مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

ايام ترامب الأولى ..«الحقائق المغلوطة»... أيمن الصياد

ماذا يجري في الولايات المتحدة الأميركية التي كانت قد اختارت تمثال «الحرية» الذي يصل ارتفاعه إلى مترا ليكون أول ما يراه القادم إليها من «العالم القديم» عبر الأطلسي، والتي نعرف جميعا أنها لم تصنع قيمتها وقوتها إلا نتيجة لما يقدمه «التنوع» من ثراء، «والحرية» من حماية؟ 
في الصحافة «الكاشفة» 
كيف نجح «الترامبيون» هنا وهناك في ترويج «الحقائق المغلوطة» التي أشار إليها جورج أورويل في روايته؟ «alternative facts» مصطلح شهير يعرفه كل من قرأ رواية جورج أورويل الشهيرة «» التي تتحدث عن ديماجوجية النظم الشمولية، وأساليبها في السيطرة على أدمغة الجماهير.
قبل أيام، ومع الأيام الأولى لحكم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، علمنا من إحصاءات موقع amazon.com أن مبيعات رواية أورويل تلك زادت بشكل غير مسبوق بعد أن استخدمت مستشارة ترامب Kellyanne Conway مصطلحات اشتهرت بها الرواية لتبرير «الحقائق المغلوطة» التي ترد في بيانات البيت الأبيض.
إلى أين تتجه الولايات المتحدة الأميركية تحت حكم ترامب؟ أو بالأحرى، إلى أين يذهب ترامب بالولايات المتحدة، وبالعالم كله.. وبالحضارة الإنسانية «العولمية» الحديثة القائمة على التنوع؟ 
ربما لا يعرف ترامب ماذا تعني اليوجينيا Eugenics، ولا أظنه قرأ جالتون (فمثله لا يقرأ أصلا). ولكنه في كل مواقفه من الآخر، أو المهاجرين، أو المرأة، يبدو وفيا لتلك الأفكار المدمرة التي قادت عنصريا كهتلر يوما ما إلى الاقتراب من تدمير العالم.
صحيحٌ أن لليوجينيا مدارسها العلمية، وأصولها الفلسفية وأطروحاتها البيولوجية، ولكن من الثابت تاريخيا أن خروجها من المعامل وقاعات البحث الأكاديمي وتحولها إلى حركة فكرية لها تطبيقاتها الاجتماعية، وتأثيراتها السياسية المباشرة، كان خطيرا. سواء في الأفكار التمييزية «بيولوجيا» التي وجدت لها مكانا في الفكر والسياسات الأميركية في نهاية القرن التاسع عشر، أو عندما تلقفها هتلر ليعطي مذاقا «علميا» لجنونه المدمر في تلك الأيام الكئيبة من القرن العشرين. 
مهما كان منطق اليوجينيين، فدرس التاريخ يقول إن التمييز بين البشر، أيا ما كان أساسه، لم يأت لنا أبدا بعالم أكثر أمنا، أو حتى أكثر رفاهية وتقدما. بل، على العكس قرأنا في درس التاريخ أن معظم الإمبراطوريات القوية بداية من الدولة الإسلامية الأولى وحتى الإمبراطورية الأميركية «العولمية» الحديثة، كان عمادها التنوع (بغض النظر عن انتكاسات المستبدين). كما قرأنا في التاريخ أن أفكارا «عنصرية» تؤمن بتفوق جنس على غيره من أجناس البشر ــ مثلما آمن هتلر ــ قادت العالم إلى حرب عالمية تجاوز عدد ضحاياها الستين مليونا (أكرر: ستين مليونا). 
تقول «الحقائق المغلوطة» alternative facts التي يروجها المدافعون عن الرئيس الأميركي إن قراراته «ليست تمييزية»، وأنها لا تستهدف المسلمين (!).
