ثرثرات يائسة - نبيل عبد الرؤوف البطراوي
لا يمر يوم إلا ويخرج علينا احد رموز الأنظمة القادمة بتصريحات تزيدنا ثقة بأنه لا خير في القادم ,والتغيير ليس إلا إلى الأسوأ لربما ليجعل المواطن العربي أكثر يأسا وبؤسا من إمكانية التغيير الذي سوف يعيد لهذه الأمة مكانتها بين الأمم فمثلا عبد ألإله بن كيران رئيس الوزراء المغربي المنتظر الذي فاز حزبه العدالة والتنمية صاحب الجذور الدينية في الانتخابات الأخيرة في المغرب يخرج علينا ليقول (لن تفرض الحجاب على النساء وأنه لا يهتم بالحياة الخاصة للناس.)ويضيف بن كيران "لن أهتم أبدا بالحياة الخاصة للناس، الله سبحانه وتعالى خلق الناس أحرارا، ولن أهتم هل تلبس النساء لباسا قصيرا أو طويلا، هذا أمر جانبي".بالطبع والخمر من منشطات السياحة كذالك السياحة الجسدية التي تمنحها وزارة الصحة المغربية التصاريح الأزمة من مدرات الدخل القومي ,والغريب إن التركيز في الأحاديث الأولية لجميع هؤلاء القادة ليست موجهة إلى الداخل بل خطاب موجه إلى واشنطن وتل أبيب وفرنسا بأنه لا تقلقوا نحن استنساخ ولكن نتيجة طول الانتظار للوصول لسلطة التحينا لا يتحدث هؤلاء عن الخطط والمشاريع الهادفة إلى إخراج شعوبهم من الحالة المزرية التي تعيش فيها من بيوت الصفيح والفقر ولا عن العمل عن عودة أبناءهم من شوارع مدينة النور ,يبدو برامجهم جاهزة ممن يقدموا لهم التصريحات الأولية . وهنا وجه آخر من وجوه القادة الجدد يخلع اللثام عن نفسه لتظهر الحقيقة من واشنطن حيث يحل راشد الغنوشي ضيفا على معهد سياسات الشرق الأدنى المعقل الفكري للمحافظين الجدد بدعوة من الايباك (لجنة الشئون العامة الأمريكية –الإسرائيلية لكي يتحدث عن دور الإخوان المسلمين في تونس والعالم العربي وعلاقتهم بالولايات المتحدة في المستقبل و رؤيتهم للصراع العربي ـ الإسرائيلي". بالطبع الغنوشي هناك قال ما يطرب أذانهم حيث تنصل من تصريحاته الداعمة لحماس وحكومتها في غزة ، ومن حكومة الطالبان الأفغانية في مواجهة الولايات المتحدة أكد أن الدستور التونسي "لن يتضمن إشارات معادية لإسرائيل أو الصهيونية" ، وأنه " لم يعد يتفق مع مقولة إيران وآية الله الخميني عن أن الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر حتى الدستور السابق لم يعادي إسرائيل ولا الصهيونية ولم يفرض الحجاب ولم يمنع الخمر ولا الفقر ولكن كان الرئيس السابق غير ملتحي ربما الشيء المخالف والجديد . ويخرج أيضا أبو إسماعيل المرشح للرئاسة المصرية ليقول بعد اللقاء مع كيري بأنه بشرى كبرى وبادرة للنصر يبدو إن اللقاء مع وزيرة الخارجية الأمريكية سيكون غزوة الخندق إما فتح مكة فسيكون بلقاء الرئيس الامريكي ,يبدو انه اعتراف بالجميل لمن مهدوا لهم الطريق وعبدوه ليصلوا إلى الهدف وهو السلطة بالديمقراطية التي اعدوا أنفسهم لها منذ سنوات ولكن كان من المستحيل إزاحة الدكتاتوريات العربية بواسطة هذه الحركات ولا يمكن إزاحتهم بتدخل مباشر فج كما حصل في ليبيا من هنا يأتي هذا الخطاب من قبل هؤلاء الزعماء الجدد البعيد كل البعد عن الهدف الذي انتفضت وخرجت الجماهير من اجله فلم تخرج الملايين لكي يعود النظام إلى الحضن الامريكي الغربي بهذا الخنوع والاستسلام ,وهنا ليس مطلوب منهم إن يعلنوا الحرب على أمريكيا ولكن كان يجب إن تكون تصريحاتهم تعطي المواطن العربي بان الهدف الأول لهذه الثورات عودة الكرامة إلى المواطن العربي والتعامل مع هذه القوى بلغة المصالح والندية لا التبعية لان المواطن العربي قد مل من سياسة التبعية التي كان يسير عليها الحكام الخونة السابقين ,ولا احد يطلب منهم تمزيق كمب ديفيد ولكن هذه اتفاقية قد مضى عليها سنوات ومن حق الشعب المصري إن يقول رأي فيها وفي مدى التزام الطرف الأخر فيها كما يجب إن تدفعهم عقيدتهم إلى وضع حد للغطرسة الصهيونية اليومية من الاعتداء على أولى القبلتين اضعف الإيمان اليوم بالتصريح لا الصمت المطبق ومغازلة أمريكيا وإسرائيل ,يبدوا إن اللقاءات التي كانت تعقد بين هذه القيادات ومندوبين وكالة المخابرات الأمريكية في كل من تركيا وقطر لم تكن لم تكن إلا عبارة عن اخذ التزامات من قبل هذه القيادات عن كيفية السياسة التي مطلوب منهم إتباعها بعد إيصالهم للسلطة , وإلا ماذا يعني إن كل تصريحاتهم لا تخرج عن كونها تضمينات للغرب وأمريكيا وإسرائيل ,والحديث عن الحجاب والخمر وحقوق الإنسان وحقوق النساء