الكــــــــــــــــنز وفلسطين- نبيل عبد الرؤوف البطراوي
الكنز حلم يراود الجميع الحصول عليه وبطبيعة البشر في خليقتهم فهم يعشقون الحلم والعيش خارج إطار الواقع المعاش من اجل إن يحيوا اللحظات التي يتمنون عيشها ولو كان هذا مجرد وحلم ما إن يصحوا الشخص من تلك اللحظات ليعود للواقع الموجود لكي يندفع في الجد والاجتهاد لإيجاد ذاته في الممكن المتاح , ففلسطين من النهر إلى البحر حق تاريخي لا يساور أي فلسطيني بل عربي بل مسلم بل حر بانها حق للشعب الفلسطيني ,وسيبقى هذا الحق قائم ما بقى الإنسان على الأرض . وشعبنا الفلسطيني من بداية الهجمة الصهيونية على ارض فلسطين أي منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في مدينة بازل بسويسرا 11897م ومنذ إن بدا الاستيطان الصهيوني يجد طريقه إلى ارض فلسطين 1891في منطقة الخضيرة وملبس بدأت المقاومة الفلسطينية لصد هذا المشروع الصهيوني ولكن كلنا يعلم إن الأمر لم يقتصر على مجرد رغبة عصابات أو مجموعات يهودية تبحث عن إيجاد ذاتها في مكان ما بل كان مشروع أوروبي دولي من اجل التخلص من المشكلة اليهودية عندهم على حساب شعبنا الفلسطيني كما أراد هذا الاستعمار زرع إسفين بين الشعوب العربية التي قسمت إلى دول قطرية لكي يسهل السيطرة عليها وإدارتها سواء كان بشكل استعماري مباشر أو غير مباشر . ومنذ ذلك الحين لم يكن ويهدا الشعب الفلسطيني حيث العطاء المتواصل والتضحية المستمرة والمقاومة متعددة الإشكال والأوجه إلى إن هزم العرب في فلسطين وقامت الدولة الصهيونية على إنقاذ شعب شرد إلى كل أصقاع الأرض دون أي رحمة أو شفقة مما يسمى بالمجتمع ألأممي,ليس هذا وحسب بل جاء مستعمر مستوطن يدعي ملكيته لهذه الأرض وينفي وجود الشعب الفلسطيني مدعوم بآلة عسكرية وقوة اقتصادية هائلة لتمكنه من تحقيق أهدافه . كل هذا لم يثني شعبنا ولم يدخل اليأس إلى القلوب بل كانت العزيمة والإرادة التي امتلكها أجدادنا الأوائل هي الطاقة المتجددة فينا في استمرار العطاء والتضحية من اجل إعادة شعبنا إلى الطريق السليم الذي يمكنه من إيجاد ذاته مرة أخرى على الرغم من التغول الصهيوني منقطع النظير الذي يؤمن بان بداية وجود أي كينونة للشعب الفلسطيني هي بداية نهاية الحلم الصهيوني نعم لقد بدأ الحراك الفلسطيني بإشكال عدة متأثرا بالحراك الذي بدأ في الساحات العربية التي كانت تخضع للاستعمار متعدد الإشكال منها البريطاني والفرنسي والايطالي والتأثر بالأدوات التي استخدمتها هذه الشعوب العربية من اجل تحقيق ذاتها والتحرر الوطني الذي كان له الأثر على الوقوف إلى جانب شعبنا في ثورة المعاصرة التي انطلقت بعد عام 1965م والتي خرجت من رحم هزيمة 1967م حيث إرادة هذه الثورة إن تعطي الأمل لجماهير امتنا العربية التي أصيبت شر إصابة بنكسة 67 فكان الانتصار الأول للمقاومة الفلسطينية وطلائع الجيش الأردني في عام 68م في معركة الكرامة تلك المعركة التي أعادت فلسطين إلى قلوب امتنا العربية وأعادت امتنا إلى فلسطين التي أضحت لب الصراع العربي الصهيوني ,إلى هنا لم يكن أحدا ليجرؤ إن يكون صاحب رؤية سياسية مجرد طرح مفهوم الحوار والمفاوضات والقبول بمبدأ التعايش مع اليهود أو ما اصطلح على تسمية