كلام في الممنوع
بقلم يحيى رباح
رغم ان الاشقاء العرب في كل دولهم بلا استثناء، وجميع الاشقاء المسلمين في كل دولهم بلا استثناء، ممثلين سياسيا في كيانات إقليمية او دولية، مثل الجامعة العربية او مجلس التعاون الخليجي او منظمة التعاون الإسلامي او الجمعية العامة للأمم المتحدة، الا انهم بالنسبة للموضوع الفلسطيني يتورط بعضهم بوعي او بدون وعي في العاب سياسية تصل في بعض الأحيان الى حد التآمر المفضوح، ويتورطون في اللعب خارج القواعد، وخارج المعترف به، ظنا منهم ان هذا يعطيهم دورا او يجعلهم اكثر تأثيرا او اعلى سعرا حين يعرضون انفسهم في سوق البيع والشراء الذي يغرقون فيه في أحيان كثيرة .
كمثال على ذلك، فان هؤلاء الاشقاء العرب والمسلمين تورطوا في جريمة الانقسام الأسود الذي نفذته حركة حماس في قطاع غزة قبل 10 سنوات، تورطوا بالوشوشات والوعود التي ليسوا على مستواها، مع انهم كانوا يعلمون تمام العلم ان الانقسام في الأساس هو فكرة وتخطيط وتنفيذ وصناعة اسرائيلية 100% وان قطاع غزة منذ ذلك الوقت تعرض الى ثلات حروب مدمرة واصبح في وضعه الراهن حالة عابثة ترتكز عليها إسرائيل كلما ارادته ميدانا لمغامراتها الشاذة او مقولاتها الأكثر عدوانية ضد الشعب الفلسطيني، ومعروف لدى القاصي والداني ان الانقسام الأسود وما يصاحبه من انفلات شديد في العنف اصبح جزءا تقليديا من عناصر السياسة الاسرائيلية، وجزءا تقليديا من عناصر سياسات الاختلافات العربية والإسلامية، فهذه الدول في خلافاتها مع بعضها وهي خلافات مفتعلة، تلجأ الى المفردات الهابطة في الساحة الفلسطينية وتعزف على اوتارها وتلعب بها خارج كل القواعد الشرعية.
والمحطة الأخيرة هذه الأيام لهذا النوع من التلاعب ضد الشعب الفلسطيني وشرعيته هو المؤتمر او الاجتماع الذي تسعى حماس لعقده في تركيا للشتات الفلسطيني او الاغتراب الفلسطيني، أي توسيع دائرة الانقسام موضوعيا لصالح إسرائيل التي نصل في صراعنا معها هذه الأيام الى مستوى خطير، فأين مصلحة تركيا في رعاية هكذا خطوات غير محسوبة؟، وهل تركيا التي تمر هذه الأيام بمأزق وجودي يهدد وحدة دولتها وشعبها تعتقد ان هذه الألعاب الخطرة تساعدها في النجاة ؟ واذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية كما تعلم ذلك تركيا هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني باعتراف العالم كله وباعتراف إسرائيل نفسها، فهل الرعاية التركية وغيرها لشذوذ حماس او غير حماس يساعد البرنامج الوطني الفلسطيني القائم على انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؟
ام ان هذه مجرد العاب ضارة وقصيرة النظر ولا تراعي ابسط قواعد الالتزام؟
نقول للاشقاء في تركيا وغيرها من بعض الأطراف التي تغرق في مستوى اللعبة نفسه، اين الاحترام لدولكم ؟ اين الاحترام لادواركم؟
وهل تستطيعون فعل شيء سوى التظاهر بالعظمة والقوة على شقيقكم الفلسطيني؟
هذا عيب ومهين ولا يعطيكم أي دلالة على انكم في الطريق للنجاة، من مآزقكم العميقة على مستوى شعبكم في الداخل او خصومكم في الخارج.