطينية، مشيرا الى ان فلسطين لن تربح ولن تخسر من فوز ترامب، معتبرا ان القرار السياسي الأميركي تحكمه توازنات وضوابط لا تسمح للرئيس بأن يحول سير الامور نحو أي فكر متطرف، ويبقى الرئيس فيها رئيسا للسلطة التنفيذية.
وأكد ان ترامب نجح في استخدام الدعاية الانتخابية حتى الموجهة ضده في الانتخابات. وقال: إن الحملة الانتخابية لترامب وخطاباته مكنته من الحصول على اصوات اميركيين من اصول لاتينية، كما استطاع الوصول الى شريحة العمال بالوعود التي قدمها لإعادة نقل الاستثمارات الأميركية الى أميركا، في عملية استقطاب لجماعات لم ينجح غيره من الرؤساء في الحصول على اصواتهم او دعمهم.
واشار الى ان خطاب ترامب الذي تضمن هجوما على الوافدين من الخارج لا يمثل فيه أي تهديد للمواطنين الاميركيين الموجودين اصلا، مؤكدا أن تصريحات ترامب تمثل الوضع الحالي والنقاشات الدائرة في أميركا، وتأتي ضمن المعايير المقبولة اميركيا.
ويتفق العديد من المطلعين على الشؤون الأميركية، ان الدعايات الانتخابية المضادة التي شنتها مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، مكنت المرشح الجمهوري دونالد ترامب من الفوز في الانتخابات الاميركية.
وقال عميد كلية بارد للعلوم والآداب في جامعة القدس منذر الدجاني، إن دونالد ترامب ادار لعبة سياسية مهمة وفهم الاعلام الاميركي اكثر من غيره، حيث اعتبر ان كل انواع الدعاية، حتى القضايا المثيرة للجدل، فيما اثير ضده خلال الحملة الانتخابية، جيدة.
واضاف الدجاني، ان ترامب رجل بارز في المجتمع الاميركي، واستطاع ان يستفز الشعب الاميركي حتى تمكن من الحصول على حيز جيد عند الناخب الاميركي الذي بات متشوقا لمعايشة التغيير المرافق لتولي ترامب. واشار الى ان عدم وجود علاقات سياسية سيئة ساعدت في تمكينه من الحصول على اصوات الناخبين من الجمهور الاميركي الذي عرفه كرجل مال واعمال وليس رجل سياسة.
ولفت الدجاني الى ان السياسة الاميركية ليست سياسة افراد، وان الرئيس ترامب سيبدأ في حضور اجتماعات لمعرفة السياسة الاميركية الداخلية والخارجية، ومنها سياسة اميركا تجاه الشرق الاوسط.
من جانبه، يرى المحلل المالي والاقتصادي امين ابو عيشة ان ترامب درس سلوك المستهلك "الناخب" الأميركي بالتفصيل واستخدم اثارة الجدل لاستقطاب الناخبين من غير الديمقراطيين.
"إن فوز ترامب هو فوز سياسي اقتصادي للولايات المتحدة وان خطابه الذي وجهه للمستقلين والمؤيدين للبرجوازية والذكورية حقق له الفوز" قال ابو عيشة.
واضاف، ان العوامل الاقتصادية تتحكم في الناخب الاميركي الذي يهتم للشأن الداخلي، حيث ان الهم الاقتصادي والضرائب وتوفير متطلبات الحياة اكثر اهمية من السياسة الاميركية الخارجية، مشيرا ايضا الى ان خصائص السكان والثقافة الاميركية تميل نحو حاكمية الرجال.
ولفت الى ان فوز ترامب ادى الى تداعيات على السوق المركزية الأميركية وهبوط في سعر صرف الدولار مقابل العملات الاخرى وصل الى 3%، والذي نتج عن عدم الثقة في المؤسسة الاعلامية، وان الناخب الاميركي عاقب الديمقراطيين "كلينتون" على 8 سنوات لم ينهض فيهن اوباما بالاقتصاد الأميركي.
وتوقع أن يتم رفع سعر الفائدة لإعادة رفع سعر الدولار، لافتا الى ان ترامب الذي فاجأ العالم بفوزه من المتوقع ايضا ان يفاجأ بسياسته إزاء الشرق الأوسط.
وكانت نتائج الانتخابات قد حسمت بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، بأصوات 288 من كبار الناخبين مقابل 218 لمنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.