ولمن لا يعرف معنى التمييز (على أساس الدين) أن يعود إلى تفاصيل قرارات ترامب التي تمنع اللاجئين  (عدا المسيحيين). كلنا سمعنا الرجل إبان حملته الانتخابية يتحدث صراحة عن نيته «منع المسلمين» من دخول أميركا، كما لم يعد سرا أن ترامب طلب من مستشاره رودي جولياني أن يبحث عن طريقة قانونية لمنع المسلمين (هكذا على إطلاقهم) من دخول الولايات المتحدة الأميركية.  ولمن لا يعرف معنى التمييز (على أساس العرق أو الهوية) أن يعود إلى قراره بمنع «جميع» رعايا الدول السبع التي شملها القرار (أكرر: «جميع رعايا») لا الإرهابيين، أو المتطرفين منهم. ولا حتى أولئك الذين تحوم حولهم «شبهات» مجرد شبهات أمنية. معنى ذلك أن القرار كان يمكن أن يشمل (على سبيل المثال لا الحصر)، اسما مثل الراحلة «زها حديد»» أحد أشهر الأسماء في العالم كله في الهندسة المعمارية، لمجرد كونها «عراقية». كما يمكن أن يشمل اسما مثل محمد إبراهيم Mo Ibrahim ملياردير صناعة الاتصالات، وصاحب الجائزة الأشهر في مجال الحكم الرشيد، لا لشيء إلا لأنه من مواليد حلفا السودانية. ليس ذلك فقط، فقرارات ترامب «التمييزية» تلك قد تمنع واحدة مثل المطربة الإيرانية السبعينية الشهيرة كوكوش Googoosh التي رأيتها على Euronews تتحدث عن كيف أنها على الرغم من حملها للبطاقة الخضراء ربما لن تستطيع العودة إلى منزلها بأميركا، كما أنها بالطبع لا تستطيع العودة إلى وطنها الأصلي إيران الذي تركته قبل سنوات طويلة هربا بفنها من التطرف الديني للنظام الإيراني الحاكم. ها قد جاء اليوم الذي تقف فيه «الفنانة» التي تخشى الاضطهاد في المربع نفسه مع المتطرفين الإسلاميين في عرف ترامب وأنصاره. لماذا؟ لأن العنصريين لا يعرفون المنطق. ويضعون كل من عداهم (أكرر: «كل من عداهم») في خانة واحدة. هكذا فعل النازي حين كان يُؤْمِن بتفوق الجنس الآري. وهكذا يفعل الصهاينة، عندما يعتقدون بأنهم «شعب الله المختار».
لا يعرف ترامب أن قراراته التمييزية تلك تحرم الانتلجنسيا الأميركية من كثير من رموزها، كما تحرم صناعة المعلوماتية الأميركية من كثير من كوادرها والعاملين فيها. كما لعله لا يعلم أن قراراته تلك لو كانت مطبقة منذ عقود ما عرفت أميركا أو العالم عبقريا مثل «ستيف جوبز» المولود لسوري من حمص اسمه عبد الفتاح جندلي كان قد جاء إلى الولايات المتحدة دارسا في خمسينيات القرن الماضي. كما لم يطلع طبعا الرجل الذي لم ينشغل يوما إلا بمطاردة ملكات الجمال، والتهرب من الضرائب على قائمة الأميركيين الحاصلين على نوبل فى العلوم وغيرها ليعرف كم منهم من المهاجرين، ومن أصول غير أميركية. 
قد يكون صحيحا أن هناك مسلمين متطرفين وإرهابيين. وهو صحيح بالقطع ولا شك فيه.
ولكن صحيحٌ أيضا أنه من قبيل التمييز العنصري، فضلا عنه أنه من قبيل الحمق والجنون «والحقائق المغلوطة» أن نعتبر أن «كل» المسلمين إرهابيون، أو أن كل مسلم مشروع محتمل لإرهابي، فقط لكونه نطق بالشهادتين، أو لأن جواز سفره يشير في خانة الديانة إلى أنه مسلم.
قد يكون صحيحا أن هناك مسلمين متطرفين وإرهابيين. وهو صحيح بالقطع ولا شك فيه. ولكن صحيح أيضا أن المسلمين من رعايا تلك الدول الإسلامية السبع ليسوا «بالمطلق» متطرفين أو إرهابيين، لمجرد كونهم يحملون جوازات سفر لهذه الدولة أو تلك. أو لمجرد أنهم ولدوا في هذه البلدة أو تلك. بل على العكس، فأغلبيتهم الساحقة كانوا ضحايا لدموية أولئك الإرهابيين، بالضبط كما هم ضحايا لوحشية حكوماتهم.  
