مســـــــــــــــــاجدنا ألا تستحق فتوى؟؟ - نبيل عبد الرؤوف البطراوي
ظاهرة قديمة جديدة متواصلة بهدف تشريد وطرد المواطن الفلسطيني عن أرضه بهدف السيطرة عليها وتحقيق المقولة الأولى للحركة الصهيونية ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ,ومن اجل إيجاد تاريخ لمن لا تاريخ له على هذه الأرض التي ترفضهم حجرا وشجرا وبشرا , فحرق المساجد فعل ليس وليد اليوم بل منذ نشأت هذا الكيان على ارض فلسطين وهو يعيث الفساد والخراب في كل أماكنها على أمل إن يمحو تاريخ هذه الأرض التي تزخر بكل الدلالات التي تبصر الأعمى وتسمع من به صمم بانها ارض العرب والمسلمين منذ النشأة الأولى للخليقة على هذا الكون وان اليهود لم يكن وجودهم فيها إلا عابري سبيل فلا حضارة ولا تاريخ لا في باطنها ولا على ظهرها يؤرخ لإقامتهم فيها على الرغم من كل المحاولات المزعومة والمسعورة من خلال التزوير والتزييف والكذب بان هناك أثار قديمة تثبت وجودهم ولكن ما إن يدعوا شيء إلا ويتم اكتشاف ما يدحض هذا الزيف الصهيوني مما تزخر به داخلها من ارث حضاري تاريخي يمتد إلى ألاف السنين يتحدث عن الوجود العربي الإسلامي في فلسطين وهذا مدعم بما جاء في الكتاب ألاهي من ربط بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام في حادثة الإسراء حيث كانت فلسطين وقدسها بوابة الأرض إلى السماء. ولم ينقطع مسلسل حرق المساجد في فلسطين منذ احتلال اليهود لأرض فلسطين في عام 1948، وتشير الإحصاءات إلى أنه تم تدمير أكثر من 1200 مسجد في مناطق الداخل المحتل، ولم يتبق للمسلمين فيها سوى 100 مسجد فقط. كما قامت المؤسسات الرسمية اليهودية بتحويل بعض المساجد إلى كُنُسٍ يهودية: كمسجد العفولة، ومسجد طيرة الكرمل، ومسجد أبو العون، وبعضها الآخر حُوِّل إلى خمارة كمسجد بيسار، ونادٍ ليليّ كمسجد السكسك في منطقة يافا، ومسجد عسقلان ما زال يستعمل مطعمًا ومتحفًا. ومنذ بداية عام 2010 وإلى الآن، صعّد اليهود من اعتداءاتهم الممنهجة على المساجد، فحرقوا العشرات منها في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وخطوا على جدرانها عبارات مسيئة للإسلام، ورسموا على جدرانها النجمة السداسية. وكان آخر هذه الاعتداءات على المساجد، محاولة حرق مسجد "بروقين" في سلفيت بالضفة الغربية بعد أن اقتحمه مستوطنون وأحرقوا داخله إطارات سيارات، إلا أن سكان البلدة استطاعوا إخماد الحريق قبل أن يصيب المسجد بسوء. ويأتي اليوم إحراق مسجد النور في قرية برقة شمال شرق محافظة رام الله، ومسجد عكاشة في القدس الغربية استكمالا لهذا المخطط الصهيوني الرسمي والمدعوم والمحمي من قبل الحكومة اليمينية المتطرفة وسط صمت عربي إلا من تلك البيانات والاستنكارات التي لا توقف مستوطن أو متصهين عن فعلته ويعتبر الحاخامات الصهاينة هم السند الحقيقي لهذه العصابات من خلال فتاوى تدعوهم للاستمرار في حرق المساجد، ولو وصل الأمر إلى سفك الدماء، لأن الطرف الآخر يُعدُّ -حسب شريعتهم- من الجوييم، أي: حيوانات بهيئة بشر حتى يأنس بهم اليهودي. كما قامت سلطات الاحتلال فأصدرت قرارات بضم مقدسات إسلامية كالحرم الإبراهيمي في الخليل وقبر رحيل إلى قائمة التراث اليهودي، وهناك نحو 400 اسم إسلامي لمكان مقدس يسعى الصهاينة للاستيلاء عليها. أن ظاهرة حرق المساجد وسيلة من وسائل كثيرة تستخدمها إسرائيل لإنهاء الوجود الفلسطيني والإسلامي في الأراضي الفلسطينية، وتعتبر جزء من مخطط الصهيونية العالمية الذي يسعى إلى تهويد فلسطين بكاملها وما محاولات أعضاء بلدية القدس المطالبة بإغلاق المسجد الأقصى إمام المصليين تحت حجة إجبار الأوقاف الإسلامية على الموافقة على هدم باب المغاربة إلا جزءا من اختبار ردة فعل العرب والمسلمين على تهويد هذا المكان المقدس .,والذي يعتبر حجر الزاوية الرئيس في مفهوم القدس الكبرى كعاصمة للكيان الصهيوني التي تسعى ليلا ونهارا بكل السبل من اجل جعلها بلا عرب (مسلمين ومسيحيين) وهنا هل يكفي الشجب والتنديد والاستنكار والبيانات ؟هل يطفئ هذا حريق في مسجد ؟أو يوقف حفارة ؟أو يطهر مسجد من رجس يمارس فيه في يافا وعكا؟إلا تستحق مساجد فلسطين مناشدة من العلامة القرضاوي بفتوى تبيح استقدام الناتو لحماية مساجدها إن عجز العرب والمسلمين عن هذا؟