الكيان الصهيوني في ذالك الحين فحينما زار الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة طرح مفهوم (خذ ثم طالب) خرجت الجماهير بشعار (يأبو رقيبه ياديوس بعت الوطن بالفلوس)كما بطبع رفضا القرارات 181,242,338,194,وكل ما كان يطرح من حلول وهنا أقول بأنهم كانوا يعون بأننا سوف نرفض ولكن كان الهدف تسجيل التاريخ , لقد استمرت الحالة العربية في الجمود والمراوحة مكانها إلى إن كانت حرب أكتوبر عام 1973والتي أعدة الأمل ولو للحظات إلى إمكانية تحقيق الحلم العربي وإلحاق الهزيمة بالصهاينة ,ولكن هذا لم يطول إلى إن فاجئ الرئيس السادات العرب في خطابه الشهير الذي أعلن فيه استعداده لزيارة إسرائيل والاعتراف بها وصنع السلام معها مما أصاب الوطن العربي بشرخ عميق أدى إلى حالة إضعاف القيادة العربية على الصعيدين العسكري والسياسي حين أعلن في حينها إن 99%من أوراق الحل في المنطقة في يد أمريكيا وهنا نشأت ما تسمى بقوى المقاومة والصمود والتصدي والممانعة والتي لم تضف إلى صفحة النضال الفلسطيني الكثير إلا التمهيد لحالة اليأس من إمكانية الاعتماد على العمل العربي المشترك على الصعيد العسكري من اجل تحرير فلسطين ,فما كان من قيادتنا الفلسطينية وبعد حرب عام 1982ومحاصرة بيروت وإخراج المقاومة الفلسطينية إلا التفكير بواقعية عن سبل الحلول السياسية والتي دعمت من خلال إعادة الزخم إلى قضيتنا في الانتفاضة المباركة التي عمت الأراضي الفلسطينية 1987م والتي استمرت سبع سنوات حيث خرجت القيادة بمشروع سياسي يعتمد على الإمكانيات الذاتية لشعبنا فكان وثيقة الاستقلال وإعلان الدولة الفلسطينية 1988م والتي جاء فيها قبول إقامة دولة فلسطين على الأرض التي احتلت عام 67م والاعتراف والعيش مع دول المنطقة بأمن وسلام ,وتوالت الأطروحات الفلسطينية العلنية والسرية إلى إن خرجت اتفاقيات أوسلو والتي جسدت الكيان الفلسطيني الأولي على ارض فلسطين ولكن هذا الكيان لم يكن مكتمل حيث مجموع القيود السياسية والاقتصادية والتي لم تضع الكابح ولم تكن تعي القيادة بان الصهاينة لم يصلوا إلى قناعة بإمكانية الوصول إلى السلام مع الطرف الفلسطيني لان عنصر الأمل فيما بيننا لم ينتهي فحلم تحرير فلسطين كل فلسطين حلم يراود كل فلسطيني وحلم إقامة دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات يراود كل صهيوني . ومنذ أوسلو إلى يومنا هذا والمفاوضات بمسمياتها المختلفة ورعايتها المختلفة لم نصل إلى الحل المنشود والى السلام الموعود إلى حد إن وصلت القيادة إلى حالة اليأس من إمكانية صنع السلام فكانت الخطوة التي قوبلت بترحيب وطني لأنها أظهرت نوع من التحدي للغطرسة الصهيونية وهي الذهاب إلى اعلي منبر أممي وطلب الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67وحل قضايا الوضع النهائي حلا عادلا وعلى رئسها القدس واللاجئين وإخراج جميع الأسرى أو ما اصطلح على تسميته بالثوابت الفلسطينية . والى إن يتحقق هذا هل نبقى نعيش في حلم البحث عن الكنز ,ونرفض أي إشارة من اين كان بان الهدف لم يعد الكنز لان شيوخ قبائلنا لا يشيروا إلى الكنز إلا من خلال عبارات تكميلية للواقعية مقبولة على ابعد تقدير فهل نعي ما يقولون ؟؟؟