بل، وصحيحٌ أيضا (وفاقع الدلالة) أن أيا من رعايا الدول السبع الذي شمل قرار ترامب (كل) رعاياها لم توكل إلى أي من مهاجريها أبدا مسؤولية أي عملية إرهابية أسفرت عن وقوع ضحايا في الولايات المتحدة الأميركية. بل كلنا نعرف أن الذين قاموا بباكورة تلك العمليات في الحادي عشر من سبتمبر كانوا من جنسيات أخرى. 
حتى لا تخدعنا «الحقائق المغلوطة»، هذه هي «الأسئلة» .. فهل هناك «إجابات أخرى»؟! 
والخلاصة، لكي نضع الأمر «منطقيا» في إطاره الصحيح، يلزم أن نجيب «بموضوعية» عن أسئلة، كان ينبغي ألا تحتاج «لبدهيتها» إلى إجابة: 
ــ هل هناك تطرف، وإرهاب يرفع رايات إسلامية، صائحا «الله أكبر»؟ الإجابة قاطعة: نعم، وفي ذلك، وفي أسبابه تفصيل لطالما أسهبنا في الكتابة عنه. 
ــ هل يعني ذلك أن كل من اتخذ الإسلام دينا أو نطق بالشهادتين إرهابي؟ لا أظن السؤال بحاجة إلى إجابة. وإن كنا في عالم «الحقائق المغلوطة» بحاجة إلى أن نضع الإجابة «البدهية»، إلى جانب ما تعنيه قرارات الرئيس الأميركي.. لنحكم. بل وربما علينا، على العكس أن نعرف أنه وإن كان هناك إرهابيون مسلمون، إلا أن المسلمين أيضا كانوا ضحايا لتزايد جرائم الكراهية التي استهدفتهم (راجع تقرير الـ F.B.I. عن الموضوع). كما كانوا ضحايا للهجمات التي تزايدت تزايدا ملحوظا مع حملة ترامب الانتخابية (حسب تقرير موثق لجامعة جورج تاون).
ــ هل صحيحٌ ما شاع، أو يحاول البعض؛ هناك وهنا (لأسباب معروفة) أن يشيعه، أن لا تطرف أو إرهاب إلا وكان إسلاميا؟ الإجابة قاطعة: لا. ولعل عملية إطلاق النار على المصلين في المسجد الكندي انتشاء بقرارات ترامب وبعد ساعات من إعلانها دليل أخير (وليس وحيدا) على ذلك. فالقاتل عنصري يتباهى بإعجابه بترامب ومارين لوبان ونتنياهو، ولا علاقة له البتة بالإسلام. بل ولعله لا يعرف عنه غير ما سمع من أولئك العنصريين (بالمناسبة، لم أحب أن أصف القاتل بديانته أو بجنسيته أو لونه، لأن كل ذلك، ببساطة لا علاقة له بجريمته). في نظر ترامب، فإن العنصري المتطرف الذي قتل المصلين في المسجد ليس إرهابيا، وأن محاولة تجنب مثل تلك العمليات «العنصرية الدامية» لا يستحق الاهتمام. إذ كشف تقرير صادم لوكالة رويترز أن الرئيس الأميركي الجديد طلب من إدارته تغيير «البرنامج الحكومي لمواجهة العنف الأيديولوجي» بكل أشكاله، ليقتصر فقط على المتطرفين «المسلمين». 
ــ هل الإسلام، بالتعريف دين عنف ودماء، «لا دين سلام» كما قال ستيف بانون (ترامب اختاره مستشارا لرسم سياساته الاستراتيجية) منتقدا ما اعتبره دفاعا من باراك أوباما عن الإسلام والمسلمين؟ ربما كان على «استراتيجيي ترامب» أن يقرأوا قل

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024